لم يكن تأخير افتتاح المٌتحف المصري الكبير إلا فرصة ذهبية لتوقيت أكثر مثالية لافتتاحه، وكأن الله يقدر لمصر النجاح والتوفيق والتفوق أكثر وأكثر في كل خطوة تخطوها.. ذلك التوقيت المثالي يعود لعدة عوامل وهو السبب لأن نشهد احتفالية عظيمة وكبيرة بهذا الحجم، تغير الخريطة السياحة العالمية وتفتح أبواب جديدة لقوة مصر الناعمة وتقوى من الإستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة.
إن هذا التوقيت مثالي لعدة أسباب، فمصر استفاقت من الإرهاب وأعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسى صراحًة أن الإرهاب قد انتهى من مصر وأنها انتصرت فى الحرب على الإرهاب، كما لم يمض أيام على اتفاقية السلام من أجل إنهاء الحرب على غزة، وأصبح ثقل مصر الدولي كبيرًا جدًا، وأصبحت لها مكانة كبيرة في أوروبا؛ مما فتح شهية قادة العالم لزيارة مصر، كما أن الحضارة المصرية تلفت أنظار الأوروبيين دومًا ولكن استضافة هذا العدد من قادة الدول والوفود الأوروبية لم يكن ليتحقق لولا جاهزية مصر.
وهنا سأتوقف مرة أخرى عن تلك الجاهزية والاستعداد، ليس الاستعداد الأمني والاستقرار فحسب، ولكن من الناحية الفنية واللوجستية، فلولا الاستثمار في البُنى التحتية من طرق ومستشفيات وفنادق لمّا سهل ذلك استضافة الوفود وسهولة انتقالهم من أماكن إقامتهم إلى مكان الحفل، فضلًا عن التنظيم المروري والتوعية المرورية التي قامت بها وزارة الداخلية في توضيح المسارات البديلة وهي جاهزية لوجستية من أجل الضيوف الأجانب والمصريين أيضًا.
ولولا قدرات وزارة الداخلية في تأمين الطرق بأحدث الإمكانات المرورية لما كان ذلك ممكنًا، كما يشهد قطاع الصحة ترتيبات وجاهزية لا تقل أهمية عن التأمين والطرق وأماكن الإقامة، فقد قامت وزارة الصحة بتجهيز قوافل في محيط المتحف وقامت بتجهيز مستشفيات لاستقبال أى حالات طارئة في خريطة صحية وانتقاء المستشفيات بعينها ووضع خط أول وثانٍ وثالث.
أمّا عن الجانب الفني والإعلامي، فمصر بثت روح المشاركة بين أبناء الشعب، وكأنها تقول هذا الاحتفال يشارك فيه الـ100 مليون نسمة، بتجهيز شاشات عرض في كافة مراكز الشباب والميادين والشوارع.
وينطلق الحفل مساء الأول من نوفمبر وهو ليس الأول من نوعه بل الثالث بعد موكب المومياوات وطريق الكباش، فأصبحت مصر تمتلك خبرة في إحياء تاريخها بشكل يليق بالحضارة المصرية القديمة وبالجمهورية الجديدة، فالعظمة هي قاسم مشترك بين الحقبتين.
فالدولة المصرية نجحت وسط إقليم ملتهب يعج بالصراعات أن تنجو بنفسها وترتب أوراق البيت من الداخل، فتصبح ناجحة وتتفوق على ذاتها يوما بعد يوم.
وكما قال المصريون القدماء: "أنا مصري، من أرض تفيض مجدًا".



0 تعليق