قادة الكنائس الآسيوية يدعون إلى استعادة مفهوم "الديّاكونيا"

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دعا الأسقف رويل نورمان ماريغزا، رئيس مجلس الكنائس الآسيوية (CCA)، الكنائس في مختلف أنحاء آسيا إلى استعادة مفهوم الديّاكونيا بوصفه تكليفًا لاهوتيًا ورساليًا أساسيًا، وإعادة اكتشافه كتعبير جوهري عن الإيمان المسيحي ورسالة الكنيسة، جاء ذلك خلال الجلسات الثانية لمؤتمر قادة الكنائس الآسيوية حول "الديّاكونيا المسكونية.

الديّاكونيا هوية لاهوتية وجوهر رسالة المسيح

وأوضح الأسقف ماريغزا أن الديّاكونيا، التي يُنظر إليها أحيانًا كأعمال خيرية فحسب، هي في حقيقتها هوية لاهوتية متجذرة في الكتاب المقدس، وأشار إلى أن يسوع المسيح هو "الديّاكونوس" الأعظم، الخادم المتألم الذي جاء "لا ليُخدَم بل ليَخدِم"، مجسدًا التواضع والمحبة الباذلة واستخدام القوة لصنع السلام وخير الآخرين.

واستعاد ماريغزا تجربة الكنيسة الأولى، مشيرًا إلى أن سفر أعمال الرسل (الإصحاح 6) يقدم نموذجًا واضحًا للعلاقة بين "خدمة الكلمة" و"خدمة المائدة". وشدد على أن العبادة والخدمة لا ينفصلان، قائلاً إن الكنيسة يجب أن تؤمن بأن "العبادة والعمل هما واحد" في امتداد طبيعي من الليتورجيا إلى "الليتورجيا بعد الليتورجيا".

دعوة إلى الدياكونيا نبوية تتحدى الظلم وتعالج جذور المعاناة

وأكد رئيس CCA أن الديّاكونيا ليست مهمة فئة محددة من الشمامسة أو هيئات متخصصة، بل هي دعوة لجميع المعمَّدين ولكل جماعة كنسية، وقال: استعادة الديّاكونيا تعني الانتقال من أعمال الإغاثة إلى دور تحويلي ونبوي، يتضمن مواجهة الظلم البنيوي، وتحدّي تركز السلطة والثروة، ومعالجة جذور المعاناة.

وأوضح ماريغزا أن استعادة الديّاكونيا باعتبارها تكليفًا رساليًا يتطلب انخراط الكنيسة في أربعة مجالات مترابطة: مواجهة الظلم البنيوي عبر تحدي الهياكل التي تُنتج عدم المساواة والعنف والعنصرية والتمييز ضد المرأة.

الانخراط الشامل دون فصل بين الخلاص الروحي والرفاه الاجتماعي، لأن الإنجيل يعالج كمال الإنسان جسديًا وعاطفيًا وروحيًا واجتماعيًا.

التمكين والمرافقة من خلال السير مع الفئات المهمشة، وتقوية قدراتها، وتمكينها من المشاركة في تغيير واقعها.

العناية بالخليقة (الديّاكونيا البيئية) كتعبير عن مسؤولية الكنيسة تجاه حماية الأرض ورفض استغلالها.

وأشار إلى أن بيان رسالة آسيا الصادر عن CCA عام 2017 يجب ألا يبقى نصًا على الورق، بل وثيقة حية تقود الشهادة النبوية والخدمة والمشاركة في رسالة الله اليوم.

تأمل كتابي: "غسل الأقدام على طرق متسخة"

وقدم الأسقف صموئيل سان ميات شوي التأمل الكتابي خلال الجلسة، مستندًا إلى إنجيل يوحنا (13: 1–17)، تحت عنوان "غسل الأقدام في عالم طرقه متسخة"، وأكد أن الديّاكونيا هي التعبير الجوهري عن الإيمان المسيحي، المتجذر في المحبة الباذلة والتواضع اللذين جسدهما المسيح.

وقال الأسقف سان ميات شوي إن المحبة غير المشروطة (أغابي) هي أساس الخدمة المسيحية، وإن "كينوزيس" المسيح (تجرده وتواضعه) يشكّلان القلب اللاهوتي للديّاكونيا، في مواجهة مفاهيم السلطة والمصلحة الذاتية في العالم.

وأشار إلى أن غسل المسيح لأقدام تلاميذه يمثل النموذج الأسمى للخدمة المتواضعة، إذ يكسر الغرور، ويتحدى التسلسل الاجتماعي، ويضع الخدمة كأساس للتلمذة، كما لفت إلى دلالة توقيت الحدث، إذ جاء عشيّة آلام المسيح، ليؤكد أن الخدمة تضحية وضرورة وجوهر رسالة الكنيسة.

الأزمة في ميانمار: حاجة مُلحّة إلى روح الديّاكونيا

وفي سياق حديثه، تناول الأسقف سان ميات شوي الأزمة الراهنة في ميانمار، مؤكدًا أن روح الديّاكونيا مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى، وأشاد بنماذج خدمية بارزة، من بينها متطوعو مجلس الكنائس في ميانمار خلال الجائحة، وفرق دعم السلام العاملة في مناطق الصراع.

ودعا الكنيسة إلى الحفاظ على هويتها عبر الخدمة الشاملة، والتعليم التحويلي، والمحبة الشجاعة، والدفاع عن المهمشين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق