تشهد الجهود الدبلوماسية المتعلقة بملف أوكرانيا تطورات متسارعة بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيُوفد مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطوة تهدف إلى تحريك ملف المفاوضات المتعثرة.
وتأتي هذه المبادرة في ظل سعي الإدارة الأمريكية لإنجاز اتفاق يضع حدًا للحرب في أوكرانيا، حيث أكد ترامب عبر منصته تروث سوشال أن هناك نقاط خلاف محدودة متبقية، الأمر الذي يعكس تفاؤله بإمكانية الوصول إلى تفاهم نهائي، وإن كان هذا التفاؤل لا يلقى الصدى نفسه لدى الأطراف الأوروبية التي تبدي قدرًا كبيرًا من الحذر.
ورغم تأكيدات ترامب بأن السلام في أوكرانيا يقترب، إلا أن استمرار الضربات الصاروخية الروسية على كييف يثير شكوكًا أوروبية حول إمكانية إتمام الاتفاق قريبًا. وذكر ترامب أنه يأمل في عقد لقاء يجمعه بالرئيسين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي، موضحًا أن مثل هذا اللقاء لن يُعقد إلا عند توقيع اتفاق ينهي الحرب أو عند الوصول إلى المراحل النهائية من النقاشات. وأشار في تصريحات من البيت الأبيض إلى أن التوصل إلى اتفاق ليس مهمة سهلة، لكنه يعتقد أن الطرفين باتا قريبين جدًا من نقطة التفاهم الحاسمة، في وقت يترقب فيه المجتمع الدولي ما ستسفر عنه الجولة المقبلة من التحركات الدبلوماسية.
وتشير مصادر مطلعة على المفاوضات إلى أن الخطة الأمريكية الخاصة بالسلام في أوكرانيا تعرضت لتعديلات جوهرية في نسختها الأخيرة بعد الانتقادات التي طالتها باعتبارها أقرب للموقف الروسي. وأفاد مصدر تحدّث إلى وكالة فرانس برس بأن النسخة المحدثة باتت أكثر مواءمة لمطالب كييف، إذ تسمح لأوكرانيا بالاحتفاظ بجيش يصل قوامه إلى 800 ألف جندي، مقارنة بـ600 ألف في النسخة الأولية، وهو تعديل يمثل مكسبًا استراتيجيًا مهمًا من منظور القيادة الأوكرانية. ورغم التفاؤل الأمريكي الحذر، يعترف المسؤولون بأن بعض القضايا الحساسة لا تزال عالقة وتحتاج إلى معالجة دقيقة قبل الوصول إلى أي تسوية نهائية.
وفي السياق الأوروبي، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن روسيا تفتقر بوضوح إلى الرغبة في وقف إطلاق النار، مشددًا على ضرورة استمرار الضغط السياسي والدبلوماسي عليها. وأوضح ماكرون أن موسكو لم تُبد حتى الآن أي استعداد رسمي للتعامل مع المسودة المعدّلة للخطة الأمريكية التي جاءت بعد محادثات مطولة بين الأمريكيين والأوكرانيين والأوروبيين في جنيف نهاية الأسبوع الماضي. ومع تباين المواقف بين واشنطن وأوروبا، يبقى ملف أوكرانيا محكومًا بتعقيدات ميدانية وسياسية تجعل طريق التسوية أكثر صعوبة، رغم الاندفاع الأمريكي لتحقيق تقدم ملموس.








0 تعليق