نشر الدكتور القس حنا كتناشو، الأكاديمي واللاهوتي الفلسطيني، مقالًا مطوّلًا في أحد المواقع المسيحية تناول فيه قراءة لاهوتية وسياسية بعنوان "الإيمان المسيحي في سياق غزة: مستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح"، وفي مقاله قدّم تحليلًا معمّقًا للواقع الفلسطيني، رابطًا بين خبراته الشخصية والسياق السياسي والإنساني للحرب.
سياق سياسي معقّد وحافل بالحروب
استعرض كتناشو تاريخ الصراع منذ عام 1917، مشددًا على أن الحروب المتتالية تركت آثارًا قاسية على الفلسطينيين تمثّلت في التهجير، وفقدان الحقوق، وتقييد الحركة، وروى جزءًا من معاناة عائلته التي اضطرت إلى الرحيل خلال الانتفاضة الأولى، فيما واجه هو صعوبات في دراسته وتنقّله وخدمته الكنسية.
غزة: حصار ممتد وحروب متكررة
تطرّق المقال إلى واقع غزة تحت الحصار منذ عام 2007، وما رافقه من شحّ الكهرباء والمياه والدواء، إضافة إلى أربع حروب مدمّرة سبقت حرب 2023. وأشار كتناشو إلى مشاركته في تأسيس مركز غزة للدراسات اللاهوتية عام 2012 وتدريس لاهوتيين من داخل القطاع رغم الظروف القاسية.
خطية بنيوية تُغذّي السياسة
اعتبر المقال أن جذور الأزمة ليست سياسية فقط، بل تتعلّق بخطايا إنسانية مثل العنصرية والكراهية والأنظمة القمعية، وهو ما يجعل الحل مرتبطًا بالتوبة والمصالحة وعودة المجتمعات إلى قيم الإنجيل.
واشارالقس الدكتور حنا كتناشو، إلي انه هناك ثلاث وصايا مسيحية لمواجهة الحرب:
1. حماية الحياة البشرية
شدد على أن الدفاع عن الإنسان فلسطينيًا كان أو يهوديًا هو واجب مسيحي أول.
2. المحبة في مواجهة الكراهية
أكد مركزية المحبة في مواجهة دوامة العنف، بما في ذلك محبة "العدو" كما يعلّم الإنجيل.
3. العدالة المبنية على المصالحة
أوضح أن العدالة المسيحية لا تقوم على الانتقام، بل على التحرير وإزالة الظلم وبناء سلام حقيقي.
الإيمان لا ينفصل عن السياسة
اختتم كتناشو مقاله بالتأكيد أن الإيمان المسيحي جزء من الواقع السياسي، وأن على الكنائس أن تلعب دورًا نبويًا في مواجهة ثقافة الموت، والدفاع عن الحياة والعدالة والسلام.







0 تعليق