الثلاثاء 23/ديسمبر/2025 - 06:17 م 12/23/2025 6:17:03 PM
مشكلة فيلم الست ليست في جرأته ولا في محاولته كسر الايقونة بل في اعتقاده ان المغايرة وحدها فعل فني كاف. كأن المطلوب فقط ان نأتي بأم كلثوم اخرى مختلفة شكلا ونبرة وتفصيلا لنعلن اننا تحررنا من الاسطورة.
ام كلثوم لم تصبح ايقونة لانها قدمت هكذا بل لان صوتها وعلاقتها بالناس وزمنها صنعوا حالة وجدانية جمعية. كسر هذه الحالة لا يتم بالعكس الالي ولا باستبدال العاطفة الاصيلة بتوجه ذهني مسبق يريد اثبات موقف.
وهنا يظهر الفارق الجوهري
العاطفة تنبع من الداخل من خبرة انسانية حقيقية حتى لو كانت متناقضة او قاسية
اما التوجه فهو قرار ذهني قد يكون سياسيا او ايديولوجيا او تسويقيا يلبس العمل قناعا يبدو شجاعا لكنه بلا قلب.
الفيلم لا يناقش ام كلثوم بقدر ما يناقش فكرته عنها. لا يصغي للصوت بوصفه بطلا بل يتعامل معه كعبء يجب تحييده. وكأن المشكلة في الست ذاتها لا في عجزنا المعاصر عن الاقتراب من ظاهرة صنعتها الموهبة والناس والزمن معا.
ليست كل مغايرة اضافة وليست كل محاولة كسر تحريرا. احيانا يكون ما نراه مجرد نسخة اخرى من الاختزال
وهذه للاسف ليست الست بتاعتنا بل الست بتاعتهم.

















0 تعليق