تتفاقم أزمة الكلاب الضالة عالميًا بوتيرة مقلقة، في ظل تقديرات منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى وجود أكثر من 200 مليون كلب ضال في مختلف دول العالم. وبحسب المنظمة، يتسبب داء الكلب في وفاة 55 ألف شخص سنويًا، فيما يخضع أكثر من 15 مليون شخص للعلاج الوقائي بعد التعرض للعضّ لتفادي الإصابة بهذا المرض القاتل. وتتركز 95% من الإصابات في قارتي آسيا وإفريقيا، بينما ترتبط 99% من الوفيات بعضّات الكلاب.
62 مليون كلب متجول في الهند وحدها
وتُعد الهند من أكثر الدول تأثرًا بالأزمة، إذ تُظهر التقديرات وجود نحو 62 مليون كلب متجول في مناطقها المختلفة. كما تبرز المشكلة بشكل واضح في دول مثل تركيا ورومانيا وعدد من دول جنوب شرق آسيا (تايلاند، الفلبين، بالي)، إضافة إلى العديد من الدول الإفريقية التي تشهد ارتفاعًا في الإصابات وحالات داء الكلب.
في المقابل، تنجح دول أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأستراليا في السيطرة على الظاهرة بفضل برامج التعقيم الإلزامي وأنظمة التسجيل والرقابة البيطرية.
عشرات الملايين من العضّات سنويًا
تشير التقارير الصحية إلى تسجيل عشرات الملايين من حالات عضّات الكلاب حول العالم كل عام، فيما يُسجل مرض السعار نحو 59 ألف وفاة سنويًا، 95% منها في آسيا وإفريقيا. وتُعد الفئة العمرية الأصغر الأكثر عرضة، إذ يشكل الأطفال 40–50% من الضحايا، بحسب موقع dogsguardian.
وفي الهند وحدها، سُجلت 430 ألف حالة عضّ في يناير 2025، مقابل 3.7 مليون حالة خلال عام 2024، ما يعكس حجم التحدي الصحي في المناطق المكتظة بالكلاب الضالة.
فجوة بيانات تزيد من تعقيد الأزمة
ورغم خطورة الظاهرة، لا تزال الإحصاءات المتعلقة بالكلاب الضالة والعضّات غير مكتملة في كثير من الدول، خصوصًا منخفضة ومتوسطة الدخل التي تعاني من ضعف أنظمة الإبلاغ والتتبع. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن الأرقام المُعلنة أقل من الواقع الحقيقي.
أسباب تفاقم أزمة الكلاب الضالة
1. التكاثر غير المنضبط وغياب التعقيم
في غياب برامج تعقيم فعالة، تتكاثر الكلاب المملوكة وشبه المملوكة بصورة عشوائية، مما يساهم في ولادة أعداد كبيرة تصبح لاحقًا ضالة. وتؤكد أبحاث في أمريكا اللاتينية أنّ التخلي عن الكلاب بسبب الأمراض أو السلوك أو التغيرات الاقتصادية يُعد من أبرز أسباب تضخم أعدادها.
2. التخلي عن الحيوانات وضعف مسؤولية الملكية
تزايد حالات التخلي عن الحيوانات نتيجة انتقال المالك أو سوء الأوضاع الاقتصادية أو المشكلات السلوكية يسهم مباشرة في ارتفاع أعداد الكلاب التي تعيش في الشوارع.
3. سوء إدارة النفايات وتوسع المدن
يوفر انتشار القمامة غير المُدارة ومكبات النفايات مصدرًا غذائيًا مستمرًا للكلاب الضالة، مما يساعدها على البقاء والتكاثر. ومع توسع المدن في المناطق الريفية، أصبحت هذه المصادر أكثر وفرة، في ظل غياب رقابة فعالة.
4. ضعف السياسات العامة ورعاية الحيوان
تعتمد العديد من الدول سياسات غير فعالة أو قاسية للحد من الكلاب الضالة، في ظل نقص التمويل وضعف الوصول إلى الخدمات البيطرية، إضافة إلى عوامل ثقافية تجعل إدارة الظاهرة أكثر تعقيدًا.
تداعيات صحية خطيرة
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن 99% من حالات الإصابة بداء الكلب لدى البشر ناتجة عن عضّات الكلاب. كما تسهم الكثافة العالية للكلاب الضالة في زيادة احتمالات العدوى بالأمراض الحيوانية المنشأ، ما يفرض أعباء كبيرة على أنظمة الرعاية الصحية، ويعزز مشاعر الخوف لدى السكان في المدن والقرى على حد سواء.




0 تعليق