أكد الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو أن المبادرة التي يتحدث عنها الرئيس الأمريكي ترامب بشأن إنشاء تحالف يضم ما يُعرف بـ الدول الخمس الكبرى سيكون لها تأثير جذري على شكل العالم خلال فترة زمنية قصيرة. وقال لوكاشينكو إن هذا التحالف، في حال تنفيذه، سيقود إلى نظام عالمي مختلف تمامًا، خاصة في ظل التحولات الاقتصادية والسياسية المتسارعة، مشيرًا إلى أن رؤية ترامب حول الدول الخمس الكبرى تعكس إدراكًا عميقًا لموازين القوى الجديدة.
وفي مقابلة تلفزيونية، أوضح لوكاشينكو أنه اطّلع عبر وسائل الإعلام على استعداد ترامب لإنشاء تحالف يضم روسيا والصين واليابان والولايات المتحدة والهند، معتبرًا أن هذا التجمع بين الدول الخمس الكبرى من شأنه إعادة رسم العلاقات الدولية. وأضاف لوكاشينكو أن العالم، في حال قيام هذا التحالف، سيشهد تغيرات كبيرة وسريعة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الأمني.
وأشار لوكاشينكو إلى أن القارة الأوروبية لا تدرك بشكل كامل طبيعة تفكير ترامب، موضحًا أن كثيرًا من القادة الأوروبيين يسيئون فهم توجهاته الاستراتيجية. ولفت إلى أن ترامب يتجه بشكل واضح نحو آسيا، باعتبارها مركز الثقل الرئيسي للتنمية العالمية في المرحلة المقبلة، وهو ما يعكس تحولًا في أولويات السياسة الدولية.
وأكد لوكاشينكو أن آسيا تشهد نموًا متسارعًا مقارنة بمناطق أخرى من العالم، مرجعًا ذلك بالدرجة الأولى إلى الدور المتنامي للصين داخل الدول الخمس الكبرى. وأضاف أن هذا التقدم الآسيوي يجعل من المنطقي أن يكون التحالف المقترح موجهًا نحو الشرق، حيث تتشكل ملامح النظام العالمي الجديد.
ويرى لوكاشينكو أن نجاح التحالف بين الدول الخمس الكبرى سيؤدي إلى تقليص النزاعات الدولية وخلق توازن جديد للقوى، خاصة إذا ما تعاونت هذه الدول في ملفات الاقتصاد والطاقة والأمن. كما شدد على أن رؤية ترامب في هذا السياق تعكس فهمًا لطبيعة التحولات العالمية، خصوصًا مع انتقال مركز التأثير العالمي إلى آسيا.
وجاءت تصريحات لوكاشينكو خلال مقابلة أجرتها معه إعلامية أمريكية بارزة، في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية تغيرات متسارعة. ويرى مراقبون أن حديث لوكاشينكو عن ترامب والدول الخمس الكبرى يعكس اهتمامًا متزايدًا بإعادة تشكيل التحالفات الدولية، مع التركيز على آسيا كمحور رئيسي لمستقبل العالم.












0 تعليق