أكد سفير الصين بالقاهرة أن بلاده تقدر الجهود المصرية المتواصلة لدفع الأطراف المعنية نحو تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشددًا على ضرورة التحرك بأقصى درجات الإلحاح لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وترجمة مبدأ “حكم فلسطين للفلسطينيين” على أرض الواقع، والتمسك الثابت بـ”حل الدولتين” باعتباره الطريق الوحيد نحو سلام دائم.
جاء ذلك خلال الاحتفال الذي نظمته جمعية الصداقة المصرية الصينية، بحضور الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة، والسفير أبو بكر حفني، نائب وزير الخارجية، والسفير علي الحفني، نائب رئيس الجمعية.
وقال السفير إن الصين على استعداد للعمل مع مصر ودول العالم كافة من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مضيفًا أن بكين ستستضيف القمة الصينية العربية الثانية العام المقبل.
وفي كلمته، وجّه السفير الصيني الشكر إلى جمعية الصداقة المصرية الصينية لدعمها مسيرة التنمية في الصين ومساهمتها في تعزيز التعاون والتواصل الودي بين الشعبين، مشيرًا إلى أن الصين، منذ تأسيس جمهوريتها قبل 76 عامًا، تمكنت من التحول من بلد فقير إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة صناعية، وتسير بثبات نحو بناء دولة اشتراكية حديثة وقوية ضمن أهدافها المئوية.
وأوضح أن الخطة الخمسية الخامسة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية تمثل خريطة طريق جديدة لتحقيق “التحديث الصيني النمط”، مشيرًا إلى أن الصين ستظل مرساة استقرار للنمو العالمي رغم التحديات الدولية، وأنها ماضية في توسيع الانفتاح وتعزيز التعاون الدولي المشترك.
وفي سياق حديثه عن التاريخ، أشار السفير إلى أن الصين قدّمت تضحيات جسيمة في الحرب العالمية الثانية لهزيمة الفاشية، وأنها ما زالت متمسكة بطريق التنمية السلمية ودعم السلم والاستقرار العالميين. وكشف أن بلاده أصدرت قانونًا يحدد يوم 25 أكتوبر ليكون “يوم إحياء ذكرى استعادة تايوان”، تأكيدًا على الالتزام بمبدأ الصين الواحدة والدفاع عن وحدة وسيادة أراضيها.
وأعرب السفير عن تقدير بلاده لموقف مصر الثابت من مبدأ الصين الواحدة، مشيدًا ببيان جمعية الصداقة المصرية الصينية الذي دحض محاولات التشكيك في القرار الأممي رقم 2758، مؤكدًا حرص بلاده على العمل مع مصر والدول الصديقة لترسيخ هذا المبدأ في المجتمع الدولي.
وأشار السفير إلى أن الصين تواصل الدعوة إلى إصلاح منظومة الحوكمة العالمية، من خلال المبادرات التي أطلقها الرئيس شي جين بينج، مثل مبادرة “الحزام والطريق” ومبادرات التنمية والأمن والحضارة العالمية، والتي تهدف جميعها إلى تحقيق العدالة والمساواة والتعددية وبناء مجتمع مشترك للمستقبل الإنساني.
وفي ختام كلمته، أكد السفير الصيني أن العلاقات بين مصر والصين تشهد عصرًا جديدًا من الشراكة الإستراتيجية الشاملة، موضحًا أن البلدين سيحتفلان العام المقبل بمرور سبعين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، بالتزامن مع انعقاد القمة الصينية العربية الثانية في بكين.
وأضاف أن الصين تتطلع إلى تعميق الثقة الإستراتيجية المتبادلة وتوسيع مجالات التعاون العملي مع مصر، بما يفتح آفاقًا أرحب أمام الشراكة الثنائية ويعود بمزيد من النفع على الشعبين الصديقين.
0 تعليق