تابوت فرعوني وسبائك ذهبية تزين دعوات افتتاح المتحف المصري الكبير

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حدث استثنائي يجمع بين عبق التاريخ وروعة الحداثة، أحدثت دعوات افتتاح المتحف المصري الكبير في الجيزة موجة من الإعجاب على المستويين المحلي والدولي، بعدما كشفت مصر عن تصاميم فاخرة مستوحاة من روح الحضارة الفرعونية، تجسد الفخر الوطني وتُبرز مكانة هذا الحدث التاريخي الذي يترقبه العالم في الأول من نوفمبر 2025.

7c76e45ed4.jpg

وتحول شكل الدعوة نفسها إلى حديث الأوساط الثقافية والإعلامية، إذ جاءت داخل علبة فنية فاخرة صممت على هيئة تابوت فرعوني صغير أو صندوق ذهبي مُزين بالنقوش القديمة، مبطن بالمخمل الأزرق، ويحتوي على نموذج مصغر لتابوت توت عنخ آمون أو سبائك مذهّبة تحمل رموزاً فرعونية، والتصميم المدهش حمل رسالة رمزية مفادها أن مصر تُقدم دعوتها للعالم بأسلوب يليق بتاريخها وحضارتها.

dc6c73440a.jpg

اهتمام عالمي وإشادة من العلماء والقادة

نالت الدعوات رواجاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سارع علماء آثار وشخصيات دولية لنشر صورها، من بينهم العالم الياباني الشهير ساكوجي يوشيمورا، الذي أعرب عن اعتزازه بتلقي الدعوة قائلاً إنها تمثل “جسراً ثقافياً بين مصر واليابان” وتكريماً لعقود من التعاون في مجال حفظ التراث الأثري.
كما عبر عدد من القادة، من بينهم ملك هولندا ڤيليم ألكسندر ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، عن حماسهم للمشاركة في الافتتاح، مؤكدين أن المتحف الكبير يمثل إضافة نوعية للتراث الإنساني العالمي.

a8aa0eb20d.jpg

رمزية التصميم ولغة الدعوة

وفقاً للباحث الأثري عماد مهدي، فإن تصميم الدعوات لم يكن اختياراً عشوائياً، بل تعمّد المصممون أن تعكس كل تفصيلة منها رمزية مصرية أصيلة، اللون الأزرق يرمز للنيل والصفاء، بينما الذهبي يجسد الخلود الذي آمن به المصري القديم، أما شكل التابوت، فتم اختياره لأنه “ينفتح على التاريخ” كما يصفه مهدي، معبّراً عن فكرة البعث والخلود التي ميزت الحضارة المصرية.

أما الدعوات الموجهة للملوك والرؤساء، فجاءت داخل صناديق مذهبة محفورة بالهيروغليفية، تحتوي على مجسم مصغر للمتحف نفسه، بينما أُرسلت الدعوات الخاصة بالشخصيات العامة والعلماء في نسخ مختلفة تحمل تابوتاً رمزياً من الذهب.

اللافت أيضاً أن نص الدعوة مكتوب باللغة العربية، في تأكيد على الاعتزاز بالهوية واللغة القومية، وهو ما أشار إليه مهدي بقوله: “اختيار العربية لم يكن صدفة، بل رسالة فخر واعتزاز تعكس الانتماء والهوية المصرية التي نفخر بها أمام العالم.”

مضمون الدعوة الرسمية

وجاء نص الدعوة الرسمية متسقاً مع هذا الطابع المهيب، إذ يبدأ بعبارة: “يطيب لي أن أدعو سيادتكم لحضور حفل الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير يوم 1 نوفمبر 2025، والذي يعد صرحاً ثقافياً فريداً من نوعه، فهو أكبر متحف أثري في العالم، يروي تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ويمثل افتتاحه محطة بارزة في تاريخ مصر الحديث.”

وينتهي النص بتوقيع رسمي يعكس الاحترام والتقدير للحضور المنتظر من مختلف دول العالم.

حدث يليق بتاريخ مصر

المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أكبر مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين، لا يمثل مجرد مبنى ضخم يضم آلاف القطع الأثرية، بل هو رسالة حضارية من مصر إلى العالم تؤكد أن الماضي ما زال ينبض بالحياة، ومن المنتظر أن يُعرض داخله الكنز الكامل للملك توت عنخ آمون للمرة الأولى في قاعة واحدة، إلى جانب قطع أثرية نادرة تم ترميمها خصيصاً لهذا الحدث.

وفي ظل الاهتمام العالمي الكبير، تتعامل مصر مع الافتتاح باعتباره لحظة تاريخية جديدة تُعيد تقديم حضارتها بأسلوب معاصر، يجمع بين عظمة الفراعنة وحداثة العصر، ليبقى المتحف المصري الكبير شاهداً على قدرة المصريين الدائمة على صون تاريخهم وصناعة المستقبل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق