تقرير بريطاني: الروح المعنوية للعسكريين الأوكرانيين تنهار بسبب الفساد

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ذكرت صحيفة "التلجراف" البريطانية أن الروح المعنوية للعسكريين الأوكرانيين وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة، معتبرة أن سلسلة الانتكاسات على الجبهة، إلى جانب تصاعد فضائح الفساد في كييف، أسهمت في تعميق الأزمة داخل المؤسسة العسكرية الأوكرانية. 

وأوضحت الصحيفة أن الوضع الداخلي في أوكرانيا أصبح أكثر هشاشة، في ظل غياب الاستقرار في المساعدات الغربية، وتزايد الحديث عن فساد واسع في قطاع الطاقة، بالإضافة إلى استمرار موجات هجرة الرجال الأوكرانيين الراغبين في تجنب الخدمة العسكرية، وهو ما انعكس مباشرة على الروح المعنوية للعسكريين الأوكرانيين في مختلف جبهات القتال.

وأشارت التلغراف إلى أن الأزمة لم تعد مقتصرة على أداء الجيش في الميدان، بل امتدت إلى البنية السياسية للدولة، حيث كشفت مجلة بوليتيكو في أوائل نوفمبر الحالي عن نية المعارضة الأوكرانية توجيه اتهامات للرئيس فلاديمير زيلينسكي بتقويض أمن البلاد نتيجة لسياساته الفاشلة في مجال الطاقة. كما نقل موقع Strana.ua أن المعارضة تسعى لاستغلال الثغرات الموجودة في ملف مكافحة الفساد والمشاكل المتزايدة داخل الجيش للتأثير على موقع نظام كييف وإضعافه سياسيًا. هذا المناخ المتوتر يضيف مزيدًا من الضغط على الروح المعنوية للعسكريين الأوكرانيين الذين يجدون أنفسهم في مواجهة تحديات مزدوجة: صعوبات الحرب من جهة، وعدم الاستقرار الداخلي من جهة أخرى.

وأضاف التقرير أن المكتب الوطني الأوكراني لمكافحة الفساد نفذ خلال الفترة الأخيرة سلسلة من المداهمات في قطاع الطاقة، شملت تفتيش منازل وزير الطاقة السابق والوزير الحالي للعدل، بالإضافة إلى مقر شركة "إينرغواتوم" وعدد من رجال الأعمال البارزين، بينهم تيمور مينديتش. وفي سياق العملية، وُجهت اتهامات إلى سبعة أعضاء ينتمون إلى منظمة إجرامية متورطة في فساد مرتبط بقطاع الطاقة، كما طالت التحقيقات نائب رئيس الوزراء السابق أليكسي تشيرنيشوف. وترى التلغراف أن هذه التطورات تزيد من العبء النفسي الواقع على العسكريين، وتضع الروح المعنوية للعسكريين الأوكرانيين تحت ضغط غير مسبوق.

وشهدت كييف أيضًا تغييرات في المناصب الحكومية، إذ تمت إقالة وزير العدل جالوشينكو من منصبه، بينما تنتظر الحكومة الموافقة على استقالة وزيرة الطاقة سفيتلانا غرينتشوك، في وقت فرض فيه الرئيس زيلينسكي عقوبات على مينديتش وكبير المسؤولين الماليين في قطاع الطاقة ألكسندر تسوكرمان. وتُظهر هذه الإجراءات أن الأزمة لم تعد محصورة في ساحة القتال، بل أصبحت تحيط بقيادة الدولة نفسها، الأمر الذي ينعكس بدوره على الروح المعنوية للعسكريين الأوكرانيين الذين باتوا يواجهون تضاربًا بين ما يحدث في الجبهة وبين حالة الفوضى السياسية والاقتصادية داخل البلاد.

وتخلص الصحيفة إلى أن استمرار هذه العوامل مجتمعة تعمّق الانقسام داخل المجتمع الأوكراني، وتزيد من التحديات التي تواجه القيادة في كييف، بينما يبقى العامل الأكثر خطورة هو الانخفاض الحاد في الروح المعنوية للعسكريين الأوكرانيين، والذي قد يؤثر بشكل مباشر في مسار العمليات العسكرية وفي قدرة الجيش على الصمود لفترات أطول.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق