في جدل يعكس عمق الأزمة اللبنانية، رفض النائب وضاح الصادق تصريحات إيرانية تؤكد على استقلالية قرار حزب الله، معتبرًا أن قيادة الحزب باتت "إيرانية بالكامل"، خاصة بعد فقدان الصف الأول من قادته التاريخيين.
ويأتي هذا السجال في وقت حرج، يحذر فيه محللون من أن التدخل الإيراني ورّط لبنان في مواجهة مدمرة مع إسرائيل.
وبدأت القصة بتصريحات للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أكد فيها أن بلاده "لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان وأن حزب الله هو من يتخذ قراراته بنفسه".
إلا أن النائب الصادق اعتبر أن الواقع الميداني يناقض هذه التصريحات تمامًا، وقال إن حزب الله اليوم "أقل قدرة على اتخاذ قراراته بصورة مستقلة عن إيران"، مشيرًا إلى أنه لا يرى داخل الحزب حاليًا شخصية قادرة على اتخاذ قرار مصيري بمعزل عن طهران.
تناقض إيراني أم توزيع أدوار؟
ولفت الصادق إلى وجود "تضارب" في المواقف الإيرانية نفسها، فبينما وصف تصريحات وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بأن سلاح حزب الله "يعود للحزب نفسه والدولة اللبنانية" بأنها "إيجابية ومهمة"، أشار إلى أنها تتناقض مع مواقف إيرانية أخرى تشدد على ضرورة بقاء السلاح، ورأى أن هذا التضارب "يطرح تساؤلات حول وجود انقسام أو توزيع أدوار داخل إيران في الملف اللبناني".
وشدد الصادق على ضرورة أن تتعامل طهران مع لبنان "كدولة مع دولة" وتحترم سيادته، معتبرًا أن على بيروت تعزيز دبلوماسيتها لتوحيد موقفها الداخلي، لأن أي تناقض يضعفها في المفاوضات الجارية.
إيران.. "سبب الأزمة وسبب الحل"
وأكد النائب اللبناني أن إيران قد تكون "سبب أزمة وسبب حل" في آن واحد، في ظل سعيها لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية في مفاوضاتها مع الغرب.
وحذر من أن الأخطاء السياسية والإعلامية اللبنانية، خاصة التصريحات المرتبطة برفض حصر سلاح حزب الله، تمنح إسرائيل مادة تفاوضية تعرقل جهود وقف إطلاق النار، حيث تستغل تل أبيب ذلك لإقناع الوسطاء بأن بيروت لا تقوم بدورها.
محللون: الدعم الإيراني ورط لبنان
ويتفق محللون إقليميون مع هذا الطرح، مؤكدين أن تدخل إيران في لبنان لعب دورًا مهمًا في تصعيد التوترات مع إسرائيل وساهم في دورة العنف الحالية، ويرون أن دعم طهران لحزب الله ورط لبنان في مواجهة أعمق، مما عرّض المدنيين لدمار واسع النطاق خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية.
ويحذر المراقبون من أن استمرار العسكرة لا يؤدي إلا إلى تعزيز مبررات إسرائيل لمواصلة عملياتها، مما يطيل أمد عدم الاستقرار ويزيد من معاناة المواطنين اللبنانيين الذين يعانون بالفعل من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة.













0 تعليق