أصبحت الصحة النفسية للأطفال من القضايا التي تحظى باهتمام متزايد من قِبَل الأسر والمتخصصين، في ظل التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية السريعة التي تؤثر على حياة الأطفال اليومية.
وتشير تقارير صحية حديثة إلى أن إهمال الاضطرابات النفسية في مراحل الطفولة المبكرة قد يؤدي إلى مشكلات سلوكية وتعليمية طويلة الأمد.
وفي هذا التقرير، نُسلِّط الضوء على أبرز العلامات التي قد تشير إلى وجود مشكلة نفسية لدى الطفل، وأهمية الاكتشاف المبكر والتدخل المناسب.
الطفولة والصحة النفسية
تعَّد الطفولة مرحلة أساسية في تكوين الشخصية وبناء التوازن النفسي، وخلال هذه المرحلة، يمر الطفل بتجارب تعليمية واجتماعية تشكل وعيه وسلوكه.
ويؤكد متخصصون أن أي خلل نفسي غير معالج في هذه الفترة قد يؤثر على النمو العاطفي والاجتماعي، ويزيد من احتمالية الإصابة بالقلق أو الاكتئاب في مراحل عمرية لاحقة.
تغيرات السلوك كإشارة تحذير
ومن أبرز العلامات التي تستدعي الانتباه حدوث تغيرات مفاجئة في سلوك الطفل، مثل الانعزال الاجتماعي، أو فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها، أو نوبات الغضب المتكررة دون أسباب واضحة.
كما قد يظهر الطفل عدوانية غير معتادة أو ميلًا للبكاء المستمر، وهي مؤشرات لا يجب تجاهلها، خاصة إذا استمرت لفترة طويلة.
اضطرابات النوم والشهية
وتعد اضطرابات النوم من العلامات الشائعة التي قد تدل على وجود ضغوط نفسية لدى الأطفال.
وصعوبة النوم، أو الكوابيس المتكررة، أو الاستيقاظ المفاجئ ليلًا، قد تكون انعكاسًا لمشاعر قلق أو خوف.
كما أن فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام قد يشير إلى اضطراب نفسي يحتاج إلى تقييم متخصص.
التراجع الدراسي وصعوبة التركيز
يلاحظ بعض أولياء الأمور تراجع مستوى الطفل الدراسي أو صعوبة التركيز والانتباه داخل الفصل.
ويشير خبراء التربية إلى أن المشكلات النفسية مثل القلق أو التوتر قد تؤثر بشكل مباشر على الأداء الأكاديمي، لذلك، فإن تجاهل هذه العلامات قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة وتأثيرها على مستقبل الطفل التعليمي.
أهمية الدعم الأسري والتدخل المبكر
ويشدد المختصون على أن الدعم الأسري يلعب دورًا محوريًا في حماية الصحة النفسية للأطفال، والتواصل المفتوح مع الطفل، والاستماع إلى مشاعره دون تهديد أو توبيخ، يساعدان على اكتشاف المشكلات مبكرًا.
كما يُنصَح باللجوء إلى اختصاصي نفسي عند ملاحظة أي أعراض مستمرة، حيث يسهم التدخل المبكر في تحسين الحالة النفسية وتجنب المضاعفات المستقبلية.


















0 تعليق