أجاب الكاتب والروائي الكبير يوسف القعيد، على التساؤل الدائم حول مكانة الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل ودوره المحوري في دوائر صنع القرار المصرية، مؤكدًا أن هيكل امتلك سمات وصفات أهلته لهذه المكانة، أهمها ذاكرة جيدة وإنسانية فياضة.
كشف “القعيد”، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس”، عن تفاصيل مثيرة حول عمل مشترك جمعه بالكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، وهو كتاب لم يُنشر بالكامل بسبب شروط هيكل الصارمة.
محمد حسنين هيكل يتذكر عبدالناصر والمثقفون والثقافة
وروى تفاصيل إعداده لكتاب بعنوان "محمد حسنين هيكل يتذكر عبد الناصر والمثقفون والثقافة"، قائلًا: "استأذنته أن أنا أسجل الكلام فرحب جدًا، وابتدينا نلتقي بشكل منتظم مرة كل أسبوع ونسجل كل الكلام اللي بيقال، واشترط على شرط واحد: أن يقرأ ما كتبته قبل نشره، وقال لا أنشر إلا ما يوافق على نشره".
وأكد “القعيد” التزامه التام بالشرط، كاشفًا عن أن هيكل حذف الكثير من المادة المسجلة، معقبًا: "فعلاً بعد ما خلصنا، كتبت الكتاب وذهبت إليه.. خده وحدد لي ميعاد أرجع آخده منه ثاني بعد ما يقرأه، واستبعد أشياء كثيرة جدًا جداً.. نفذت له كلامه لأن ده كان شرطه الواضح من اللحظة الأولى".
الأوراق المحذوفة
وأوضح أنه لم ينشر إلا ما سمح به هيكل، وأنه بعد رحيل الكاتب الكبير، احتفظ بالأوراق المحذوفة ورفض محاولات الحصول عليها، معتبرًا أنه ليس من حقه نشر كلام رفض هيكل نشره في حياته.
وأبدى “القعيد” احترامه العميق بالكاتب العالمي نجيب محفوظ، واصفًا نفسه بأنه قارئ جيد لكل ما يكتبه الزملاء، متطرقًا إلى رواية "أولاد حارتنا" المثيرة للجدل، والتي انقسم الجمهور حولها بين من يراها إبداعًا ومن يعتبرها تجاوزًا، وهنا أبدى رأيًا حاسمًا، قائلًا: "لا أنا مع نجيب محفوظ ومع حقه في حرية الكتابة والتفكير أياً كان المدى اللي ممكن تصل إليه، ويبقى فيه حق الرد عليها لكل الناس يردوا على هذا الكلام، إنما أنا معاه".
رواية أولاد حارتنا
وشدد على أن رواية "أولاد حارتنا" ذات قيمة أدبية عالية، معقبًا: “هي رواية جميلة جدًا تستاهل أنها تأخذ نوبل”، مؤكدًا أن نجيب محفوظ هو مؤسس الرواية العربية وصاحب النتاج الأساسي في تاريخها الحديث، وأن رواية "أولاد حارتنا" قُرأت خطأ من قبل البعض الذين استغلوا دلالاتها ورموزها لمهاجمتها.
ولفت “القعيد” إلى أن تلك الحملة أدت إلى محاولة اغتيال نجيب محفوظ، مشيرًا إلى أن الكاتب الكبير كان شديد الإيمان وشديد الحرص وتسيطر عليه حالة نفسية غير عادية عند زيارة مقامات آل البيت، مثل سيدنا الحسين، التي كان يزورها بصحبة صديقه الراحل جمال الغيطاني، مشيرًا إلى استمراره في التواصل مع شقيق جمال الغيطاني، اللواء مهندس إسماعيل الغيطاني، وفاءً لصديق العمر وتوأم الروح.













0 تعليق