لماذا ينجذب الناس لمن يستمع أكثر ممن يتكلم؟

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ينجذب الناس فطريًا إلى الشخص الذي يمنحهم أذنًا صاغية قبل أن يمنحهم رأيًا، فيخلق الاستماع الجيد شعورًا بالاهتمام والاحتواء، ويمنح الطرف الآخر مساحة للتعبير دون مقاطعة أو حكم مسبق.

ويعكس هذا الانجذاب احتياجًا إنسانيًا عميقًا للاعتراف والتقدير، خاصة في زمن يزدحم فيه الكلام ويقل فيه الإصغاء الحقيقي، وتؤكد دراسات علم النفس الاجتماعي أن الاستماع الفعّال يعزز الشعور بالثقة والانتماء، وفقًا لما نشرته American Psychological Association.

فوائد الإنصات الجيد للأشخاص وتأثيره على عمق العلاقات 

يبني الاستماع الجيد جسورًا غير مرئية بين الناس، لأنه يوصل رسالة صامتة مفادها: “أنت مهم”، فيشعر المتحدث أن كلماته مسموعة ومفهومة، فيرتاح نفسيًا وينفتح عاطفيًا، ويساعد هذا الارتياح على تكوين علاقات أسرع وأكثر عمقًا مقارنة بالعلاقات التي يطغى عليها الحديث المستمر، ويظهر هنا أن قوة التأثير لا تأتي من كثرة الكلام، بل من جودة الحضور.

كما يعزز الإصغاء الإحساس بالأمان النفسي، لأن المستمع الجيد لا يفرض ذاته ولا يسعى للسيطرة على الحوار، ويقلل هذا السلوك من التوتر ويشجع على الصراحة، خاصة في المواقف الحساسة، فيما يفسر علماء النفس ذلك بأن الدماغ يستجيب إيجابيًا عندما لا يشعر بالتهديد أو المنافسة داخل الحوار، وينتج عن هذا الشعور رغبة طبيعية في التقرب من الشخص المستمع.

ويكشف الاستماع عن ذكاء عاطفي مرتفع، وهو عنصر جذاب في العلاقات الإنسانية، فيقرأ المستمع الجيد ما بين السطور، ويلتقط النبرة والمشاعر لا الكلمات فقط، ويساعد هذا الفهم العميق على تقديم دعم مناسب بدل نصائح جاهزة، وتزداد جاذبية هذا النوع من الأشخاص لأنهم يشعرون الآخرين بأنهم مفهومون، لا مجرد مسموعين.

كما يمنح الإصغاء صاحبه حضورًا قويًا دون حاجة إلى فرض الرأي أو لفت الانتباه، فيلاحظ الناس أن المستمع الجيد يتكلم حين يكون للكلام معنى، فيكتسب حديثه وزنًا وتأثيرًا، ويتحول الصمت هنا من فراغ إلى أداة تواصل فعالة، ويؤكد ذلك أن الكاريزما الحقيقية قد تولد من الهدوء لا من الضجيج.

كما تؤكد التجارب اليومية أن الناس يتذكرون من استمع إليهم أكثر ممن تحدث أمامهم، فتبقى مشاعر الفهم والاحتواء أطول أثرًا من أي جملة بليغة، ويحتاج عالم اليوم إلى مستمعين بقدر حاجته إلى متحدثين، وتشير أبحاث علمية إلى أن مهارة الاستماع الفعّال ترتبط بزيادة جودة العلاقات والصحة النفسية، بحسب دراسات منشورة لدى American Psychological Association.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق