تخطط الفرقة الرابعة شعبة التربية الموسيقية بكلية التربية النوعية – جامعة القاهرة لتنفيذ برنامج ميداني داخل مستشفى سرطان الأطفال 57357 تحت إشراف أ.م.د غادة عبد الرحيم استاذ علم النفس التربوي المساعد، ود. يمنى مجدي – مدرس البيانو بقسم التربية الموسيقية بكلية التربية النوعية، والأستاذ أحمد أمين – المعيد بقسم التربية الموسيقية بكلية التربية النوعية.
ويأتي ذلك ضمن مبادرة «طاقة أمل» التي تهدف إلى توظيف الموسيقى كوسيط تربوي وعلاجي لدعم الأطفال خلال فترة العلاج. ويُتوقع أن يسهم البرنامج في تعزيز الصحة النفسية للأطفال من خلال سلسلة من الأنشطة الموسيقية المخطط تنفيذها بطريقة تضمن الأمان، والتفاعل، ورفع الروح المعنوية.
سيبدأ البرنامج بتقديم أنشطة تعريفية للأطفال حول الآلات الموسيقية، حيث سيُتاح لهم التعرف على أصوات الآلات وطرق استخدامها، مما سيفتح أمامهم مجالًا لاكتشاف مهاراتهم الموسيقية بطريقة ممتعة وآمنة. كما سيُخطط لتشكيل مجموعات صغيرة للعزف الجماعي، بهدف تنمية روح التعاون والانتماء، وتشجيع الأطفال على الشعور بأنهم جزء من فريق متناغم، وهو ما سينعكس إيجابًا على إحساسهم بالدعم والمساندة داخل المستشفى.
وسيتم استخدام الغناء كوسيلة للتنفيس الانفعالي، إذ ستُختار أغانٍ مناسبة لأعمار الأطفال تساعدهم على التعبير عن مشاعرهم، ورفع معنوياتهم، وتعزيز الأمل لديهم خلال رحلة العلاج. كما ستتضمن الخطة ورشًا مبسطة لصناعة الآلات الموسيقية باستخدام خامات آمنة للأطفال، لإتاحة الفرصة لهم لممارسة الابتكار وتنمية مهاراتهم الحركية الدقيقة، وإشعارهم بأنهم قادرون على خلق شيء جميل بأيديهم.
وسيتم تدريب الأطفال على التعبير عن مشاعرهم باستخدام الموسيقى الهادئة والأنشطة المستندة إلى الإيقاعات البسيطة، بهدف مساعدتهم على تنظيم انفعالاتهم والتخفيف من القلق الذي قد يرافق العلاج في المستشفى. وستُدمج في البرنامج قصص قصيرة عن موسيقيين عالميين مرّوا بتحديات حقيقية، ليتم تقديمها للأطفال كنماذج تلهمهم وتشجعهم على الاستمرار في مواجهة الصعوبات بثقة وثبات.
كما ستُنفذ جلسات موسيقية هادئة تعتمد على الإيقاعات الرقيقة التي يُتوقع أن تساعد الأطفال على الاسترخاء وتخفيف التوتر، مما سيمنحهم شعورًا بالسلام الداخلي والراحة النفسية. وخلال مراحل البرنامج، سيشارك الأطفال في إعداد أغنية جماعية خاصة بالمستشفى، حيث سيكتبون كلمات بسيطة، ويشاركون في تلحينها وغنائها، مما سيعزز شعورهم بالانتماء والفخر، ويجعل الموسيقى تجربة عاطفية مشتركة بينهم.
وسيُخطط لإعداد عروض موسيقية مبسطة داخل المستشفى، سيتم تدريب الأطفال عليها مسبقًا، لإكسابهم مهارات الانضباط والمسؤولية وتحفيزهم على التفاعل الإيجابي. وفي نهاية البرنامج، سيتم تنظيم احتفالية داخلية يُتوقع أن تتضمن عرضًا موسيقيًا للأطفال ومعرضًا صغيرًا لآلاتهم التي صنعوها، في أجواء تهدف لزرع الأمل والطاقة الإيجابية.
وفي إطار التوجيه العلمي للبرنامج، توضح أ.م.د غادة عبد الرحيم أن الموسيقى من المتوقع أن تُسهم بشكل كبير في تحسين الحالة النفسية للأطفال، ليس باعتبارها وسيلة ترفيه فقط، بل بوصفها أداة علاجية تساعدهم على التعبير عن مشاعرهم، وتخفيف التوتر، وتعزيز شعورهم بالأمان داخل المستشفى. وتشير إلى أن البرنامج سيعمل على بناء الصمود النفسي للأطفال ورفع قدرتهم على تحمل الضغوط المصاحبة للعلاج.
كما تشير د. يمنى مجدي – مدرس البيانو إلى أن الموسيقى ستعمل كلغة تصل إلى الطفل قبل الكلمات، وأن الأنشطة الموسيقية المخطط تقديمها ستسهم في دعم الأطفال نفسيًا من خلال تخفيف القلق، وتشجيعهم على التفاعل، وزيادة إحساسهم بالقوة والقدرة على المواجهة. وتؤكد أن إدماج الموسيقى في البيئة العلاجية سيحدث فارقًا واضحًا في جودة حياة الأطفال داخل المستشفى.
ويضيف الأستاذ أحمد أمين – المعيد بقسم التربية الموسيقية أن الاستثمار في الأنشطة الموسيقية داخل المؤسسات العلاجية سيكون بمثابة استثمار في روح الطفل قبل جسده، وأن البرنامج المخطط تنفيذه سيمنح الأطفال مساحة للتنفيس عن مشاعرهم وإعادة الحيوية إليهم. ويوضح أن الفريق يحرص على إعداد محتوى موسيقي هادف يتناسب مع الحالة الصحية والعاطفية للأطفال، ويعزز قدرتهم على التحمل والتفاؤل، ويخلق بيئة داعمة تشجعهم على التمسك بالأمل.
بهذه الخطة، يُتوقع أن يقدم برنامج «طاقة أمل» نموذجًا مميزًا في كيفية توظيف الموسيقى داخل المستشفيات لدعم الأطفال نفسيًا وعاطفيًا، وتحويل فترة العلاج إلى تجربة أكثر لطفًا وإنسانية، تُسهم في تقليل الألم، ورفع الروح المعنوية، وتوفير بيئة مليئة بالطاقة الإيجابية التي تساعد الطفل في رحلته نحو الشفاء.












0 تعليق