بعث الرئيس السوري أحمد الشرع برقية تعزية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خلفية مقتل جنود أمريكيين في سوريا، في حادث أمني وقع في محيط مدينة تدمر بريف حمص، في تطور لافت يعكس مستوى التنسيق السياسي والأمني في مواجهة تنظيم داعش. وأكد أحمد الشرع في رسالته إلى ترامب إدانة سوريا الشديدة لهذا الهجوم، مشددًا على التزام الدولة السورية بالحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة.
وأوضح البيان أن الشرع أعرب عن تضامن الجمهورية العربية السورية مع عائلات الضحايا الأمريكيين، مقدما التعازي للرئيس ترامب وللشعب الأمريكي في مقتل الجنود الأمريكيين في سوريا، مؤكدا أن استهداف القوات التي تحارب الإرهاب يمثل تهديدا مباشرا للأمن الإقليمي والدولي.
وكان البنتاغون قد أعلن، يوم السبت، مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني خلال عملية وصفها بـ"الجبانة"، نفذها تنظيم داعش في مدينة تدمر داخل سوريا، إضافة إلى إصابة ثلاثة جنود آخرين بجروح متفاوتة. وأكدت القيادة المركزية الأمريكية أن الهجوم نُفذ عبر كمين مسلح نصبه أحد عناصر داعش، قبل أن يتم الاشتباك معه وتصفيته لاحقا.
وفي تعليق له، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الحكومة السورية والرئيس أحمد الشرع قاتلا إلى جانب الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، مشددا على أن الهجوم الذي أدى إلى مقتل جنود أمريكيين في سوريا لا تتحمل مسؤوليته الحكومة السورية. وقال ترامب إن بلاده سترد بقوة على منفذي الهجوم، مضيفا: "سنلحق ضررا بالغا بتنظيم داعش، الذي دبر ونفذ هذا الاعتداء في سوريا".
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الداخلية السورية تنفيذ عملية أمنية وصفتها بـ"النوعية والحاسمة" في مدينة تدمر، في إطار ملاحقة الخلايا المتورطة في الهجوم الذي أدى إلى مقتل الجنود الأمريكيين في سوريا. وأكدت الوزارة أن استهداف مؤسسات الدولة أو القوات المتحالفة في محاربة الإرهاب لن يمر دون رد.
وأوضحت الداخلية السورية أن الأجهزة الأمنية تمتلك الجاهزية الكاملة لمواجهة تنظيم داعش، مؤكدة قدرتها على ملاحقة العناصر الإرهابية أينما وجدت داخل سوريا. وفي تطور لافت، أفاد مصدر أمني سوري بتوقيف أكثر من 11 عنصرا من الأمن العام وإحالتهم للتحقيق، بعد الاشتباه بتقصير أو تواطؤ محتمل.
وأشار المصدر إلى أن منفذ هجوم تدمر الذي أدى إلى مقتل جنود أمريكيين في سوريا كان منتسبا للأمن العام منذ أكثر من عشرة أشهر، ما فتح بابا واسعا للتحقيقات الأمنية في سوريا، وسط تأكيد رسمي على محاسبة كل المتورطين، وتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم داعش.
0 تعليق