قال المتحدث باسم بلدية غزة، حسني نديم مهنا، إن قطاع غزة يمرّ بأسوأ مراحله الإنسانية منذ عقود، مؤكدًا أن الوضع الراهن "كارثي بكل المقاييس" وأن القطاع يعيش حالة نكبة جديدة نتيجة حجم الدمار، وانهيار الخدمات الأساسية، وصعوبة الحياة اليومية لمئات الآلاف من السكان.
وأوضح مهنا، في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن البلديات المحلية تعمل في ظروف بالغة الصعوبة، وأن إمكانياتها باتت شبه معدومة في ظل استهداف البنية التحتية، وتعطل شبكات المياه والصرف الصحي، ونقص الوقود اللازم لتشغيل محطات الضخ والمرافق الحيوية. وأضاف أن تدهور البيئة الصحية وصل إلى مستويات خطيرة، خصوصًا مع تراكم النفايات في الشوارع وعدم القدرة على جمعها بشكل منتظم، ما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة.
وأشار المتحدث باسم بلدية غزة إلى أن الخدمات الأساسية للسكان باتت "منهارة بالكامل"، سواء على مستوى الكهرباء أو توفير المياه الصالحة للشرب أو خدمات الطوارئ. فغياب الوقود وعدم قدرة الفرق الميدانية على الوصول إلى مناطق عدة، جعل من المستحيل إعادة تشغيل العديد من المحطات أو صيانة الأعطال الطارئة.
ولفت مهنا إلى أن آلاف العائلات باتت بلا مأوى نتيجة الدمار الواسع الذي طال المناطق السكنية، مؤكدًا أن البلديات والمنظمات المحلية تواجه تحديات غير مسبوقة في توفير الحد الأدنى من المساعدات، في ظل شح الموارد وإغلاق عدد من الممرات الحيوية. كما شدد على أن الأزمة الإنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم، وأن الوضع المعيشي "لم يعد يحتمل أي تأخير" في التدخل الإغاثي العاجل.
ودعا مهنا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التحرك السريع والفعّال، قائلًا إن "القطاع يقف على حافة الانهيار الكامل"، وأن كل ساعة تمرّ دون تدخل حقيقي تزيد من حجم المأساة. كما ناشد الجهات المانحة بتوفير الوقود والمعدات اللازمة لاستعادة بعض الخدمات الأساسية، خصوصًا المتعلقة بالصحة العامة والمياه.
وأكد أن بلدية غزة، رغم الظروف القاسية، تواصل العمل بما تبقى لديها من إمكانيات، وتقوم بإدارة الأزمات وفق الأولويات الأكثر إلحاحًا، مشيرًا إلى أن التعاون بين المؤسسات المحلية بات ضرورة قصوى من أجل الحد من تداعيات الأزمة على السكان.
0 تعليق