تعود شركة ميتا لإشعال المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي من جديد، وهذه المرة تقدم لنا "مانجو" و"أفوكادو"، إذ يقال إن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي يعمل على تطوير نموذجين من الجيل التالي للذكاء الاصطناعي، قد يحدثان هزة في المشهد الحالي الذي تهيمن عليه شركتا OpenAI وجوجل.
وإذا سارت الأمور وفق الخطة، فمن المتوقع إطلاق كلا النموذجين في النصف الأول من عام 2026، ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن مشروعي ميتا السريّين: "مانجو" المخصص لتوليد الصور والفيديو، و"أفوكادو"المخصص للنصوص والبرمجة، يمثلان فصلًا جديدًا ومهمًا في طموحات الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويقود هذا الجهد رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في ميتا، ألكسندر وانج، البالغ من العمر 28 عامًا ومؤسس شركة Scale AI، الذي انضم إلى ميتا في وقت سابق من هذا العام بعد أن استحوذت الشركة على حصة تقارب الأغلبية في شركته الناشئة مقابل أكثر من 14 مليار دولار.
هذا الرهان الكبير يعكس إصرار الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج على استعادة الزخم من المنافسين الذين سيطروا على حديث الذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي.
وسيكون "مانجو" و"أفوكادو" أولى النتائج الكبرى لمختبرات ميتا للذكاء الفائق (Meta Superintelligence Labs – MSL)، وهي وحدة جديدة أُنشئت لتسريع تحقيق اختراقات ميتا في مجال الذكاء الاصطناعي.
لا يكتفي زوكربيرج بمحاولة اللحاق بالركب، بل يستعد لعودة قوية وشاملة، سيركز نموذج "مانجو"، المخصص للصور والفيديو، على إنتاج إبداعي عالي الجودة لمنافسة أدوات مثل Sora من OpenAI وGemini 3 Flash من جوجل، أما "أفوكادو"، وهو نموذج اللغة الكبير (LLM) الجديد، فيصمم ليتميّز في البرمجة والاستدلال المنطقي، وهما مجالان لا تزال عائلة نماذج Llama الحالية من ميتا متأخرة فيهما.
وخلال جلسة أسئلة وأجوبة داخلية، وصف وانغ نموذج “أفوكادو” بأنه أكثر نماذج اللغة طموحًا لدى ميتا حتى الآن، إذ لا يقتصر على توليد النصوص فحسب، بل يهدف أيضًا إلى حل المشكلات التقنية العميقة.
وقال بحسب ما نُقل عنه: “نحن نبني نماذج تفهم العالم، لا الكلمات فقط”، مشيرًا إلى العمل المبكر على ما يعرف بـ"نماذج العالم" World Models، وتمثل هذه الرؤية تحولًا كبيرًا عن تصميمات الذكاء الاصطناعي التقليدية التي تعتمد عادةً على التنبؤ بالكلمة التالية في الجملة، وإذا كتب لهذه النماذج النجاح، فقد تقرب الذكاء الاصطناعي من فهم حقيقي قائم على الإدراك، وهو ما يراه الخبراء الحدود التالية لتطور هذا المجال.
وجاء هذا التوجه بعد إعادة تنظيم داخلية كبيرة في وقت سابق من عام 2025، حيث دمجت ميتا أقسام الذكاء الاصطناعي لديها ومنحت وانغ السيطرة على مجموعة جديدة ونخبوية من الباحثين والمهندسين، كما استقطبت الشركة أكثر من 20 عالمًا بارزًا من OpenAI، لتشكل فريق يضم أكثر من خمسين متخصصًا في الذكاء الاصطناعي تحت مظلة MSL.
ولا يمكن أن يكون التوقيت أكثر حساسية، إذ تتصاعد معركة الهيمنة على الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة. فقد أطلقت جوجل مؤخرًا Gemini 3 Flash، وهو إصدار أسرع وأقل تكلفة من نموذجها الرائد Gemini 3 Pro، موجه للاستخدام واسع النطاق، وفي الوقت نفسه، تواصل OpenAI تطوير مجموعتها من الأدوات، بما في ذلك ChatGPT Images وSora، منصة توليد الفيديو التي اكتسبت زخمًا سريعًا بين صناع المحتوى.
وقد خاضت ميتا بالفعل هذه الساحة، ففي وقت سابق من هذا العام، أطلقت الشركة أداة Vibes لتوليد الفيديو بالتعاون مع Midjourney، لكن خلال أيام، ردّت OpenAI بإطلاق Sora، في خطوة كشفت مدى شراسة المنافسة في مجال توليد الصور والفيديو بالذكاء الاصطناعي.
كما أن تقدم جوجل لم يخفف الضغوط، إذ شهدت مجموعة جيميني انتشارًا هائلًا، حيث قفز عدد مستخدميها الشهريين من 450 مليونًا في يوليو إلى أكثر من 650 مليونًا بحلول أكتوبر، ويعود ذلك إلى حد كبير لإطلاق جيميني نانو والنماذج اللاحقة له، هذا الارتفاع السريع ترك ميتا وOpenAI في سباق محموم للحاق بالركب.

















0 تعليق