شدد الاتحاد اللوثري العالمي (LWF) ومنظمات دينية شريكة على أن العالم لا يحتاج فقط إلى انتقال عادل بعيدًا عن الوقود الأحفوري، بل إلى تحوّل عادل وشامل يضع حقوق الإنسان والأرض والمجتمعات المحلية ، خصوصًا الشعوب الأصلية في صدارة الأولويات.
وجاء ذلك ضمن دراسة جديدة أصدرتها LWF بالتعاون مع منظمة الفرنسيسكان الدولية، عُرضت خلال الجلسة رفيعة المستوى حول “الانتقال العادل” .
“التحوّل العادل” يتجاوز الطاقة… ويبدأ من الحقوق والعدالة
وفق الدراسة الجديدة بعنوان: "الانتقال العادل وحقوق الإنسان: رؤية المجتمعات الدينية"، فإن فكرة الانتقال العادل ليست مجرد تغيير في مصادر الطاقة أو البنية الاقتصادية، بل تحوّل جذري يقوم على: العدالة والمساواة ،كرامة الإنسان، حماية الحقوق، إشراك المجتمعات المحلية، تحقيق توازن بيئي واجتماعي
وقال الدكتور بودي تجاهجونو “الانتقال العادل أكبر من مجرد انتقال… إنه حاجة إلى تحوّل كامل”.
وأشارت الدراسة إلى أن أي عملية انتقال لا بد أن تكون شاملة، تعزز المشاركة، وتضمن أن لا يُترك أحد خلف الركب.
وضع المجتمعات في مركز القرار… وليس الشركات الضخمة
أكدت إيلينا سيديلو، المسؤولة التنفيذية ببرنامج العدالة المناخية في LWF، أن التحوّل العادل في قطاع الطاقة فرصة لـدمقرطة الوصول إلى الطاقة.
وقالت: "لا يكفي الانتقال من مصدر طاقة لآخر مع الإبقاء على النظام القديم، بل يجب تمكين المجتمعات المحلية لتصبح شريكة ومالكة ومساهمة، بدل اعتمادها على شركات عملاقة متعددة الجنسيات."
وأضافت أن المصطلحات المناخية المعقدة تحتاج إلى تبسيط لتكون مفهومة وقابلة للتطبيق داخل المجتمعات المحلية، مؤكدة دور الجماعات الدينية في بناء هذا الجسر.
حقوق الشعوب الأصلية في قلب النقاش
أشارت سيديلو إلى أن التحوّل العادل لا يقتصر على الطاقة، بل يرتبط بشكل وثيق بـ:
حقوق الإنسان، كرامة الشعوب الأصلية، ملكية الأراضي، وذلك لأن 54% من مشروعات التعدين والطاقة الخاصة بالانتقال الأخضر تقع على أراضي الشعوب الأصلية، ما يجعل حضورهم وشهاداتهم في COP30 “أمرًا جوهريًا”.
COP30… قمة الحقيقة في قلب الأمازون
ويعد انعقاد القمة هذا العام في منطقة الأمازون منحها بعدًا خاصًا، إذ تبرز:أهمية الغابات ودورها في استقرار المناخ، واقع الشعوب الأصلية المتأثرة مباشرة بالتغير المناخي
الحاجة لوقف إزالة الغابات، ضرورة تنفيذ التعهدات المناخية السابقة، وتصف البرازيل القمة بأنها "قمة الحقيقة"، بينما تبقى المفاوضات متوترة قبل أيام من الختام، خصوصًا فيما يتعلق بخارطة طريق واضحة للتخلي عن الوقود الأحفوري.
أصوات من الجنوب العالمي: الحقيقة يجب أن تُقال
قال مارو ميكا ماوا من الكنيسة اللوثرية الإنجيلية في كينيا: “هذه قمة الحقيقة… والناس يستحقون الحقيقة: نحتاج انتقالًا عادلًا يحقق العدالة للمجتمعات المحلية”.
وأضاف أن نجاح القمة لا بد أن يربط بين القرارات العالمية وملكية المجتمعات المحلية لها، مؤكدًا أهمية الشباب والمعرفة الأصلية في قيادة التغيير.
أما أدريانا ألفارادو من الكنيسة اللوثرية في السلفادور، فرأت أن COP30 مهم لأنه في “قلب الأمازون”، ولأن هذا العام يجب أن يشهد الدول تنفيذ ما تعهدت به.
وفد LWF: قيادة وشباب من كل القارات
يضم وفد الاتحاد اللوثري العالمي إلى القمة قادة ونساء وشبابًا من مختلف القارات، يعكسون كيف ألهمت المناصرة الكنسية حلولًا محلية للحد من آثار المناخ ودعم الفئات الأكثر هشاشة. ويعمل الوفد بالشراكة مع الكنيسة اللوثرية البرازيلية وشركاء آخرين في لقاءات وجهاً لوجه وعبر الإنترنت.









0 تعليق