ألمح آدم موسيري، رئيس منصة انستجرام، إلى احتمال حدوث تحوّل استراتيجي في توجهات التطبيق خلال السنوات المقبلة، عبر الاستثمار بشكل أعمق في الفيديوهات الطويلة والمحتوى المدفوع، في خطوة تهدف إلى مواكبة التغيرات السريعة في سوق المحتوى الرقمي ومنافسة منصات مثل تيك توك ويوتيوب شورتس.
وخلال مقابلة حديثة، أوضح موسيري أن انستجرام، المملوكة لشركة «ميتا»، ركزت خلال الأعوام الماضية على المحتوى القصير بوصفه جزءًا من «هويتها الأساسية» التي تقوم على ربط المستخدمين بأصدقائهم، إلى جانب مساعدتهم على اكتشاف اهتماماتهم. إلا أن التحولات التي تقودها منصات الفيديو قد تدفع انستجرام إلى إعادة النظر في هذا النهج.
تحول محتمل في استراتيجية المحتوى
اعتمد انستجرام بشكل كبير في السنوات الأخيرة على مقاطع الفيديو القصيرة، خصوصًا عبر ميزة «ريلز» التي أصبحت شكل التفاعل الأبرز على المنصة، غير أن موسيري أقرّ، في حديثه مع موقع «سيمافور»، بأن تجنّب المنافسة المباشرة مع منصات الفيديو الطويل مثل يوتيوب قد لا يكون خيارًا دائمًا.
وقال موسيري: «قد يتضح في النهاية أننا بحاجة إلى محتوى مدفوع ليؤدي دوره… وقد نحتاج أيضًا إلى الفيديوهات الطويلة»، في إشارة إلى أن النمو المستقبلي قد يتطلب تنويع أشكال المحتوى.
المحتوى المدفوع واشتراكات المستخدمين
يرتبط هذا التوجه المحتمل بفكرة أخرى طرحها موسيري، تتعلق بتقديم تجارب محتوى مدفوع أو مميّز للمستخدمين. فحتى الآن، اعتمد نموذج انستجرام على الاكتشاف السريع للمحتوى والخلاصة التي تعتمد على الخوارزميات، إلا أن إدخال أنظمة اشتراك أو محتوى مدفوع من صناع المحتوى قد يفتح آفاقًا جديدة للإيرادات، ويعزز ارتباط المستخدمين بالمنصة.
اختلاف عن نموذج يوتيوب
ورغم ذلك، شدد موسيري على أن إنستغرام لن يسير على خطى يوتيوب بالكامل، فبحسب قوله، تشجّع منصة يوتيوب، المملوكة لجوجل ، صناع المحتوى على إنتاج فيديوهات طويلة وعالية التكلفة من حيث الإنتاج، وهو نموذج لا يتناسب بالضرورة مع طبيعة انستجرام القائمة على التنوع والسرعة وتعدد المحتوى.
التوسع خارج الهواتف الذكية
وفي سياق متصل، أشار موسيري إلى أن إنستغرام لا تزال تستكشف فرص التطور خارج نطاق الهواتف الذكية، وهو ما يتضح من إطلاق تطبيق «انستجرام تي في» لأجهزة Fire TV، والذي يتيح للمستخدمين مشاهدة ومشاركة مقاطع «ريلز» على شاشات أكبر، بما يعزز حضور المنصة في غرف المعيشة.
نظرة مستقبلية نحو النظارات الذكية
وبالنظر إلى المستقبل الأبعد، تحدث موسيري عن دور محتمل للنظارات الذكية والأجهزة القابلة للارتداء، متوقعًا أن تصبح هذه التقنيات شائعة خلال عقد من الزمن، وربما تحل محل الهواتف الذكية، وأوضح أن هذا التحول قد يغيّر طريقة استخدام انستجرام، عبر الاعتماد على تقنيات الواقع المختلط أو التجارب الخالية من استخدام اليدين.
وقال موسيري: «بالنسبة لمنصة بصرية، فإن الوجود في بيئة تعتمد فيها معظم التفاعلات مع النظارات الذكية على الصوت فقط يطرح تساؤلات كبيرة ومفتوحة يجب التفكير فيها»، في إشارة إلى تأثير تطور العتاد التقني على واجهة انستجرام وقدراتها المستقبلية.














0 تعليق