بعد أيام قليلة يشهد العالم افتتاح أكبر متحف خُصِّص لحضارة إنسانية واحدة، هي الحضارة الفرعونية، التي شهد التاريخ بأنها أول حضارة أعطت للإنسانية تفوقًا حضاريًا لم نشهد مثله بعد.. وما زالت تُبهِر الباحثين في علم الآثار، بل خُصِّص لدارستها علم مستقل هو علم المصريات (Égyptologie)
ومن عشق الفنان المرهف الحس، العبقري فاروق حسني، لهذه الحضارة المصرية وعشقه لمصر، جاءت له رؤية عظيمة، ألا وهي إقامة متحف كبير للحضارة المصرية بجوار الأهرامات.
وعندما كنت دبلوماسية شابة في بداية مشواري الدبلوماسي، وكنت أعمل في السفارة المصرية في باريس، كان معالي الوزير فاروق حسني في زيارة إلى باريس عام 1998، التقى خلالها وزيرة الثقافة الفرنسية كاترين تروتمان، حيث رافقته في هذه المقابلة. وكان يبحث مع وزيرة الثقافة الفرنسية سُبل تحقيق حلمه بإقامة المتحف الكبير ليصبح واقعًا وحقيقة، وأوضح لها الجهد الذي بذله من أجل الحصول على الأرض المناسبة أمام لأهرامات لإقامة هذا المتحف. وكانت وزيرة الثقافة الفرنسية مبهورة بهذه المبادرة النابعة من فنان ووزير مُقدَّر لفنه، ودوره الثقافي البارز والمرموق لدى كبار الشخصيات في الأوساط الثقافية والفنية في فرنسا.
وهكذا استمر الفنان الوزير فاروق حسني في المضي قُدمًا من أجل تحقيق حلمه، والتواصل مع دول أوروبية أخرى، ثم مع اليابان، حتى تحقق هذا الحلم وأصبح حقيقة يفتخر بها كل مصري، بل يفتخر بها كل إنسان على وجه الأرض.
والآن، نشاهد اهتمام العالم أجمع بهذا الحدث التاريخي الذي تشهده الإنسانية، ألا وهو افتتاح المتحف المصري الكبير.










0 تعليق