ذكرت إذاعة فرنسا الدولية أن الاشتباكات المستمرة على طول الحدود الجنوبية اللبنانية، تترك ظلًا كثيفًا على الحياة اليومية للمواطنين العاديين، حيث تلمس العواقب المباشرة للسياسات العسكرية لحزب الله في كل جانب من جوانب الحياة.
وبينت الإذاعة أن السكان يعاني وطأة هذه الأوضاع، بداية من نزوح قسري، إذ اضطرت العديد من العائلات إلى هجر منازلها بسبب الخطر المستمر، وتحولت المدارس إلى ملاجئ لإيواء النازحين، كما تعطلت الاعمال، إذ أغلقت الشركات والمؤسسات أبوابها في الجنوب، وتوقفت الحركة الاقتصادية بشكل كامل لأشهر، وتُقطع الطرق بشكل متكرر، مما يعزل السكان ويزيد من معاناتهم اليومية.
وإلى جانب الأضرار المادية، فإن الخسائر النفسية عميقة؛ حيث يعيش السكان حالة من القلق المستمر، والخوف المتواصل، والعجز عن التخطيط لمستقبل مستقر، بحسب الإذاعة.
الأزمة الاقتصادية في لبنان
وبينت أنه في الوقت ذاته، تتفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان، إذ تستمر العملة الوطنية في التدهور، وترتفع تكاليف المعيشة بشكل متزايد، وتتضاءل مصادر الدخل أمام المواطنين.
ولفتت الإذاعة إلى أن المواطنين يجدون أنفسهم يدفعون ثمن قرارات عسكرية ليس لهم رأي فيها، في حين تكافح الدولة لتقديم أبسط أشكال الدعم الأساسي. ويتساءل كثيرون في جميع أنحاء لبنان عما إذا كان يمكن للبلاد أن تتحمل المزيد من الصراعات التي لا تجلب سوى الدمار، والنزوح، والأعباء المالية.
وتتصاعد الأصوات المنادية بإنهاء حلقة المواجهة، والتوجه نحو إعادة الإعمار الحقيقية، والعودة إلى الحياة الطبيعية التي تضمن للمواطنين الحق الأساسي في الأمن، وسبل العيش، والاستقرار، بالنسبة لهؤلاء، لم تعد القضية سياسية أو أيديولوجية؛ بل هي صراع من أجل البقاء اليومي في دولة أنهكتها حروب لا تقوى على تحملها، وفق الإذاعة.
0 تعليق