الصين تدعو فرنسا لتعزيز العلاقات الصينية-الأوروبية على المسار الصحيح

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دعا وزير الخارجية الصيني وانج يي، اليوم الخميس، فرنسا إلى تعزيز التنمية الصحية والمستقرة للعلاقات الصينية-الأوروبية، مؤكدًا أهمية الدور الفرنسي في دعم التعاون بين الجانبين وتجنب أي انحرافات عن المسار الصحيح للعلاقات الاستراتيجية المشتركة.

وذكرت وزارة الخارجية الصينية في بيان رسمي، أن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي بين وانج يي وإيمانويل بون، المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث تم بحث سُبل تطوير الشراكة الثنائية والتنسيق حول الملفات الدولية والإقليمية.

وأشار وانج يي إلى أن الصين تعتبر فرنسا شريكًا أساسيًا في أوروبا، لافتًا إلى ضرورة تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل في ظل ما يشهده العالم من تطورات متسارعة وتحديات جيوسياسية. ولفت إلى أن العلاقات الصينية-الأوروبية يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بعيدًا عن الضغوط أو التدخلات السياسية.

وأكد وزير الخارجية الصيني أن تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين بكين والاتحاد الأوروبي سيعود بالنفع على الطرفين، خصوصًا في مجالات التكنولوجيا الخضراء والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، مشددًا على رفض بكين لأي شكل من أشكال الحمائية التجارية التي قد تضر بالأسواق العالمية.

من جانب آخر، قال المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي إن باريس ملتزمة بتطوير علاقاتها مع بكين بما يخدم الاستقرار الدولي، موضحًا أن فرنسا ترى في الصين شريكًا مهمًا في معالجة القضايا الساخنة مثل الأمن العالمي والتغير المناخي وتعزيز سلاسل الإمداد العالمية.

ويأتي هذا الاتصال الهاتفي في وقت تشهد فيه العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي بعض التوترات التجارية، خصوصًا بعد القرارات الأوروبية الأخيرة المتعلقة بالتحقيقات حول الواردات الصينية في قطاعات عدة، وهو ما دفع بكين لتأكيد ضرورة العودة إلى الحوار الدبلوماسي والالتزام بقواعد التجارة الدولية.

وتسعى الصين خلال الفترة الأخيرة إلى فتح قنوات دبلوماسية أكثر فاعلية مع الدول الأوروبية الكبرى، وعلى رأسها فرنسا وألمانيا، في ظل استمرار التنافس الاستراتيجي بين بكين وواشنطن؛ إذ ترى القيادة الصينية في أوروبا قوة توازن قادرة على بناء نموذج تعاون بعيد عن الاستقطاب العالمي.

ويرى محللون أن التواصل المتزايد بين الجانبين يعكس حرصًا متبادلًا على منع التصعيد الاقتصادي بين الصين وأوروبا، خاصة وأن التبادل التجاري بينهما يُعد الأكبر عالميًا، مع تجاوز قيمته مئات المليارات سنويًا. كما يساهم التقارب الصيني-الفرنسي في دعم مواقف أوروبا المستقلة بشأن قضايا الدفاع والاقتصاد والتنمية المستدامة.

ويؤكد الخبراء أن الحفاظ على علاقات مستقرة بين الصين وفرنسا يساهم في دعم الأمن الإقليمي والعالمي، خصوصًا في ظل التوترات الجيوسياسية في آسيا وأوروبا على حد سواء. كما أن فرنسا، بحكم عضويتها في مجلس الأمن، تلعب دورًا محوريًا في الوساطة وتسوية النزاعات الدولية، وهو ما تحرص بكين على تعزيزه عبر التعاون الدبلوماسي.

واختتم وانج يي حديثه خلال الاتصال بالتأكيد على استعداد الصين لتعميق التعاون الثنائي ودعم أوروبا في تحقيق التنمية المستقلة والاستقرار الاستراتيجي، مشددًا على أن العلاقات الصينية-الأوروبية يجب ألا تكون رهينة للصراعات بين القوى الكبرى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق