تسطع زينة على الشاشة منذ سنوات طويلة، مقدمة أداءً تمثيليًا متنوعًا يجمع بين الانفعالات الصامتة والتحولات النفسية المكثفة، فقد قدمت خلال مسيرتها الفنية مجموعة من الشخصيات المركّبة، التي تتأرجح بين الضعف والقوة، الحب والخيانة، البراءة والتحدي، ما جعلها واحدة من أكثر النجمات العربيات قدرة على تجسيد الشخصيات المعقدة نفسيًا.
فقد انطلقت زينة في مسرح الدراما الاجتماعية بأدوار مثل «الوسواس» (2015)، حيث جسدت امرأة محاصرة بين الخوف والكرامة، لتثبت قدرتها على التعبير عن الانفعالات الداخلية الثقيلة عبر لغة جسد دقيقة ونبرة صوت محسوبة، ثم انتقلت إلى أدوار أكثر صعوبة، مثل «لأعلى سعر» و«الليلة واللي فيها»، حيث استعرضت التحولات النفسية لشخصياتها، وقدمت تدرجًا انفعاليًا مذهلًا بين الصداقة والخيانة، بين الحب والانهيار، لتؤكد قدرتها على التحكم في أدق تفاصيل الانفعال.
وفي أحدث أعمالها، مسلسل ورد وشوكولاتة (2025)، استكشفت زينة الرومانسية المعقدة والصراع النفسي العميق، لتمنح شخصية «مروة» أبعادًا إنسانية مؤثرة، وسط تحديات جسدية ومهنية، ما يعكس التزامها الشديد بالتمثيل، مما جعلها ترسم مسيرة فنية فريدة، تجعل "زينة" رمزًا للأداء الدرامي المركّب، وحضورًا لا يُنسى في ذاكرة الجمهور العربي.
"صباح" بين الخوف والكرامة.. أداء مركب لزينة يبرز القوة الداخلية
يقدّم مسلسل "الوسواس" الذي عُرض عام 2015 نموذجاً درامياً يعتمد على التوتر النفسي والصراع الإنساني، وقد منح هذا البناءُ الفنانة زينة مساحة واسعة لتجسيد واحدة من أكثر شخصيات مسيرتها تعقيداً، وقدّمت زينة في دور "صباح" شخصية امرأة تعيش تحت وطأة الخوف، وتتأرجح بين الانكسار والرغبة في النجاة، مما جعل الدور اختباراً حقيقياً لقدرتها على التعبير عن الانفعالات الداخلية الثقيلة.
أمسكت زينة بخطّ الشخصية منذ المشاهد الأولى، وقدّمت ملامح امرأة صعيدية وُضعت قسراً داخل منظومة اجتماعية مغلقة، واعتمدت في الأداء على نبرة صوت منخفضة وإيقاع بطيء في الحوار، مما يعكس طبيعة البيئة التي تنتمي إليها «صباح» والمكانة الاجتماعية التي تحاول المحافظة عليها، وحرصت على الالتزام بلهجة صعيدية قريبة من الواقع، دون مبالغة أو افتعال، الأمر الذي أضاف مصداقية على المشاهد وأكسب الشخصية حضوراً مقنعاً.
كما تميز الدور بأنه يقوم على الصراع النفسي أكثر مما يقوم على الحدث الظاهر، وقد نجحت زينة في أن تُظهر هذا البعد الداخلي عبر استخدام مكثف لتعبيرات الوجه، خاصة حركة العينين وطريقة النظر إلى الشخصيات الأخرى، واعتمدت على ما يمكن وصفه بـ«الانفعال الصامت»، حيث تُظهر توتراً داخلياً يسبق الكلام، فيبدو المشهد مشحوناً حتى قبل أن تنطق كلمة واحدة.
وبرز هذا الأسلوب في المشاهد التي تواجه فيها «صباح» الإهانات أو محاولات السيطرة أو الضغوط العائلية، فقدمت زينة ردود فعل تدريجية تبدأ بصمت طويل، ثم نظرة مرتعشة، ثم انكسار واضح، ما يعكس حالة امرأة لا تملك القوة الكافية للمواجهة لكنها تحاول ألا تنهار.
وقد أظهر الدور قدرة زينة على مواجهة تحدٍّ تمثيلي دقيق، كيف تجسّد امرأة ضعيفة من الخارج لكنها قوية من الداخل، وقد نجحت في تحقيق هذا التوازن عبر الانتقال بسلاسة بين لحظات الانكسار ولحظات المقاومة، ففي بعض المشاهد، بدت الشخصية خائفة ومطاردة بأفكار الشك والقلق.
وفي مشاهد أخرى، بدت الشخصية حازمة، تحاول حماية نفسها وكرامتها، وتواجه الظروف القاسية التي تهدد وجودها، ويكشف هذا التباين فهماً عميقاً لطبيعة الشخصية التي كتبها المؤلف، ويعكس قدرة زينة على التحكم في مستويات الأداء.
كما اعتمد العمل على خطوط صراع قوية بين البطلة وبقية الشخصيات، خصوصاً في مواجهاتها مع الفنان تيم حسن، وبرهنت زينة في هذه المشاهد على قدرتها على خلق كيمياء درامية متماسكة، تقوم على التوتر المتصاعد والحضور القوي في لحظات المواجهة، وقدّمت أداءً يعتمد على الاستجابة المباشرة لحدة الحوار والانفعال، مما جعل المشاهد الثنائية بينهما من أبرز مشاهد العمل.
واستخدمت زينة لغة الجسد بدقة غير مبالغ فيها، فخفضت كتفيها في لحظات الخوف، وقلّصت خطواتها في المشاهد التي تشعر فيها بالتهديد، ورفعت رأسها في لحظات التحدي، ومع انتقال الشخصية بين مراحل الضعف والقوة، تغيّر إيقاع الحركة بشكل ملحوظ، في انسجام مع التطور النفسي للشخصية، وأسهم هذا الوعي الجسدي في جعل الشخصية أكثر صدقاً وقرباً من المشاهد.
وكان «الوسواس» محطة مهمة في مسيرة زينة؛ لأنه كشف قدرتها على أداء الشخصيات المركّبة نفسياً، ورغم أن العمل ينتمي إلى الدراما الاجتماعية ذات الإيقاع الهادئ، استطاعت زينة أن تمنح الشخصية بعداً إنسانياً مؤثراً، وأن تترك بصمة واضحة في ذاكرة الجمهور من خلال طريقة أداء دقيقة تقوم على التفاصيل.
العداء الصامت والصراع المكشوف.. كيف صنعت زينة التوتر الدرامي
طرح مسلسل "لأعلى سعر" عام 2017،دراما اجتماعية شاهقة التوتر، تدور حول الصداقة والخيانة والطموح، وبرز فيه الأداء المعقد للفنانة زينة في دور "ليلى"، الصديقة التي تتحول من قُربٍ وودّ إلى غيرة، ثم إلى خيانة وانقلاب كامل على صديقتها «جميلة» التي أدّت دورها نيللي كريم، وقد قدّم هذا الدور لزينة مساحة واسعة لاستعراض قدراتها في تقديم شخصية متحوّلة نفسيًا وسلوكيًا، تجمع بين الهدوء الظاهري والنيات الخفية التي تتكشف تدريجيًا.
بدأت زينة تجسيد شخصية «ليلى» من مدخل نفسي واضح؛ فقد ظهرت في الحلقات الأولى بصورة الصديقة الداعمة، المتعاطفة مع «جميلة»، لكنها حرصت على إدخال إيحاءات خفيفة عبر نظرات العين وطريقة الوقوف، ما يطرح سؤالًا مبكرًا عن صدق النوايا، وقد ساعد هذا البناء التدريجي في تهيئة المشاهد للتحول اللاحق، وأكد أن الشخصية ليست عفوية، بل تحمل في داخلها صراعًا مكتومًا ورغبة مكتسبة في السيطرة.
كما قدّمت زينة في هذا الدور أحد أكثر التحولات النفسية في مسيرتها وضوحًا وجرأة، فقد انتقلت الشخصية من الصداقة إلى الغيرة، ومن الغيرة إلى الخيانة، ثم إلى الهيمنة والانتقام، واستطاعت زينة تنفيذ هذا التحول بطريقة قصيرة الخطوات لكن عميقة الدلالة، إذ اعتمدت على خفض نبرة الصوت عند التخطيط أو إخفاء شيء، ورفعها عند المواجهة أو التعدي واستخدام نظرة ثابتة طويلة لإظهار الشعور بالاستحواذ، وابتسامة باردة تُخفي أكثر مما تُظهر، وقد جعل هذا الأسلوب شخصية «ليلى» متماسكة من الداخل، رغم قسوتها، وأظهر قدرة زينة على التحكم في شدة الانفعال دون أن تقع في المبالغة.
واعتمد نجاح الدور على العلاقة المتوترة بين ليلى وجميلة، وقد نجحت زينة في تقديم أداء يقوم على العداء الصامت أولًا، ثم الصدام المعلن لاحقًا، وظهر هذا بوضوح في المشاهد التي تتواجه فيها مع نيللي كريم، حيث بدت زينة أكثر قدرة على خلق حالة من الظلّ النفسي الثقيل، عبر تعبيرات جامدة أو كلمات قصيرة تؤدي إلى تفكيك المشهد من الداخل قبل انفجاره، مما منح الخط الدرامي للعلاقة عمقًا إضافيًا وجعل الخيانة تبدو واقعية وغير مفتعلة.
كما اعتمدت زينة على لغة جسد مدروسة طوال المسلسل، حيث قوّت حضورها في مشاهد السيطرة عبر الوقوف بثبات ورفع الذقن قليلًا، وأضعفت حضورها في مشاهد الخداع عبر خطوات بطيئة وحركة يد خجولة مقصودة، وشدّدت إيقاع الحركة عندما تنتقل الشخصية من مرحلة إلى أخرى، وقد عزز هذا الوعي الجسدي الأبعاد النفسية وعكس بدقة شخصية امرأة تملك ثقة ظاهرية لكنها تشعر من الداخل بالنقص والغيرة.
كما خلق أداء زينة مساحة تأثير عالية في المشاهد الثنائية، خصوصًا مع أحمد فهمي في دور الزوج «هشام»، فقدّمت أمامه أداءً يُظهر قدرتها على الاستحواذ على الزوج بالدلال حينًا، وبالقسوة حينًا آخر، ونجحت في إبراز أن علاقتها به ليست علاقة حب بقدر ما هي علاقة امتلاك وتحدٍّ لصديقتها، مما عزز منطق الشخصية وأبرز دافعيتها النفسية.
وقد أثبتت زينة في «لأعلى سعر» أنها قادرة على حمل دور مبني على الغريزة الأنانية والانتهازية دون أن تفقده إنسانيته الدرامية، فقد حافظت على ملامح امرأة طموحة مهووسة بالمكانة الاجتماعية، لكنها لم تقدّمها كتجسيد للشر المطلق، بل أظهرت قلقها الداخلي وخوفها من التهميش، وهو ما جعل الشخصية قابلة للتصديق رغم تطرفها السلوكي، فقدّمت شخصية مضطربة نفسيًا، متناقضة بين الرغبة في القرب والرغبة في السيطرة، وبنت ملامحها بثبات وخطوات محسوبة.
زينة تتألق في أدوار مظلمة.. من الحب والخيانة إلى المواجهة النهائية
طرح مسلسل "الليلة واللي فيها" في عام 2022 ، تجربة درامية قصيرة لكنها مكثفة، مكونة من ست حلقات، وأدى هذا العمل إلى بروز أداء زينة الفني في دور رشا، مهندسة ديكور تعاني من اضطرابات نفسية وصراعات داخلية، وتعكس قصتها جرأة كبيرة في الطرح الدرامي، وقد جسّدت زينة شخصية رشا التي تطاردها أسرار ماضي مؤلم، وقد اختارت الممثلة أن تمنح الدور بعدًا نفسيًا معقدًا، لا يكتفي بالمظهر الخارجي بل يغوص في دواخل الشخصية، وقد بدا ذلك واضحًا منذ الحلقات الأولى، حين لجأت «رشا» إلى طبيب نفسي من دون علم زوجها، ما يعكس ضعفًا داخليًا وخوفًا من الانكشاف، وهي نقطة انطلاق أساسية في الصراع الدرامي.
وقد استخدمت زينة نبرات صوت متقلبة، أحيانًا منخفضة تتسم بالكتمان والخجل، وأحيانًا أكثر حدة عندما تخوض مواجهات داخلية أو خارجية، مما منح الشخصية تناقضًا واقعيًا بين ما تريده «رشا» وما تخاف منه.
كما استثمرت زينة لغة الجسد لإبراز التوتر النفسي، فكانت حركاتها محسوبة، تتردد خطواتها، وتخفض بصرها أحيانًا عندما تشعر بالذنب أو الخوف، وترفع رأسها بثقة في لحظات التحدي، وقد نجحت في رسم ملامح امرأة تحاول الحفاظ على هيبتها رغم الفوضى الداخلية التي تعيشها، وقد أضاف هذا الاستخدام الدقيق للجسد مصداقية كبيرة للدور، وأكد أن زينة لم تعتمد فقط على الحوار، بل استخدمت أدوات تمثيلية متعددة لتعميق الشخصية.
وتدور الدراما في «الليلة واللي فيها» حول خيانة وزوج غائب وزوجة تنخرط في علاقة سرية، ثم مواجهة الموت والخطر، وقد نجحت زينة بجدارة في تصوير التحولات النفسية من امرأة حزينة ومضطربة إلى امرأة قوية تتخذ قرارات درامية مصيرية، وفي نهاية المسلسل، تكشف رشا عن جانب قاتل حين تقتل «حاتم» الذي كان في علاقة معها، وتطمر الجثة، ثم تقتل من جديد لتغلق ملف حياتها السابقة. (
وقد أظهر هذا التبدّل من الضحية إلى الفاعلة، مدى قدرة زينة على التفاعل مع تطور النص، ومنح شخصيتها بعدًا مظلماً ومعقدًا، يتجاوز الخيانة إلى الجريمة والمفارقة النفسية، كما تفاعلت زينة بذكاء خاصة مع محمد شاهين في دور زوجها «أيمن» في المواجهات بينهم، حيث كانت تبتكر مزيجًا من الخضوع والغضب، فتقلّب انفعالاتها بين العتاب والخوف والمكابرة، مما ساعد في بناء توتر درامي ملموس، وأضفى على العلاقة بين رشـا وشريكَيها أبعادًا نفسية مؤثرة.
وقد أثار أداء زينة جدلاً كبيرًا بين الجمهور، فقد تصدّر المسلسل «الترند» بعد عرض الحلقات الأولى، ولاقى تفاعلًا واسعًا، خصوصًا بسبب الجرأة في الطرح النفسي والمواضيع الحساسة مثل الخيانة النفسية والجريمة، كما كرّمت زينة بجائزة أفضل ممثلة عن هذا الدور، مما يدل على تقدير فني واضح لأدائها.
من جهة أخرى، صرّحت زينة بأن هذا العمل كان صعبًا للغاية، قائلة " لقد أثّر التصوير على ضربات قلبها، وطلبت في بعض أوقات التصوير من المخرج إعادة بعض المشاهد لأنها لم تكن قادرة على الاستمرار"، مما يبيّن مدى الالتزام العميق الذي وضعته في الشخصية.
ويمثل دور "رشا" نقلة نوعية في مشوار زينة، لأنه جمع بين الجرأة والنفسية والدراما المظلمة، واجتهدت لتقديم شخصية ليست بسيطة أو تقليدية، بل تجمع بين المعاناة والاستراتيجية، وأداءً تمثيليًا ناضجًا، يعتمد على الانفعالات الداخلية، والصراع النفسي، والتحولات الدرامية الحادة.
نبرة صوت متقلبة ولغة جسد دقيقة.. أدوات زينة في بناء شخصية مروة
يقدّم مسلسل "ورد وشوكولاته" الذي يعرض بداية من 30 أكتوبر 2025، تجربة درامية رومانسية نفسية مشحونة، ويُعد من الأعمال المثيرة للجدل بسبب كونه مستوحى من قصة حقيقية، وتلعب "زينة" في هذا المسلسل دورًا محوريًا يعكس صراعات عاطفية ونفسية عميقة، ويمنحها مجالاً لاستعراض مهاراتها التمثيلية في بيئة درامية مكثّفة.
فتجسد شخصية مروة، المذيعة المشهورة الناجحة التي تعيش معركة داخلية بين الحب والانتقام، بين القلب والعقل، فيصل بها الحال إلى خسارة عملها والرضا بزيجة سرية مع محامي شهير، تبدو البداية رومانسية حالمة، كما يوحي العنوان، لكن سرعان ما تنقلب الأمور إلى صراع نفسي معقد، يتناول الخيانة والتقلبات العاطفية والمفاجآت، مما يمنح زينة فرصة واسعة لتقديم شخصيتها بعمق، ليس فقط كـ “محبوبة رومانسية” بل كـ “امرأة تواجه عقبات داخلية وخارجية”.
وقد أظهرت زينة إصراراً كبيرًا في أداء مشاهدها، حتى أنها واصلت التصوير رغم إصابتها بشرخ في الركبة خلال التصوير، مما ينعكس على التزامها الجسدي بالدور، ويمنح دورها واقعية كبيرة، لا سيما في المشاهد العاطفية أو الصادمة.
ومن ناحية الانفعال، فقد قدمت زينة نبرة صوت متقلبة، وحركات وجه دقيقة، لتعبيرها عن التحولات النفسية لمروة، فالصراع الذي يعيشه الشخص في مثل هذه القصة، من الحلم الرومانسي إلى الخيانة والغدر والانتقام، يتطلّب أداءً يجمع بين التعبير الهادئ في لحظات الحنان، والانفعال الحاد في لحظات المواجهة والتوتر.
كما يرتكز مسلسل «ورد وشوكولاتة» على صراع نفسي مركزي، يتجلى في العلاقة بين مروة وشخصية صلاح التي يجسّدها محمد فراج، وهي علاقة تتسم بالتقلبات وعدم البساطة، وقد تعاملت زينة مع هذا الصراع باعتباره محورًا أساسيًا لدورها؛ فهي ليست مجرد ضحية، بل امرأة قوية تملك القدرة على التخطيط والخداع، وربما الانتقام، وهو ما يُتوقع أن يظهر تدريجيًا مع تصاعد الأحداث، ويزيد كون القصة مستوحاة من الواقع من ثقل المسؤولية التمثيلية على زينة، لأنها تتعامل مع شخصية قد تمثل إنسانًا حقيقيًا عاش محنة مشابهة، وليس مجرد خيال درامي.
وتتفاعل زينة في المسلسل مع عدد من النجوم، على رأسهم محمد فراج، بالإضافة إلى شخصيات موازية مثل مها نصار ومريم الخشت ومراد مكرم، ويضفي هذا التواجد الجماعي ديناميكية إضافية على العلاقات الدرامية، حيث لا يقتصر الصراع العاطفي على بطلي العمل فحسب، بل يمتد ليشمل التداخلات الأسرية والاجتماعية، ومن هذا المنطلق، تظهر قدرة زينة على التفاعل الدرامي بشكل متنوع، سواء في لحظات الود، أو التوتر، أو المواجهة المباشرة.
وقد أثبتت زينة درجة عالية من الاحتراف خلال العمل، ليس فقط في التمثيل، بل أيضًا في الأداء الجسدي؛ إذ واصلت التصوير رغم إصابتها، ما يعكس التزامها ومسؤوليتها تجاه الدور، كما أن طبيعة المسلسل، المكوّن من 10 حلقات فقط، تطلبت تركيزًا كبيرًا على كل مشهد لتقديم شخصية مكتملة وواقعية، ويشكل هذا الدور محطة مهمة في مسيرة زينة الفنية؛ فهو يجمع بين العودة إلى أدوار رومانسية عميقة، وبين اختبار تمثيل نفسي معقّد يتطلّب بنية درامية محكمة وتحولات داخلية دقيقة، ويضيف كون المسلسل من تأليف محمد رجاء وإخراج محمد العدل ضغطًا إضافيًا على زينة، لكنه يمنحها أيضًا فرصة أكبر لاستعراض مواهبها التمثيلية، ومن المتوقع أن يكون أداؤها علامة بارزة في مسيرتها، خصوصًا إذا نجحت في ترجمة تعقيد الشخصية إلى حضور درامي مؤثر لدى الجمهور.








0 تعليق