لقي طفل مصرعه وأُصيب آخر، اليوم الأربعاء، في حادث انقلاب جرار زراعي داخل مصرف بقرية «اللواء صبيح» التابعة لمركز الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، في واقعة هزّت الأهالي وأعادت ملف أمان المركبات الزراعية إلى الواجهة.
بلاغٌ واستجابة عاجلة
تلقى اللواء وليد منصور، مدير أمن الوادي الجديد، إخطارًا من إدارة شرطة النجدة بوصول جثة ومصاب إلى مشرحة مستشفى الفرافرة المركزي إثر حادث انقلاب جرار بإحدى الأراضي الزراعية. وعلى الفور، انتقلت قوة أمنية وسيارات الإسعاف إلى موقع البلاغ، وجرى تعزيز الخدمات لتأمين محيط المصرف وتسهيل أعمال الإنقاذ والانتشال.
هوية الضحايا وتفاصيل المكان
أظهرت المعاينة الأولية انقلاب الجرار داخل مصرف زراعي بالقرية، ما أسفر عن مصرع الطفل مصطفى علاء فرغلي (14 عامًا) وإصابة شقيقه عمر صفوت فرغلي (8 أعوام).
وذكرت مصادر محلية أن الحادث وقع أثناء حركة الجرار في نطاق زراعي محدود الرؤية قرب حافة المصرف، فيما تُستكمل الاستماع لأقوال الشهود لتحديد ملابسات سقوط المركبة.
إجراءات طبية وقانونية
انتقلت سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، وجرى نقل جثمان الطفل المتوفى إلى مشرحة مستشفى الفرافرة المركزي تحت تصرف النيابة العامة، بينما وُضع الطفل المصاب في قسم الطوارئ تحت الملاحظة الطبية، وأُجريت له الفحوصات اللازمة لتقييم حالته. وأكد مصدر طبي أن الفريق المعالج يتابع المؤشرات الحيوية للمصاب على مدار الساعة لضمان التدخل السريع عند الحاجة.
تحرّكات إنقاذ وانتشال الجرار
باشرت الوحدة المحلية لمركز الفرافرة، بالتعاون مع معدات وحدة المرور، أعمال انتشال الجرار من داخل المصرف وتطهير محيطه لتأمين الحركة ومنع أي مخاطر إضافية. وجرى التنسيق بين فرق الإنقاذ والجهات المعنية لاستخدام المعدات المناسبة، مع مراعاة طبيعة التربة الرخوة وحواف المصرف التي قد تعيق عمليات الرفع.
وأكدت مصادر تنفيذية أن العمل يجري وفق إجراءات السلامة المهنية لتفادي أي أضرار جانبية خلال عملية الاستخراج.
تحقيقات مفتوحة ومسؤوليات السلامة
حُرر محضرٌ بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، مع طلب تقارير الطب الشرعي والفحص الفني للمركبة لبيان الحالة الميكانيكية للجرار قبل الانقلاب، والتحقق مما إذا كانت هناك مخالفات تتعلق بتحميل المركبة، أو قيادتها في مسار غير مؤهل، أو القرب الشديد من حافة المصرف. ومن المنتظر أن تشمل التحقيقات مراجعة تراخيص المركبة وسلامة الفرامل وإضاءة التحذير—خاصة في الممرات الزراعية الضيقة—إضافة إلى الاستماع لأقوال ذوي الضحيتين وشهود العيان.
دعوات للتوعية والالتزام بمعايير الأمان
أعاد الحادث المطالبة بتكثيف التوعية بإجراءات السلامة خلال استخدام المعدات الزراعية، لا سيما في القرى التي تنتشر بها المصارف والترع والحواف الترابية غير الممهدة.
وتشمل الإجراءات الإلزام باستخدام مسارات بديلة آمنة، والابتعاد عن حواف المصارف، وضمان جاهزية الفرامل وتثبيت الحمولة، ووضع مرافق بالغ مع القُصَّر خلال أي حركة قرب مصادر الخطر، فضلًا عن تنظيم حملات فنية دورية لفحص الجرارات العاملة في نطاقات الري والصرف.
أرقام ودروس من سجل الحوادث
تكشف إحصاءات رسمية أن مصر شهدت تحسّنًا تدريجيًا في مؤشرات وفيات حوادث الطرق خلال العامين الأخيرين، إذ أفاد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (كابس) بتراجع وفيات حوادث الطرق بنسبة 10.3% في عام 2024 مقارنة بعام 2023، رغم تذبذب أعداد الإصابات، ما يبرز أهمية مواصلة إجراءات الردع والوقاية معًا.
كما تُظهر منظمة الصحة العالمية في ملفها القُطري الأخير حول السلامة على الطرق 2023 أن عبء حوادث المرور ما زال يتطلب التزامًا مستمرًا بإجراءات شاملة تشمل ضبط السرعات، وتحسين البنية التحتية، وفحص المركبات، وتثقيف المستخدمين، خصوصًا في البيئات الريفية التي تتجاور فيها المعدات الزراعية مع المجاري المائية ومسارات المشاة. وتؤكد هذه المؤشرات أن تقليص الخسائر يتطلب دمج معايير السلامة الزراعية ضمن استراتيجية الطرق الريفية، وتشديد الرقابة على استخدام الجرارات قرب المصارف والترع وتدريب المشغلين على قواعد التشغيل الآمن.








0 تعليق