في عالم التصميم، حيث تمتزج الفكرة بالفن والدقة بالإلهام، تبرز قصة الدكتورة ابتسام فريد بوصفها نموذجًا للمرأة المصرية التي صنعت مجدها بجهدها وعلمها، واليوم تتوج مسيرتها بتعيينها رئيسة لجائزة القاهرة للتصميم لعام 2025، لتصبح إحدى العلامات المضيئة في مشهد الإبداع العربي، رحلتها لم تكن عادية، فقد بدأت بخطوات ثابتة من كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، حيث نالت درجة الدكتوراه في الهندسة المعمارية، لتؤسس بعد ذلك لمسار مهني يجمع بين العلم والممارسة والإلهام.
تشغل الدكتورة ابتسام حاليًا منصب عميد كلية التصميم والإعلام بجامعات المعرفة الدولية جامعة كوفنتري فرع العاصمة الإدارية، وهو موقع أكاديمي مرموق استطاعت من خلاله أن تربط بين التعليم الأكاديمي وصناعة التصميم في مصر، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الأجيال القادمة من المصممين الشباب.
لكن شغفها بالتصميم لم يتوقف داخل أسوار الجامعة، فقد شاركت في تأسيس ستوديو “إنكود” للتصميم (ENCODE)، وهو مكتب تصميم متكامل يجمع بين العمارة والتصميم الداخلي وتصميم المنتجات، معتمدًا على أحدث تقنيات التصميم الرقمي والتنفيذ المعماري، ما جعله واحدًا من أبرز المكاتب المتخصصة في مصر والمنطقة.
ولأن الإبداع لا يمر مرور الكرام، فقد تُوّجت إنجازاتها بعدة جوائز مرموقة، من بينها جائزة “تميّز” للنساء في العمارة والإنشاء لعام 2018، ضمن فئة النجمات الصاعدات، تقديرًا لإسهاماتها في تطوير العمارة في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا. وبعد عام واحد فقط، وضعتها مجلة «ميدل إيست أركيتيكت» ضمن قائمة الخمسين معمارياً الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط لعام 2019، لتكون المهندسة المصرية الوحيدة التي نالت هذا التكريم في ذلك العام.
وفي العام ذاته، نالت جائزة الدولة للتفوق، لتضيف إنجازًا وطنيًا جديدًا إلى سجلها، قبل أن تحصل لاحقًا على جائزة مصر لريادة الأعمال (EEA) في عام 2021، تقديرًا لريادتها في دمج الابتكار الأكاديمي بالتطبيق العملي.
ولم يتوقف التكريم عند حدود الإقليم، إذ اختيرت أيضًا ضمن قوائم عالمية مرموقة مثل «100 امرأة لا يمكن إيقافهن» (Unstoppable Women)، وكذلك قائمة Ascent Top 100 Career Women في أفريقيا لعام 2025، لتثبت أن المرأة المصرية قادرة على الوصول إلى القمة مهما كانت التحديات.
ورغم كل هذه النجاحات، ما زالت الدكتورة ابتسام فريد تنظر إلى التصميم كرحلة اكتشاف لا تنتهي. فهي باحثة مهتمة بدراسة أدوات وأساليب التصميم التقليدية والرقمية، وتعمل على إيجاد جسور حقيقية بين التعليم الأكاديمي والممارسة المهنية، من خلال أبحاثها حول التصميم الرقمي وتقنيات التصنيع الحديثة.
رحلة ابتسام فريد هي حكاية امرأة آمنت أن التصميم ليس مجرد مهنة، بل وسيلة لتغيير الواقع وبناء المستقبل. واليوم، وهي تتسلم رئاسة جائزة القاهرة للتصميم 2025، تُجسد بحق صورة المرأة التي لا تعرف المستحيل… سيدة من ذهب، صنعت مجدها بجهدها، وخلّدت اسمها بين رموز الإبداع في العالم العربي.








0 تعليق