رحّب الدكتور القس رفعت فتحي، الأمين العام لـ سنودس النيل الإنجيلي، بالمشاركين في المؤتمر السادس للجنة الإيمان والنظام التابعة لمجلس الكنائس العالمي، والذي يُعقد في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، بمشاركة وفود كنسية من مختلف أنحاء العالم.
وفي كلمته الترحيبية، أعرب القس رفعت فتحي عن سعادته بانعقاد هذا الحدث المسكوني التاريخي على أرض مصر العريقة، قائلًا:"نرحب بكم جميعًا على أرض الحضارة والإيمان، الأرض التي باركها الله منذ القدم واحتضنت العائلة المقدسة، فصارت ملاذًا للسلام ورمزًا للأمان".
تحية للدولة المصرية وللقداسة البابا تواضروس
وجّه “فتحي” الشكر والتقدير إلى الدولة المصرية وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على جهوده في دعم المواطنة وترسيخ ثقافة العيش المشترك والحوار بين الأديان.
كما أعرب عن امتنانه لـ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والبابا تواضروس الثاني لاستضافته هذا المؤتمر التاريخي الذي يوافق مرور سبعة عشر قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول عام 325 ميلادية، مؤكدًا أن انعقاد المؤتمر في مصر يحمل رمزية روحية وتاريخية عميقة.
شكر لمجلس الكنائس العالمي ولجنة الإيمان والنظام
وأشاد الأمين العام لسنودس النيل الإنجيلي بجهود مجلس الكنائس العالمي وأمينه العام القس الدكتور جيري بيلي، ولجنة الإيمان والنظام في تنظيم هذا اللقاء الدولي الذي يجمع الكنائس من مختلف القارات "لنحتفل بوحدة الإيمان ونتذكّر رسالتنا المشتركة في عالم اليوم".
استعادة روح نيقية: دعوة إلى الوحدة في التنوع
وأكد القس رفعت فتحي أن انعقاد المؤتمر في هذه اللحظة التاريخية يُعيد إلى الأذهان روح مجمع نيقية، الذي اجتمع فيه الآباء الأوائل في محبة ليعلنوا إيمانهم الواحد بالمسيح، مشددًا على أن "وحدة الكنيسة ليست مجرد نقاش لاهوتي، بل هي شهادة حيّة للمسيح أمام العالم".
وأضاف بان صوت نيقية ما زال يدعونا لأن نحيا الإيمان المشترك، ونصون الشهادة الواحدة، ونعلن أن المسيح هو رب واحد وإله واحد ومخلّص واحد".
الكنيسة الإنجيلية: الوحدة تُبنى بالمحبة لا تُفرض بالقوة
وفي كلمته، عبّر القس رفعت فتحي عن فخر الكنيسة الإنجيلية في مصر بالمشاركة في هذا الحدث العالمي، مؤكدًا أن الكنيسة تؤمن بالحوار والخدمة، وتعتبر أن "الوحدة لا تُفرض بل تُبنى بالمحبة والثقة، والإيمان لا يكتمل إلا إذا صار عملًا وعدلًا وسلامًا".
وشدّد على أن الوحدة المسيحية لا تعني إلغاء الاختلاف، بل تقديس التنوع بالمحبة والاحترام المتبادل، مضيفًا أن: "الوحدة ليست تماثلًا، بل تناغم بين أعضاء الجسد الواحد، حيث يعمل كل عضو ليخدم الآخر ويُظهر وجه المسيح في العالم".
مصر.. جسر بين الشرق والغرب
وختم القس رفعت فتحي كلمته بالدعاء أن تكون أيام المؤتمر المباركة فرصة لتجديد الالتزام بوحدة الكنيسة وتعميق الشركة بين الطوائف المسيحية المختلفة، مشيرًا إلى أن مصر – أرض الكنانة – كانت وستظل جسرًا بين الشرق والغرب، وبلد الإيمان والسلام.
وقال في ختام كلمته: "فلنتّحد في الإيمان، ونتقدّم في المحبة، ونحيا المسكونية شهادة حيّة للوطن عن المسيح الواحد، الذي له المجد إلى الأبد. آمين."







0 تعليق