مدير مشروع المتحف المصرى الكبير لـ"البوابة": الحلم تحول إلى واقع
فكرة إنشاء المتحف بدأت منذ أكثر من 15 عامًا
مجموعة "توت عنخ آمون" ستبهر الزوار.. واجهنا بعض التحديات فى التمويل والتصميم والتنفيذ
اختيار الموقع قرب الأهرامات لتحقيق تناغم بصرى مميز
المتحف يعد الأكبر فى العالم للمعروضات الفرعونية
التصميم المعمارى يمثل مزيجًا من الحداثة والتراث المصرى القديم
المتحف رسالة للعالم وبوابة لاكتشاف تراث مصر العظيم.. وسيغيّر خريطة السياحة الثقافية فى مصر
الهياكل الخرسانية والأنظمة الذكية جعلت المتحف صامدًا لعقود قادمة.. والزوايا المثلثية مستوحاة من روح الأهرامات
الواجهة الزجاجية ترمز لشفافية التاريخ وتربط الماضى بالحاضر
التصميم الخارجى يعكس الانسجام البصرى مع الأهرامات
جمعنا بين العمارة المصرية القديمة والحداثة فى تصميم واحد متفرد
بعد سنوات من التخطيط والجهد، يفتح المتحف المصري الكبير أبوابه للعالم ليصبح صرحًا يليق بعظمة التاريخ المصري، حيث يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية التي تحكي قصص الفراعنة وحضارتهم الخالدة.
المهندس أيمن هيكل، مدير مشروع المتحف المصري الكبير، يتحدث لـ "البوابة" عن أسرار تصميم المتحف، وتفاصيل التنفيذ، والتحديات التي واجهتها الفرق الهندسية، بالإضافة إلى لمحة عن التجهيزات التي تحاكي التكنولوجيا الحديثة دون المساس بالهوية المصرية.
وفيما يلي نص الحوار:
* كيف وُلدت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير؟ ومتى بدأت أولى الخطوات الفعلية؟
وُلدت الفكرة منذ أوائل الألفينيات، حين برزت حاجةٌ ملحّة إلى مكانٍ يتّسع لمجموعاتنا الأثرية الضخمة ويقدّمها للعالم بصورةٍ متكاملة. في عام 2010، تمّ تشكيل فريقٍ للإشراف على مشروع المتحف المصري الكبير، وبدأنا إعداد المستندات الخاصة بطرح المشروع على المقاولين. ومع نهاية عام 2011، طُرحت المستندات رسميًا، وفي عام 2012 تم اختيار المقاول الفائز وبدأ التنفيذ الفعلي للمشروع.
* ما التحديات التي واجهت المشروع سواء من التمويل أو التصميم أو التنفيذ؟
التحديات كانت متعددة، منها التمويل الكبير المطلوب لمشروع بهذا الحجم، والتحديات التقنية المتعلقة بضخامة المساحات وتنوع المواد الأثرية، بالإضافة إلى صعوبة المزج بين التصميم المعماري الحديث والحفاظ على الطابع الأثري المحيط بالأهرامات.
* كيف تم اختيار موقع المتحف ليكون قرب أهرامات الجيزة؟
الموقع تم اختياره بعناية فائقة لأنه يتيح رؤية الأهرامات من الزوايا الرئيسية للمتحف، ويعكس الترابط بين الحضارة القديمة والحاضر، كما تم الأخذ في الاعتبار المعايير الفنية للسلامة الإنشائية والحماية البيئية.
* هل كان الهدف منذ البداية أن يكون المتحف "أكبر متحف أثري في العالم" أم تطورت الفكرة؟
الفكرة تطورت مع الوقت، الهدف الرئيسي كان إنشاء متحف حديث يعرض التراث المصري بشكل متكامل، ومع تقدم التصميم والتنفيذ أصبح الهدف أيضًا أن يكون الأكبر عالميًا من حيث المساحة والقطع الأثرية المعروضة.
* التصميم المعماري للمتحف تحفة فنية بحد ذاته.. هلل ممكن تحكي عن فلسفة التصميم؟
فلسفة التصميم اعتمدت على الجمع بين الحداثة والهوية المصرية القديمة، بحيث يعكس المتحف حضارة مصر العريقة من خلال أشكال معمارية مستوحاة من الرموز الفرعونية والزوايا الهندسية للأهرامات، مع مراعاة التناسق البصري الكامل مع المحيط.
* ما أبرز التقنيات الهندسية أو المعمارية التي تميز المتحف عن غيره عالميًا؟
أبرزها استخدام الهياكل الخرسانية العملاقة ذات التحمل العالي، وتقنيات العزل الحراري المتقدمة، والنظام المتطور للإضاءة والتهوية، بالإضافة إلى الواجهة الزجاجية الضخمة التي تم تصميمها بطريقة مبتكرة لضمان متانة البنية والتحكم في الإضاءة الطبيعية.
* هل واجهتم صعوبات تقنية أو بيئية أثناء التنفيذ بسبب ضخامة المشروع أو قربه من الأهرامات؟
نعم، واجهنا تحديات كبيرة تتعلق بحماية المواقع الأثرية المجاورة، وضمان عدم التأثير على التربة والمياه الجوفية، إضافة إلى التعامل مع الأحمال الضخمة للبناء وتصميم أنظمة مرنة للتهوية والتكييف دون المساس بالمعايير البيئية.
* كيف تم التنسيق بين الفرق المصرية والأجنبية المشاركة في المشروع؟
التنسيق تم من خلال اجتماعات دورية وفرق عمل مشتركة، حيث كان لكل فريق مسؤوليات محددة، مع وجود إدارة مركزية تتابع تقدم الأعمال الفنية والهندسية لضمان توافق جميع المراحل مع خطة المشروع.
* المتحف يضم مئات الآلاف من القطع الأثرية.. كيف تمت عملية النقل والترميم والتحضير للعرض؟
العملية كانت دقيقة للغاية، بدأت بتوثيق كل قطعة أثرية، ثم تم نقلها بحذر شديد باستخدام عبوات خاصة ومعدات متقدمة، تلاها عمليات ترميم وصيانة دقيقة قبل تجهيزها للعرض وفقًا لأحدث المعايير الدولية.
*التصميم الخارجي للمتحف مهيب جدًا.. ما السر وراء هذا التناسق البصري بين المتحف والأهرامات؟
السر يكمن في استخدام الزوايا المثلثية والنسب الهندسية المستوحاة من الأهرامات، بالإضافة إلى اختيار مواد لونية قريبة من لون الحجر المستخدم في البناء القديم، ليحدث انسجامًا بصريًا بين المبنى والمحيط الأثري.
* الواجهة الزجاجية الضخمة للمتحف من أكثر العناصر لفتًا للنظر.. ما فلسفة استخدامها؟ وهل لها رمزية؟
الواجهة الزجاجية تسمح بمرور الضوء الطبيعي بطريقة متوازنة، وتوفر رؤية مفتوحة للمحيط الأثري. رمزيًا، تمثل شفافية التاريخ والربط بين الماضي والحاضر، مع منح الزائر تجربة بصرية مميزة.
* هل هناك معانٍ هندسية أو رمزية وراء استخدام الأشكال المثلثة أو الزوايا الحادة في التصميم؟
نعم، الأشكال المثلثة مستوحاة من الأهرامات والرموز الفرعونية، والزوايا الحادة تعكس القوة والثبات، كما أنها تساهم في التناسق البصري للمتحف مع المحيط الطبيعي والأثري.
* ما المعايير التي تم الاعتماد عليها لاختيار المواد المستخدمة في البناء لتتحمل الظروف البيئية بالقرب من الصحراء والأهرامات؟
تم اختيار مواد مقاومة للتآكل والحرارة الشديدة، مثل الخرسانة المسلحة الخاصة، والحجر الطبيعي، والزجاج المعالج، لضمان استدامة المبنى لأكثر من قرن دون فقدان الجودة الجمالية أو الوظيفية.
* هل استعان المصممون بعناصر من العمارة المصرية القديمة في تفاصيل التصميم الحديث؟
نعم، تم دمج عناصر مثل الأعمدة المستوحاة من المعابد القديمة، والزخارف الهندسية المستوحاة من النقوش الفرعونية، مع الحفاظ على الطابع العصري للمتحف.
* كيف تم الدمج بين التكنولوجيا الحديثة (كالإضاءة الذكية وأنظمة التحكم البيئي) والطابع الأثري للمكان دون الإخلال بالهوية؟
من خلال تصميم أنظمة مخفية تحت الأرضية والأسقف، وتطبيق تكنولوجيا متطورة للتحكم في الإضاءة ودرجة الحرارة والرطوبة دون أن تكون ظاهرة للزوار، مع الحفاظ على الأصالة البصرية والتاريخية.
* سمعنا عن عرض مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة.. ما هي الكواليس؟
- كانت عملية نقل وتجهيز مجموعة الملك توت دقيقة جدًا، شملت تدابير أمنية صارمة، واستخدام تقنيات حديثة للحفاظ على القطع، مع فريق متخصص من علماء الآثار والمرممين لضمان عرضها بطريقة آمنة وجاذبة للزوار.
* ما أبرز القاعات أو الأقسام التي تعتقد أنها ستبهر الزوار في الافتتاح؟
قاعة توت عنخ آمون بالطبع، وقاعات القطع الملكية والكنوز الذهبية، بالإضافة إلى القاعة الكبرى التي تعرض تاريخ مصر الفرعونية بأسلوب تفاعلي يشمل التكنولوجيا الحديثة.
* كيف يتم ضمان استدامة المتحف وتشغيله بعد الافتتاح من حيث الصيانة والإدارة؟
هناك خطط صيانة دورية، وبرامج تدريب مستمرة للكوادر، بالإضافة إلى أنظمة مراقبة متطورة لضمان سلامة المبنى والقطع الأثرية على مدار السنة.
* هل هناك برامج تدريبية خاصة بالكوادر المصرية العاملة داخل المتحف؟
نعم، تم إعداد برامج تدريبية مكثفة لكل المستويات، تشمل التدريب على الترميم، والإدارة، والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، لضمان كفاءة تشغيلية عالية.
* كيف تتوقعون أن يغيّر المتحف خريطة السياحة في مصر؟
نتوقع أن يصبح المتحف محورًا سياحيًا رئيسيًا، يجذب ملايين الزوار سنويًا، ويزيد من أهمية مصر كوجهة سياحية ثقافية عالمية.
* ما الدور الذي سيؤديه المتحف في تعريف الأجيال الجديدة بالهوية المصرية؟
سيلعب دورًا تعليميًا كبيرًا من خلال المعارض التفاعلية والبرامج التعليمية، ليتيح للشباب فهم تاريخهم وهويتهم بطريقة جذابة وممتعة.
* هل هناك تعاون دولي أو شراكات ثقافية مرتبطة بالمتحف بعد الافتتاح؟
نعم، هناك اتفاقيات تعاون مع متاحف دولية كبرى لتبادل الخبرات والمعارض، وكذلك برامج تدريبية مشتركة مع مؤسسات ثقافية عالمية.
* ما الذي ينتظر الزائر في يوم الافتتاح؟ وهل هناك مفاجآت خاصة في البرنامج؟
الزائر سيشهد عروضًا افتتاحية مميزة تشمل جولات إرشادية، وعروض تفاعلية، وتجربة مباشرة لمجموعة الملك توت عنخ آمون، مع بعض الفعاليات المفاجئة التي تم التخطيط لها لتكون تجربة فريدة.
* كيف تصف شعورك الشخصي بعد سنوات من العمل والجهد مع اقتراب لحظة الافتتاح؟
شعور بالفخر والارتياح الكبير، لأنه بعد سنوات طويلة من العمل الشاق، نرى اليوم ثمرة الجهد الجماعي تجسد في صرح عالمي يرفع اسم مصر عاليًا.
* ما الرسالة التي يوجهها المتحف المصري الكبير للعالم من خلال هذا الافتتاح التاريخي؟
المتحف رسالة للعالم بأن مصر تقدر تاريخها وتحافظ عليه، وأنها قادرة على الجمع بين الحضارة القديمة والحداثة، وأنها تفتح أبوابها لكل من يرغب في اكتشاف تراثها العظيم.








 
                
            
0 تعليق