عبد الرحيم على موسوعة فى الإسلام السياسى.. لم يختصم فى حياته سوى الإرهاب وجماعات التطرف
تهديدات ومحاولات اغتيال لإرهابه فعاش لوطنه وماتوا هُمْ كمدًا
نبوءات «تتحقق» وحقائق «تتكشف» ووعد من ميدان التحرير بعودة «مرسى وجماعته» للسجن «يُنفذ»
فى التأريخ لأشخاص تأريخ لحقب زمنية، خاصة إذا كانت الرحلة ثرية بالأحداث والمواجهات الفكرية، البعض يأبى أن يمر دون أن يصنع اسما ويكتب سطرا خاصا به فى كتاب الوطن ويضع توقيعه بأنه بذل كل ما فى وسعه ووضع روحه موضع التلبية والتضحية.. اتفقنا أو اختلفنا فى المذاهب هذا جائز.. لكن شريطة أن يظل حب الوطن هدفا وغاية وإن تعددت السبل.. الحكاية بقسم أقسمه منذ أن كان طفلا صغيرا فى دار صعيدية تعرف الحزم وتُربى أبناءها على رفض الظلم وتحمل الأقدار بثبات والحفاظ على الكرامة والكبرياء ولو بالروح والدم.. ثم شابا صعيديا يأبى حبس الكلمة فى صدره فيطلقها وزملاؤه؛ لتصل إلى عنان السماء حرة أبية، فيقتطعون من مصروفهم ليُعدوا مجلة تعبر عن صوتهم.. فى وجه ريح عاتية من التطرف تزحف نحو الصعيد، تجر سنوات عجاف تأكل خير هذه البلاد.. إنه عبدالرحيم علي.
١- أول ما كتب قلمه «البداية»
إصدار غير دورى فى صورة «مجلة» خرجت من عروس الصعيد «المنيا»، تحمل عنوان «البداية» مخطوطة بأقلام نخبة من مثقفيها هم عبدالرحيم على، د. أحمد السعدني، كامل الصاوي، شطبى يوسف، عبدالحكيم حيدر، محمد مدني، د. منير فوزي، عادل الضوي، ورئيس التحرير مصطفى بيومي.
٢- أحداث صنبو
كان الصعيد فى ذلك الحين بؤرة ساخنة يجوبها الإرهاب بالطول والعرض.. يخرج منه أمراء إرهابيون وقتلة مسلحون.. استيقظ الجميع ذات يوم على صوت الفتنة والرصاص والدم والأحداث الدامية الشهيرة المعروفة بأحداث «صنبو».
الفتى الذى لم يتجاوز الثلاثين من عمره عبدالرحيم على مراسل جريدة «الأهالى» اليسارية، وعضو حزب التجمع يجد ضالته للتحقق وإثبات الذات، فيبتعد عن كتابة الشعر خطوتين ويتقدم للمواجهة بقلمه عشرات الخطوات كصحفى متخصص فى شئون الإرهاب.
لم يتوقف عمله عند نقل الوقائع التى تدور على الأرض، لكنه يفتح لنفسه مجالًا جديدًا عندما أصر على محاورة قادة الإرهابيين، هناك وكان بعضهم هاربًا فى صحراء أسيوط.
يستأذن من إدارة الجريدة والحزب لإجراء الحوار ويحصل على موافقة، وبحكم التشابك العائلى فى الصعيد وعلى ضمانة عضو مجلس شعب وعميد عائلة شهيرة فى ديروط يتم تغمية عين مراسل «الأهالى»، ويتم نقله عبر الصحراء ليصل للهاربين، ويحصل على حواره الصحفى ليعود فى حراستهم إلى المدينة قبل طلوع الشمس.
٣- مطاردة من الإرهابيين
كانت التجربة الأولى من نوعها فى الصحافة المصرية والعربية.. صحيح تم تقليدها بعد عشرين عامًا عندما أرسلت الفضائيات من يحاور بن لادن فى أفغانستان، ولكن يبقى الفارق هنا هو أننا أمام مراسل صحفى بإمكانيات محدودة جدًا استطاع تنفيذ مهمة صعبة، ولكن الصدمة جاءت بعد نشر التحقيق الذى قام به المراسل الشاب فقد صدر قرار باعتقاله؛ لأنه ذكر فى تحقيقه أنه شاهد الإرهابيين المطلوبين يخترقون حشود الأمن وهم مسلحون، وعندما سأل مدير الأمن وقتها اللواء نبيل عبادة لماذا لا تأمر بالقبض عليهم قال له: لو فعلت لحدثت مجزرة، الأمر الذى دعا الوزير لتكذيب هذا الكلام وإعطاء أوامره باعتقال عبدالرحيم على، ويدخل المحرر الشاب فى تجربة جديدة.
ترك عبدالرحيم على مهد صباه ويهجر معاركه اليومية التى أحبها، يغادر وعنوان الوحدة الوطنية نصب عينيه لم يختصم فى حياته سوى الإرهاب وجماعات التطرف، جاء إلى القاهرة، وهو يعرف الطريق جيدًا هناك فى ٢٣ شارع عبدالخالق ثروت بوسط البلد، حيث مقر جريدة «الأهالى».
٤- مانشتات «الأهالى» ومحاولة الاغتيال
يصدر مجلس إدارة جريدة «الأهالى» قرارًا فى غير موعد اجتماعه الرسمى بتعيين عبدالرحيم على صحفيًا بالجريدة، لتبدأ تجربة جديدة وهى الاحتراف والمشروعية المهنية والانضمام لنقابة الصحفيين.
عبدالعال الباقورى رئيسا للتحرير ومؤمن بطاقة الحالمين، ويضع كل ثقته فى المقتحم الجديد عبدالرحيم على.. الكاتب الصحفى المخضرم فى التحقيقات الصحفية مصطفى السعيد، وهو من قدامى محررى «الأهالى» يحتفل بزمالة عبدالرحيم لسابق عملهما المشترك فى صحراء الصعيد وفضح الإرهاب.
تكسب الصحافة المصرية والعربية ميلاد صحفى وباحث متخصص على درجة شاعر لا ترى عيناه سوى خريطة مصر وأحلام شعبها فى الحرية والعدالة والمساواة.
لم يبتعد «عبدالرحيم» عن الملف الذى عمل عليه فى المنيا.. ملف الإرهاب وجماعات التأسلم السياسي... قادة تلك الجماعات يعرفون عبدالرحيم بالاسم، لذلك نزل عليهم الخبر صاعقًا عندما علموا أن الدكتور رفعت السعيد، رئيس مجلس إدارة جريدة «الأهالى» وأمين عام حزب التجمع، قرر تكليف الكاتب الصحفى عبدالرحيم على بمواصلة عمله فى هذا الملف، ولكن هذه المرة من أرشيف وزارة الداخلية ومن الوقائع على الأرض. لطمة مؤلمة من السعيد لتلك الجماعات والتنظيمات.
يدخل «عبدالرحيم» على إلى مهمته الجديدة واثقًا من قدرته وموهبته، فكان صداعًا مزمنًا لهم سواء داخل مصر أو فى العواصم المختلفة التى ترعاهم، ومن العواصم التى انزعجت كانت لندن التى تتستر على رموز الإرهابيين هناك، بل وتغض الطرف عن التمويلات التى يرسلها الهاربون هناك إلى أتباعهم بمصر.. وتتوالى مانشيتات الأهالى بقلم القادم من المنيا.
لم يواجه صحفى شاب فى بداية حياته معاناة أشد من تلك التى واجهها عبدالرحيم على.. ولنا فى ذلك واقعتان، الأولى أمر اعتقال والثانية أول محاولة اغتيال له.
تم اتخاذ خطوات لتنفيذها بالفعل عام ١٩٩٧.. خمس سنوات من الاختفاء الأول ليبدأ الاختفاء الثانى فهذه المرة لا ينفع فيها قادة حزبيون للحوار وحل الأزمة ولا تحسمها مواجهة.
كان الاستبداد المسلح فى الصعيد قد بلغ عنفوانه، وكان عبدالرحيم على لهم بالمرصاد، ولما عجز قادة الإرهاب عن ملاحقته، صدرت فتواهم بتصفيته، ولم تكن تلك الفتوى سرا، بل جاهروا بها على المنابر التى يسيطرون عليها.. يتابع عبدالرحيم كل وسائل الإعلام من راديو إلى تليفزيون إلى جرائد ومع كل ضربة أمنية هناك يقترب باب الفرج والخروج من جديد إلى العمل والحرية.
٥- معركته ضد مبادرة وقف العنف
كان حادث الأقصر وصدور مبادرة وقف العنف فرصة لإعادة نشاط «على» الذى لم يتوقف سرا طوال فترة العام بعد فتوى الجماعة باغتياله، وها هو يعود ليقود حربا ضروسا ضد ما سماه: «صفقة بين الحكومة وجماعات العنف».. يكتب «عبدالرحيم» ويدخل فى معركة شديدة ولكن هذه المرة مع وزارة الداخلية ووزيرها الجديد اللواء حبيب العادلى، والغريب أن المعلم رفعت السعيد يدخل معه على خط المعركة، ويتعقد الموقف ويبتعد عبدالرحيم عن تغطية وزارة الداخلية كمندوب لـ«الأهالي»، نظرا لتعنت الوزيرمعه.. وسرعان ما يستقيل من «الأهالي» عام ١٩٩٨، ليفتتح مركزا لدراسة حركات الإسلام السياسي.
٦- افتتاح المركز العربى للدراسات
وبينما الحال بمصر هكذا.. جماعات مسلحة متسترة بالدين تحاول فرض وصايتها على المجتمع بمطاردة رموز التنوير والتقدم إن لم يكن بالاغتيال، وإذا أردت أن تعرف فقه المصادفة، أقول لك إن محاولة اغتيال نجيب محفوظ تمت فى دائرة العجوزة التى كان يمثلها الكاتب الصحفى عبدالرحيم على بمجلس النواب، بل إن نجيب محفوظ أمضى فترة علاجه فى العجوزة أيضا فى مستشفى الشرطة.. تلك الأجواء العصيبة كان يعيشها عبدالرحيم على مشدودا متوترا، لذلك اتجه بكامل قوته كما أسلفنا إلى البحث والدراسات، وأسس مركزا علميا لتقصى جذور تلك الظواهر محليا ودوليا.. وصدر له العديد من الكتب التى باتت مرجعا للبحث فى شئون الجماعات.
٧- مستشارًا بقناة «العربية»
كانت قناة «العربية» صوتا متميزا تبحث عن الكفاءات للتعاقد معها كمستشارين ومحللين متخصصين فى ملفات بعينها.. وحسنا فعلت قناة «العربية» بسعيها نحو عبدالرحيم على، وفى مقابلة خاطفة فى فندق ميرديان القاهرة يلتقى الكاتب السعودى الكبير عبدالرحمن الراشد رئيس قناة «العربية» الجديد، آنذاك، عبدالرحيم على ويتفقان على العمل لصالح القناة مستشارا لشئون الإرهاب وحركات الإسلام السياسي.
ليصبح عبدالرحيم واحدا من أبرز المتحدثين على شاشتها الفضائية، وهى التى يحرص قيادات القاعدة على متابعتها مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى، حتى باتت سهما مرشوقا فى صدر التنظيم.
مع صدور موسوعة عبدالرحيم الجديدة عن تنظيم القاعدة بعنوان: حلف الإرهاب (٤ أجزاء)، وظهوره اليومى على شاشة «العربية»، وكتاباته المنتظمة بجريدتى «الأهرام والشرق الأوسط»؛ حيث كان ثالث ثلاثة تميزوا بالكتابة فى جريدتين واسعتى الانتشار فى الشرق الأوسط، هما الأهرام المصرية والشرق الأوسط اللندنية، حيث زامله فى تلك الفترة كاتبان فى الجريدتين من مصر، هما: الكاتب الصحفى فهمى هويدى والدكتور عبدالمنعم سعيد.
ولكن «عبدالرحيم» زاد على ذلك اشتباكه الدائم فى المنتديات على شبكة الإنترنت مهاجما تنظيم القاعدة وقياداته، كاشفا عن فساد منهجهم، وهنا كان لا بد أن يكون للقاعدة قرار ضده.
بالفعل وبسرعة يصدر التكليف علنا ولكل أعضاء القاعدة فى كل أنحاء المعمورة، ويقضى التكليف بضرورة إسكات عبدالرحيم على من خلال اغتياله، بل وحددوا طريقة الاغتيال بأن يكون عن طريق جز الرقبة.
هنا صار الأمر فى منتهى الخطورة.. تنظيم القاعدة الذى اجتاح نقاطا كثيرة فى العالم، أبرزها أمريكا، أصدر قراره بالاغتيال، وكان «عبدالرحيم» قد تلقى قبل هذا التهديد العلنى عدة تهديدات من خلال الإيميل الخاص به، ولكنه لم يلتفت إليها.. وإنما هذه المرة كان الانتباه واجبا.
على الفور أصدرت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين بيانا فى ٢٤ أكتوبر ٢٠٠٧، أعلنت فيه تضامنها الكامل مع عبدالرحيم على، وقال البيان: إن اللجوء إلى العنف والتهديد باستخدام القوة ضد أصحاب الأقلام أمر مرفوض تماما.. ووقّع على البيان الكاتب الصحفى يحيى قلاش الذى كان يشغل موقع سكرتير عام النقابة فى حينها.
عدد من الجرائد المصرية والعربية تابع تلك الواقعة، حتى إن جريدة «الأهرام» العريقة تفرد صفحة كاملة صباح يوم السبت ٣ نوفمبر ٢٠٠٧، لتنشر حوارا مطولا معه أجراه الكاتب الصحفى محمد دنيا، وتصدرته عناوين على لسان عبدالرحيم على، ومن أبرزها.. «تهديدات القاعدة لن تمنعنى من كشف فضائحها»، ويربط بذكاء بين القاعدة والتنظيم الأم، وهو الإخوان المسلمين، ليقول عنهم فى عنوان آخر الإخوان كاذبون على طول الخط وليس من المقبول أن يلعبوا برأسين مع المجتمع.
على جانب آخر، تقدم عبدالرحيم على بملف التهديدات كاملا إلى وزارة الداخلية التى وعدت بترتيب حراسة وحماية كاملة لعبدالرحيم.
يجتمع بمكتبه فى مركز الدراسات بالفريق المتعاون معه، ويقرر إصدار موسوعة فضائحية تضم كل جرائم تنظيم القاعدة بالتوثيق اللازم لتلك الجرائم، لتكون دليلا دامغا ضد هذا التنظيم. وتستمر رحلة نضال الواثق من صدق أفكاره.. المؤمن بقضية وطن يتطلع إلى غدٍ مشرق من دون إرهاب أو تعصب أو فتاوى القتل والتطرف.
٨- إنشاء «البوابة» كمنصة إعلامية
بعد مناظرات عدة مع أطراف الفكر المتطرف فى المحافل وخلف الشاشات وفى المؤتمرات وفى سجال على صفحات الجرائد بات عبدالرحيم على الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية محل استهداف من تلك الجماعات الظلامية أو حسب لغتها المعروفة «أهدرت دمه» وخاصة بعدما خرج يعلن بجرأة رفض حكم المرشد والإخوان ويدعو المصريين للثورة على هذه الجماعة لإنقاذ الوطن من التقسيم والضياع، وبات من الضرورى وجود منصة إعلامية ومؤسسة صحفية تنتج يوميا للقارئ العربي، بل وكذلك للناطقين بالإنجليزية والفرنسية والألمانية والتركية، عبر مواقعها المتعددة، محتوى إعلامى متفوق ورسالة تقدمية تهدف إلى التنوير ومحاصرة التخلف والإرهاب، فكانت «البوابة» تلك المؤسسة التى يقودها ببراعة عبدالرحيم على، والتى نجحت فى أن تضم مئات الكوادر المهنية من مختلف التخصصات وصارت هى البيت البديل لـ عبدالرحيم على، ومحله المختار.
«البوابة" التى شهدت المعركة تلو الأخرى لم تعد كباقى المؤسسات، لكنها مشروع حضارى متكامل.. لذلك لم يبتعد عنها عبدالرحيم على فى محل إقامته وسكنه بالعجوزة صاحبة الذكريات القديمة فى لعبة الكر والفر، «البوابة» التى رسخت أقدامها فى ٥٧ شارع مصدق بالدقى صارت معلما أساسيا من معالم الدقى والعجوزة، تشهد هى الأخرى محاولة اغتيال وتحطيم كامل للمؤسسة الصحفية، وقد كشف محضر الشرطة الذى تسلمته نيابة الدقى برئاسة المستشار شريف توفيق، آنذاك، أنه أثناء تواجد أفراد الأمن فى خدمتهم بمقر العقار رقم ٥٧ بشارع مصدق بالدقى فوجئوا بسيارة تتوقف أمام العقار، ويهبط منها ٣٠ شخصًا، يرتدون الملابس المدنية ويدعون أنهم من رجال الشرطة، وقاموا على الفور بتهديد أفراد الأمن المتواجدين عن طريق الأسلحة النارية، بينما صعد بعضهم إلى مقر المركز العربي، وحطموا المكاتب وشاشات الكمبيوتر، وكاميرات المراقبة، وأيضًا استولوا على ٨ أجهزة كمبيوتر و٨ أجهزة لاب توب وشاشتين بلازما و٤ ريسيفر، ومجموعة من الأوراق ثم فروا هاربين.
٩- الصندوق الأسود
لا نبالغ إذا أكدنا أنه البرنامج الأشهر خلال السنوات الماضية لما تمتع به من جرأة فى فضح وكشف المؤامرة التى حيكت لمصر فى ٢٠١١، جاء الأمر صادما فى بداية الأمر لمن خدعتهم الشعارات الزائفة التى غلف بها الممولين والعملاء حملتهم ومنهجهم، ولكن أصوات المتآمرين والخونة التى أذيعت على مرأى ومسمع الجميع وهم يتفقون على بيع الوطن مقابل الدولارات كانت كاشفة وواضحة وساهمت بشكل كبير فى لفظ كل الخونة، وبرغم ما تعرض له عبد الرحيم على من انتقادات إلا أن اسم البرنامج صار ماركة مسجلة باسمه أينما ذهب، بعدما عرض تسجيلات لقيادات الإرهابية واتفاقهم على قتل الضباط وأسرار التخابر والتمويل الأجنبى وأسماء الإعلاميين الممولين من رجال الأعمال.
١٠- تأسيس «سيمو» بباريس
رحلة علاجية للعاصمة الفرنسية باريس، ربما كانت لالتقاط الأنفاس واستراحة محارب أنهكه قتال الظلاميين لعقود فى كل الجبهات، لكن لا راحة والوطن ما زال فى خطر، يستشعر الدكتور عبدالرحيم على، أن الإخوان بعد ضياع تأثيرهم فى الداخل وكشف مخططاتهم الإجرامية أمام الشعب المصري، نقلوا المعركة إلى الخارج فى محاولة لاستعطاف الرأى العام العالمى بتشويه صورة مصر والسعى الدءوب بكل ما يملكون من أموال وحيل للانقضاض على ثورة يونيو العظيمة وتوقيع عقوبات عالمية على مصر وفتح جبهات متعددة للقتال.
كان لا بد من رد عملى سريع بوجود منصة إعلامية وفكرية على أرض المعركة هناك فى باريس، فأسس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس «سيمو»، ليكون جسرًا للتواصل بين الشرق والغرب، والذى يعتبر مؤسسة مستقلة تهدف لنشر رسالة سلام من خلاص صوت مصرى مترجم بجميع اللغات من مصر البلد الذى يعد مهدًا لحضارة من أعرق الحضارات فى تاريخ الإنسانية، ليكون منبرا لإيصال وجهة النظر المعتدلة للإسلام، وصوت الشرق والمسلمين لأوروبا، وتوضيح أن الإسلام ليس الإخوان، وليساهم فى خلق حلقة تواصل مستمر بين الديمقراطيين فى الشرق ونظرائهم فى الغرب باللغة التى يفهمونها.
المركز صدى واسعا من الانتشار وتعديل الرؤى أمام الكثير من أبناء الشعوب الغربية من خلال ما تم من إصدارات عبر المركز أو ندوات تم فيه شرح وجهة النظر والتجربة المصرية فى مواجهة جماعات النار والدم، وتوضيح مخاطر الإخوان على أوروبا والغرب، وكان لما تم من أنشطة داخل أروقة المركز وخارجها بالغ الأثر فى الحد من انتشار التوغل الإرهابى فى أوروبا وتعديل وجهات نظر كثيرة لكن ما زالت الحرب قائمة وتحتاج المزيد من الجهد، حيث تم تنظيم مناقشات وصلت إلى حد التبارى والمبارزة الفكرية، من خلاله تنظيم عدة لقاءات مع أعضاء فى الجمعية الوطنية بفرنسا ومجلس الشيوخ وكذا زعماء عدد من الأحزاب السياسية فى الغرب؛ للتحذير من خطر الفكر الإخوانى على القيم الغربية، وزع خلالها «على» عددًا من الكراسات والسيديهات بأربع لغات أساسية هى: الإنجليزية والفرنسية والألمانية إضافةً للعربية.








0 تعليق