إذا نظرت إلى السماء عند الفجر أو الغسق، سيلفت كوكب الزهرة انتباهك فورًا، حيث يُعرف هذا الكوكب باسم "نجم الصباح"، وهو يسطع بثبات، أكثر سطوعًا من أي جرم سماوي آخر تقريبًا باستثناء القمر، ووفقًا لأنتوني مالاما، الباحث في مركز حماية السماء المظلمة والهادئة التابع للاتحاد الفلكي الدولي، فإن سطوع هذا الكوكب يفوق سطوع نجم من القدر الأول بنحو 100 ضعف.
وترجع شدة إضاءته إلى سحبه العاكسة، وقربه من الأرض، وظواهره البصرية الفريدة، مما يسمح حتى لسكان المدن برؤيته معظم أيام السنة، حيث أن السحب الكثيفة، والقرب، وتشتت ضوء الشمس تُسهم في سطوعه المذهل.
لماذا يتفوق كوكب الزهرة على غيره من الأجرام السماوية؟
بحسب موقع لايف ساينس، يتميز سطح كوكب الزهرة ببياض عالٍ، حيث يعكس حوالي 76% من ضوء الشمس الذي يصل إليه، ويعود ذلك إلى أن سحبه تتكون أساسًا من قطرات حمض الكبريتيك، وتُشتت هذه السحب، التي تتواجد على ارتفاع يتراوح بين 48 و70 كيلومترًا فوق سطح الزهرة، ضوء الشمس بكفاءة عالية.
وفي المقابل، تعكس الأرض 30% فقط من ضوء الشمس، بينما يعكس القمر 7% فقط، ورغم أن بعض الأقمار الجليدية، مثل إنسيلادوس، تعكس ضوءًا أكثر قليلًا، إلا أن الزهرة تبدو أكثر سطوعًا بكثير نظرًا لتلقيها كمية أكبر من ضوء الشمس.
ويبدو كوكب الزهرة أكثر سطوعًا من عطارد بسبب مداره الأقرب، وحجمه الأكبر، وتغير أطواره، وتشتت ضوء الشمس بفعل السحب مما يخلق تأثيرًا يشبه قوس قزح.
كيف تجعلها السحب والمدار وضوء الشمس ألمع كوكب في السماء؟
تتسبب عوامل انعكاس السحب والمسافة وأطوار الزهرة مجتمعةً في تباين سطوعها من -4.92 إلى -2.98 على المقياس الفلكي. وهذا كافٍ لجعل الكوكب مرئيًا بوضوح طوال العام تقريبًا، حتى في سماء المدن، وحتى الملاحظات البسيطة تكشف أن توهج الزهرة المذهل ليس مجرد خدعة بصرية، بل هو مزيج من التركيب الجوي، وانعكاس أشعة الشمس، والهندسة المدارية، مما يجعلها ألمع منارة كوكبية في السماء.


















0 تعليق