رئيس الاتحاد اللوثري العالمي خلال زيارته للأرض المقدسة: نحن نرافقكم في هذه المسيرة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال المطران هنريك ستابكْيَر، رئيس الاتحاد اللوثري العالمي (LWF)، في مستهل زيارته الحالية إلى الأرض المقدسة يجب أن يعلم الناس هنا أننا نقف إلى جانبهم، وأننا ندعمهم كعائلة كنسية عالمية واحدة.

تأتي الزيارة، التي تمتد حتي 9 نوفمبر، بهدف تعزيز العلاقة مع الكنيسة اللوثرية الإنجيلية في الأردن والأرض المقدسة (ELCJHL)، والاطلاع على عملها الرعوي والتنموي، بالإضافة إلى لقاء شركاء وبرلمانيين ومسؤولين محليين.

زيارة تضامن في بيت جالا وبيت لحم

استقبل المطران إبراهيم عازر، مطران الكنيسة اللوثرية في الأردن والأرض المقدسة، رئيس الاتحاد اللوثري في بيت جالا  معبرًا عن سعادته بزيارته، ومؤكدًا أن دعم الاتحاد المستمر هو مصدر قوة وثبات للكنيسة المحلية.

وقال عازر “بانتمائنا إلى الاتحاد اللوثري العالمي، نشعر أننا لسنا وحدنا. نحن متجذّرون في علاقتنا بالله، ونستمد قوتنا من شركتنا مع العائلة اللوثرية العالمية.”

وأضاف المطران  عازر أن شهادة الكنيسة في فلسطين تزداد أهمية في ظل التحديات غير المسبوقة، قائلاً: “دعوتنا هنا كمسيحيين هي أن نكون مع شعبنا في هذا الزمن. علينا أن ننظر إلى احتياجاتهم، وأن نبقى قريبين منهم، وأن نعمل من أجل مستقبلهم.”

الكنيسة المحلية.. رسالة رجاء رغم الألم

كما زار رئيس الاتحاد عددًا من مشروعات الكنيسة اللوثرية في الضفة الغربية، شملت مجالات التعليم والاستدامة البيئية والخدمة الاجتماعية.

وفي مدرسة دار الكلمة اللوثرية في بيت لحم، التي تضم أكثر من 1500 طالب من سن الرابعة حتى الثامنة عشرة، استمع الأسقف ستابكْيَر إلى شهادات المعلمين والطلاب عن التعليم كرسالة لبناء السلام والأمل.

وقال القس أنطون نصّار، مدير المدرسة: “يعيش طلابنا تحت الاحتلال، ما يصعّب وصولهم إلى التعليم. بعضهم يتأخر بسبب الحواجز العسكرية، وآخرون يعيشون في مخيمات اللاجئين ويتعرّضون للمداهمات. لكننا نريد لهؤلاء الأطفال أن يصبحوا قادة في مجتمعاتهم وصانعي سلام عندما يكبرون.”

وأضاف بان يسوع قال إننا نور العالم، وخدمتنا التعليمية وسط هذه الظروف ليست سهلة، لكنها طريقنا لنمنح الأمل لتلاميذنا.

التعليم كإرثٍ ممتد منذ القرن التاسع عشر

وأشارت إيفا عازر، مديرة التعليم في المدارس اللوثرية، إلى أن التعليم اللوثري في فلسطين يمتد جذوره إلى السبعينيات من القرن التاسع عشر، وكان من أوائل النماذج التي جمعت بين تعليم الأولاد والبنات تحت سقف واحد منذ أوائل القرن العشرين.

ورغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها العائلات الفلسطينية بعد جائحة كورونا والحرب الأخيرة، أكدت عازر قائلة: “بقينا ثابتين، ولم نفقد يومًا واحدًا من الدراسة. وحتى عندما يقول الأهالي إنهم بالكاد يجدون الطعام، قرّرنا ككنيسة أننا لن نطرد أي طفل من المدرسة.”

وأضافت، أن الدعم المتواصل من الشركاء مكّن المدارس من الاستمرار في أداء رسالتها التعليمية رغم التحديات.

الاتحاد اللوثري العالمي: نصلّي ونتضامن

وفي ختام الزيارة، شدّد الأسقف هنريك ستابكْيَر على أن الاتحاد اللوثري العالمي يقف في تضامن كامل مع الكنيسة اللوثرية المحلية في فلسطين، ومع جميع أبناء الشعب الفلسطيني.

وقال:“أنتم لستم وحدكم، نحن نرافقكم ونصلي من أجلكم. أنتم نور وشهادة للإيمان وسط الظلمة".

رانا زيدان: نخدم العائلات الفلسطينية بروح الكنيسة لا بروح المؤسسة

كما أكدت رانا زيدان، مديرة الخدمة الاجتماعية والراعوية (Diaconal Ministry) في الكنيسة اللوثرية الإنجيلية في الأردن والأرض المقدسة (ELCJHL)، والشمّاسة الحديثة الرسامة، أن جوهر رسالة الكنيسة يكمن في العمل الشامل المتكامل لخدمة الإنسان والأسرة والمجتمع.

وقالت زيدان: “نحن في الكنيسة نعمل بطريقة شمولية. لا نخدم الطفل فقط، أو الأم أو الأب وحدهم، بل نهتم بالعائلة بأكملها.”

وأوضحت أن الكنيسة تواجه واقعًا صعبًا بسبب تناقص أعداد المسيحيين الفلسطينيين نتيجة الهجرة، والظروف السياسية والاقتصادية، مشيرةً إلى أن الكنيسة تواصل دعم العائلات من خلال توفير الدواء والمساعدات الغذائية ومستلزمات النظافة، إضافة إلى تقديم وجبة ساخنة أسبوعيًا لـ 85 عائلة في بيت جالا.

وأضافت: “نحن لا نخدم مجرد أسماء في قوائم المستفيدين، بل نخدم مجتمعنا. نحن نخدم ككنيسة، لا كمؤسسة. وإذا جاءنا شخص يطلب المساعدة، لا يمكننا أن نغلق الباب في وجهه. دائمًا هناك شيء يمكن أن نقدّمه، وإن لم يكن شيئًا ماديًا، فالصلاة معًا هي أقل ما يمكننا فعله.”

“السلام الحقيقي يأتي حين يسود العدل”

وفي حديثها عن المأساة الإنسانية في غزة، قالت زيدان بتأثر: “لن ننسى أبدًا الصور القادمة من غزة. لكن كمسيحيين، علّمنا يسوع أنه حتى ونحن لا ننسى، علينا أن نجد طريقًا نحو الغفران. السلام الحقيقي لن يتحقق إلا بوجود عدالة حقيقية، والسلام يبدأ من الأرض، عندما يعيش الجميع بكرامة وعدل.”

التضامن العالمي مع الكنيسة المحلية

الرفيقة الآسيوية في الزيارة: “الكنيسة هنا تعيش ملء رسالة المسيح رغم الصعاب”

رافقت القس الدكتورة روسبيتا سياهان، الأمينة الإقليمية للاتحاد اللوثري العالمي في آسيا، رئيس الاتحاد الأسقف هنريك ستابكْيَر خلال زيارته للأرض المقدسة، وقالت إن الكنيسة اللوثرية المحلية تواصل بثباتٍ ملهم رسالتها رغم كل التحديات.

وأضافت، حتى وسط هذه الظروف الصعبة، تظل الكنيسة وفية لرسالة المسيح كما وردت في يوحنا 10:10: ‹أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل›.

وتابعت:“من خلال خدمتها التعليمية المخلصة، تفتح الكنيسة أبواب التعلم والرحمة أمام طلاب من خلفيات دينية مختلفة. لقد أثّرت فيّ كثيرًا كلمات إحدى الطالبات التي قالت: ‹إذا لم تجد النور، كُن أنت النور›. أتمنى أن تلهمنا هذه الكلمات جميعًا لنضيء بشجاعة ونعمة ونصنع فرقًا إيجابيًا في العالم، تماشيًا مع رسالة الاتحاد اللوثري العالمي.”

الأسقف ستابكْيَر: أن تكون الكنيسة يعني أن تسير مع الناس

وخلال لقائه بممثلي الكنيسة اللوثرية المحلية، شدّد رئيس الاتحاد اللوثري العالمي الأسقف هنريك ستابكْيَر على أهمية السير المشترك بين الكنيسة المحلية والعائلة اللوثرية العالمية، في روح التعلم المتبادل والتضامن.

وقال: “نحن هنا لنتعلّم منكم، ولنعبر عن تضامننا معكم كعائلة كنسية عالمية. نحن هنا لنخدم الناس. أن تكون الكنيسة يعني أن تكون مع الناس، في الوعظ والخدمة.”

وأضاف مؤكّدًا: “نحن نعلم كم هو وقت صعب، لكننا نرافقكم، وأنتم بالفعل لستم وحدكم.”

924.webp
925.webp
926.webp
927.webp
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق