قادة دينيون يطالبون بـ"لحظة زكا العشار" لتحقيق العدالة الضريبية عالميًا

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دعا قادة دينيون إلى إحداث ما وصفوه بـ"لحظة زكا العشار" في مسار إصلاح النظام الضريبي العالمي، وذلك خلال تجمع ديني وحوار سياساتي استضافته كنيسة مؤتمر عموم إفريقيا للكنائس في نيروبي، على هامش انعقاد الجولة الثالثة من مفاوضات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتعاون الضريبي الدولي.

تحالف كنسي لمواجهة تهرب الشركات الكبرى من الضرائب

 

وجاءت الفعالية بمبادرة من مجلس الكنائس العالمي (WCC)، بالتعاون مع الاتحاد اللوثري العالمي، وكنيسة المعونة النرويجية، وكريستيان إيد، ومؤتمر عموم إفريقيا للكنائس، بهدف تسليط الضوء على نظام ضريبي دولي يسمح للشركات متعددة الجنسيات والأثرياء للغاية بالتهرب من الضرائب، على حساب شعوب تعاني الفقر وغياب الخدمات الأساسية.

وشارك في الصلاة المشتركة والحوار السياسي قادة مسيحيون ومسلمون وممثلون عن المجتمع المدني، ناقشوا الهياكل الاقتصادية العالمية التي تتيح للأثرياء الإفلات من الالتزامات الضريبية، بينما يعجز الملايين حول العالم عن توفير الغذاء أو السكن.

 

مؤتمر عموم إفريقيا: لحظة محاسبة أخلاقية

 

وقال الدكتور القس فيدون موومبيكي، الأمين العام لمؤتمر عموم إفريقيا للكنائس، إن المفاوضات الجارية ليست حدثًا تقنيًا أو دبلوماسيًا فحسب، بل تمثل لحظة محاسبة أخلاقية، مؤكدًا أنها فرصة لمواجهة مظالم عالمية أبقت إفريقيا والعالم النامي على هامش الازدهار والكرامة الإنسانية.

وأشار موومبيكي إلى قصة “زكا العشار” الواردة في الكتاب المقدس، الذي تعهّد بردّ ما استغله مضاعفًا بعد لقائه بالسيد المسيح، معتبرًا أن هذه الروح هي جوهر “حملة زكا للعدالة الضريبية”، التي تنادي بالإصلاح والتعويض داخل النظام المالي العالمي، وتؤكد أن العدالة الحقيقية تتطلب تحولًا أخلاقيًا، لا مجرد تعديلات مالية.

 

ناميبيا نموذجًا لعدم المساواة العالمية

من جانبه، عرض أوهورو ديمبرز، مفوض العدالة المناخية والتنمية المستدامة بمجلس الكنائس العالمي، ومستشار السياسات في مجلس كنائس ناميبيا، تأثير النظام المالي العالمي على الدول الإفريقية، قائلًا إن ناميبيا تُصنّف كثاني أكثر دول العالم عدم مساواة.

وأوضح أن بلاده سددت، في 29 أكتوبر، نحو 13.5 مليار دولار ناميبي (750 مليون دولار أمريكي) لخدمة قرض “يوروبوند” تم الحصول عليه عام 2015، مضيفًا: «لو كان النظام الضريبي العالمي عادلًا، لما احتجنا إلى مثل هذه القروض، مشيرًا إلى أن الدولة اضطرت للاختيار بين سداد الديون وتأجيل الاستثمار في الدخل الأساسي، والرعاية الصحية، والإسكان، والصرف الصحي.

 

دعوات لتعزيز التنمية المستدامة في اتفاقية الضرائب الأممية

 

وفي كلمة نيابة عن الجهات الدينية، دعا الأسقف نيلسون كيساري، رئيس أساقفة كنيسة المينونايت في تنزانيا، إلى تعزيز المادة التاسعة الخاصة بالتنمية المستدامة في الاتفاقية الأممية، بما يربط بوضوح بين السياسات الضريبية والتنمية العادلة.

وأكد أن التفاوت المتزايد يوسّع الفجوة بين فاحشي الثراء والمواطنين العاديين، موضحًا أن التهرب الضريبي والتدفقات المالية غير المشروعة تستنزف مليارات الدولارات من خزائن الدول، بينما تتراكم الثروات لدى قلة محدودة.

 

مطالب واضحة للمفاوضين الدوليين

وطالب القادة الدينيون مفاوضي الأمم المتحدة بـ:

الحد من التدفقات المالية غير المشروعة

إصلاح قواعد الضرائب العالمية لتخدم الشعوب لا أرباح الشركات

فرض ضرائب تصاعدية على الثروة ورأس المال

ضمان تمثيل عادل ومتساوٍ للدول النامية في حوكمة النظام الضريبي العالمي

 

حملات كنسية عالمية من أجل العدالة الاقتصادية

ويرتبط هذا التحرك بحملة «زكا للعدالة الضريبية» التي أطلقها مجلس الكنائس العالمي في نيويورك عام 2019، إلى جانب حملة «حوّلوا الديون إلى رجاء» التي انطلقت عام 2025، ضمن مبادرة الهيكل المالي والاقتصادي الدولي الجديد (NIFEA).

تشارك في هذه المبادرات مؤسسات كنسية ومنظمات دولية، من بينها الشركة العالمية للكنائس الإصلاحية، والاتحاد اللوثري العالمي، وكاريتاس الدولية، وجوبيل الولايات المتحدة، والحركة الآسيوية للديون والتنمية، في مسعى مشترك لإرساء نظام مالي عالمي أكثر عدلًا وإنصافًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق