رصد تقرير لوكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية، نُشر اليوم الأحد، تصاعد حدة الخطاب والسياسات المعادية للمهاجرين في أنحاء أوروبا مع نقل مشاهد تظاهر عشرات الآلاف من المعارضين للمهاجرين في شوارع لندن، وهم يهتفون "أعيدوهم إلى بلادهم!".
ورصد مراسل "أسوشيتيد برس" في لندن شكوى لأحد النواب البريطانيين حيال ما وصفه بـ"كثرة ظهور وجوه غير بيضاء على شاشات التلفزيون"، فيما دعا سياسيون بارزون إلى ترحيل المقيمين في المملكة المتحدة منذ فترة طويلة وولدوا في الخارج.
وذكر أن وتيرة التشويه العلني للمهاجرين ومن ينحدرون من أصول مهاجرة في المملكة المتحدة وفي أنحاء أوروبا تتزايد في الآونة الأخيرة مع تصدّر قضية الهجرة الأجندة السياسية، واكتساب الأحزاب اليمينية شعبية متزايدة.
ففي العديد من الدول الأوروبية، تتصدر الأحزاب السياسية المؤيدة لعمليات الترحيل الجماعي، والتي تصور الهجرة كتهديد للهوية الوطنية، استطلاعات الرأي أو تقترب منها، ومن بينها أحزاب "الإصلاح البريطاني" و"البديل من أجل ألمانيا" و"التجمع الوطني الفرنسي".
وأضاف التقرير: أن "الأحزاب الرئيسية في أوروبا تتخذ، وسط تصاعد التوترات، موقفا أكثر تشددًا تجاه الهجرة وتستخدم أحيانا خطابا مُثيرا للانقسام حول العرق"، مشيرا إلى حقيقة أن معدلات الهجرة ارتفعت بشكل كبير خلال العقد الماضي في بعض الدول الأوروبية، مدفوعة جزئيًا بملايين طالبي اللجوء الذين قدموا إلى أوروبا هربًا من الصراعات في إفريقيا والشرق الأوسط وأوكرانيا.
ففي بريطانيا، هناك "تزايد مُقلق في الشعور بالانقسام والتراجع القومي"، وهو ما يدفع الناس نحو التطرف السياسي، كما صرّح بوبي دافي مدير وحدة السياسات في كلية "كينجز كوليدج - لندن"، معتبرا ان هذا الشعور ترسّخ بعد الأزمة المالية وتعزّز بفعل النقاش الدائر في بريطانيا حول خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، أو ما يعرف باسم "بريكست" وتفاقم خلال جائحة (كوفيد-19).
ولفت التقرير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في تفاقم هذا الوضع، لاسيما منصة "إكس"، التي تُروّج خوارزميتها للمحتوى المُثير للانقسام، ويُعيد مالكها إيلون ماسك نشر تغريدات اليمين المتطرف بتأييد.
ويقول حزب الإصلاح البريطاني، وهو حزب يميني متشدد يتصدر استطلاعات الرأي باستمرار، إنه "في حال فوزه بالسلطة، سيسحب الإقامة الدائمة من المهاجرين حتى لو عاشوا في المملكة المتحدة لعقود.. ويقول حزب المحافظين المعارض، المنتمي ليمين الوسط، إنه سيرحّل المواطنين البريطانيين مزدوجي الجنسية الذين يرتكبون جرائم، بينما يؤكد العديد من مؤيدي خفض الهجرة إنهم مهتمون بالاندماج والتماسك المجتمعي، لا بالعرق.










0 تعليق