تحل علينا اليوم ذكرى رحل الفنان الكبير نبيل الحلفاوي، أحد أبرز نجوم الفن الكبار، بعد مسيرة فنية طويلة امتدت لأكثر من خمسة عقود، قدم خلالها أعمالًا خالدة في السينما والمسرح والتلفزيون، وارتبط اسمه بالأدوار المركبة والشخصيات التاريخية والوطنية التي رسخت مكانته كفنان صاحب بصمة خاصة.
نشأته والبداية
ولد نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب بالقاهرة في بيئة شعبية أصيلة شكلت وعيه المبكر، وأسهمت في تكوين حسه الإنساني والفني. ورغم تخرجه من كلية التجارة، فإن شغفه الحقيقي كان بالفن، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج فيه عام 1970، ليبدأ رحلة استثنائية مع التمثيل.
البدايات المسرحية والانطلاق التلفزيوني
كانت خشبة المسرح نقطة الانطلاق الأولى في مشوار نبيل الحلفاوي، حيث شارك في عدد من العروض المسرحية التي صقلت موهبته ومنحته أدوات الأداء العميق، ومع بداية الثمانينيات، اتجه بقوة إلى التلفزيون.
أدوار وطنية وتاريخية خالدة
تميز الحلفاوي بقدرته على تجسيد الشخصيات التاريخية والوطنية المعقدة، فترك بصمة واضحة في أعمال أصبحت علامات فارقة في الدراما المصرية، من بينها «رأفت الهجان» في جزأيه الثاني والثالث.
كما جسد شخصيات سياسية وتاريخية بارزة مثل جمال عبد الناصر في مسلسل "دموع صاحبة الجلالة"، وسعد زغلول في مسلسل «حواري وقصور»، وعلي ماهر باشا في «الملك فاروق»، مؤكدًا مكانته كممثل مثقف قادر على حمل ثقل التاريخ على الشاشة.
ادواره في الشاشة الصغيرة
على شاشة السينما، لم يكن نبيل الحلفاوي غزير الإنتاج، لكنه كان شديد الحرص في اختيار أدواره، فشارك في أفلام مهمة مثل «الطريق إلى إيلات»، و«العميل رقم ١٣»، و«الهروب إلى القمة»، حيث قدم أدوارًا متنوعة عكست نضجًا فنيًا واضحًا وقدرة على التنقل بين الشخصيات الصارمة والإنسانية.
حياة خاصة بعيدة عن الأضواء
تزوج نبيل الحلفاوي مرتين؛ الأولى من الفنانة فردوس عبد الحميد، وأنجب منها ابنه الأكبر المخرج خالد الحلفاوي، قبل أن ينفصلا. ثم تزوج من السيدة نادية كمال، من خارج الوسط الفني، وأنجب منها ابنه الثاني وليد.
الرحيل
توفي الفنان نبيل الحلفاوي يوم الأحد 15 ديسمبر 2024م، عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد تعرضه لوعكة صحية شديدة نتيجة مشكلات في الصدر، نقل على إثرها إلى المستشفى، ليفقد الوسط الفني واحدًا من أهم رموزه.












0 تعليق