أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن إسرائيل استفادت بشكل مباشر من موجات الاضطراب التي شهدتها المنطقة العربية خلال السنوات الماضية، مستغلةً ما عرف بـ"ثورات الربيع العربي" وما حملته من شعارات لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية على حساب القضايا العربية.
وقال أبو الغيط، في مقابلة مع قناة "صدى البلد"، إن ما جرى في المنطقة منذ عام 2011 كان له تأثير بالغ في خدمة إسرائيل، موضحًا أن تلك الاضطرابات أدت إلى إسقاط دول عربية رئيسية مثل سوريا والعراق وليبيا، وكانت تستهدف إضعاف مصر، إلا أن المحاولة فشلت بفضل صلابة الدولة المصرية ومؤسساتها.
وأضاف الأمين العام أن المشهد الاقتصادي والاجتماعي في العالم العربي اليوم يختلف كثيرًا عما كان عليه في العقود السابقة، مشيرًا إلى أن المنطقة ما زالت تدفع ثمن الاضطرابات السياسية التي عصفت بها خلال العقد الأخير.
وتطرق أبو الغيط إلى التاريخ السياسي المصري، مؤكدًا أن القرن العشرين شهد بروز قادة عظام تركوا بصمات واضحة في مسيرة الوطن، مثل سعد زغلول ومحمد فريد وجمال عبد الناصر، مشيرًا إلى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات يُعد أيضًا من أبرز قادة القرن العشرين لما حققه من إنجازات على صعيدي الحرب والسلام.
وأوضح أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر كان يُكنّ احترامًا كبيرًا للسادات، وقد تناول سيرته في كتابه الأخير "القيادة" الذي صدر قبل وفاته بعامين، مؤكدًا أن تأثير السادات تجاوز المجال السياسي ليصل إلى أبعاد إنسانية عميقة.
وأضاف أبو الغيط أن كيسنجر رأى في السادات قائدًا فريدًا حقق لمصر كامل أهدافها في حرب أكتوبر 1973، مشيرًا إلى أن السادات كان يتابع تفاصيل الخطة العسكرية بدقة بالغة ويسأل القادة الميدانيين باستمرار عن تحركاتهم وأداء قواتهم.
واختتم الأمين العام تصريحاته بالتأكيد على أن تجربة السادات تمثل نموذجًا في الشجاعة والرؤية الاستراتيجية، وأن مصر استطاعت الحفاظ على مكانتها ودورها المحوري في المنطقة رغم كل التحديات التي واجهتها خلال السنوات الماضية.








0 تعليق