حذرت صحيفة “معاريف” العبرية، في تقرير تحليلي ننشر اليوم الإثنين، من أن التعزيزات العسكرية الإسرائيلية المتزايدة في محيط الجنوب اللبناني تتنذر باقتراب مواجهة محتملة بين إسرائيل وحزب الله، مؤكدة أن “السؤال الحقيقي لم يعد ما إذا كان التصعيد سيقع، بل كيف سيقع".
وقالت الصحيفة إن "الحرب المقبلة لم تعد مجرد سيناريو نظري، بل احتمال واقعي بانتظار الشرارة المناسبة”، في ظل استمرار كل من إسرائيل وحزب الله وإيران في تحديد قواعد الاشتباك ورسم ملامح المرحلة المقبلة.
وأشارت معاريف إلى أنه في الوقت الذي تركز فيه إسرائيل تقليديًا على الجبهة الجنوبية باعتبارها مؤشرًا لاقتراب الحرب، فإن الجبهة الشمالية تكشف صورة أكثر تعقيدًا. فرغم الضربات الإسرائيلية المتكررة ضد حزب الله، فإن الأخير بحسب الصحيفة يواصل عملية “إعادة بناء قدراته بشكل صامت”، مستفيدًا من خطوط إمداد سورية، ودعم إيراني، وتراكم قوة صاروخية قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة أن قدرات حزب الله لم تعد مقتصرة على الصواريخ فحسب، بل تشمل أيضًا تطوير منظومات استخباراتية وهيكلية عسكرية تُتيح له خوض مواجهة طويلة الأمد، ما يجعله لاعبًا لا يمكن تجاهله في أي سيناريو مقبل.
وأضاف التقرير أن إسرائيل تعتمد في تعاملها مع الحزب على “لعبة حساسة” تتمثل في الاغتيالات المركّزة والضربات الدقيقة والعمل الاستخباراتي المضبوط، من دون الوصول إلى حد إشعال حرب شاملة. لكن هذا النهج بحسب الصحيفة يتيح لحزب الله الوقت لإعادة تنظيم صفوفه وفهم نمط العمليات الإسرائيلية.
وبينما تساءلت معاريف عمّا إذا كان حزب الله يسعى إلى الحرب، أكدت أن الأمر ليس محسومًا، خاصة أن لبنان يعيش انهيارًا اقتصاديًا واجتماعيًا غير مسبوق، وأن أي حرب واسعة قد تُحمِّل الحزب مسؤولية كارثة جديدة أمام الرأي العام اللبناني.
وفي المقابل، رأت الصحيفة أن القرار ليس بيد الحزب وحده، فـ"سوريا غائبة، وإمكانات الدعم الإيراني غير مضمونة"، لكن التوجهات الإقليمية قد تدفع طهران لاستخدام الجبهة الشمالية ورقة ضغط ضد إسرائيل والغرب، ما قد يجبر الحزب على الانخراط في مواجهة لم يكن يخطط لها.
وأشارت "معاريف" إلى أن إسرائيل بدورها لا ترغب في حرب واسعة في الشمال، لأن ثمنها سيكون باهظًا على الحدود وفي الجبهة الداخلية والاقتصاد. لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع تجاهل نشر حزب الله لصواريخه داخل مناطق مدنية وإنشاء بنى تحتية تحت الأرض، ما يجعل الوضع “غير قابل للاستمرار”.
وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن “الواقع الحالي هو الأكثر حساسية منذ سنوات"، وأن حدثًا واحدًا مثل اغتيال قيادي كبير أو هجوم نوعي قد يشعل المنطقة بأكملها. مضيفة: السؤال الحقيقي اليوم هو: من سيكون الطرف الذي لا يجد طريقًا للتراجع؟ إسرائيل؟ حزب الله؟ أم إيران التي تفضّل خوض معركتها بعيدًا عن أراضيها؟".














0 تعليق