في لحظة تاريخية لمصر، تتقدم البلاد بخطوات واثقة نحو عصر جديد من توليد الطاقة المستدامة، مع تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية.
هذا المشروع لا يقتصر على كونه محطة كهرباء، بل هو إنجاز استراتيجي ووطني يعكس إرادة مصر في دخول قطاع الطاقة النووية بثقة وكفاءة، ويعزز مكانتها الإقليمية والعالمية في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
وصول وعاء ضغط المفاعل الأول للوحدة النووية الأولى ليس مجرد تسليم معدات، بل هو رمز لتعاون مصري-روسي متين، وجهود مستمرة منذ سنوات لتدريب الكوادر، وضمان معايير أمان عالمية، هذه المرحلة تضع مصر على الطريق نحو إنتاج طاقة نظيفة، وتأمين احتياجاتها المستقبلية، وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي، مع خلق فرص عمل واسعة وتأهيل الكوادر الوطنية لإدارة وتشغيل المفاعلات بأعلى كفاءة.
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: هذا المشروع شاهد حي على إرادة الدولة المصرية، وعلى التعاون المصري-الروسي، واستثمارنا في مستقبل طاقة نظيفة وآمنة، نحن نعمل على تأمين مستقبل الطاقة لأجيالنا القادمة، وتعزيز مكانة مصر على خريطة الطاقة النووية العالمية.
الرؤية الوطنية لمحطة الضبعة
أكد الرئيس السيسي أن محطة الضبعة النووية تعد ركيزة أساسية للأمن القومي المصري في مجال الطاقة، وأنها خطوة استراتيجية تعكس قدرة مصر على إدارة التكنولوجيا النووية المتقدمة، ونقل الخبرة العلمية إلى كوادرها الوطنية.
وأضاف أن المشروع يعكس التزام الدولة بالتحول إلى الطاقة النظيفة، ويخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، ويعزز الصناعات الوطنية المرتبطة بالطاقة والتقنيات الحديثة.
وأشار الرئيس إلى أن المشروع يمثل إنجازًا وطنيًا استراتيجيًا، سيؤدي إلى تقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي، وتطوير البحث العلمي، ورفع قدرات مصر التنافسية في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي والدولي.
قيادة المرحلة الحاسمة
لعب الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، دورًا محوريًا وأساسيًا في تسريع وتيرة تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية، وضمان الالتزام الصارم بالجداول الزمنية والمعايير الفنية الدولية، مؤكدًا أن محطة الضبعة ليست مجرد مشروع كهرباء تقليدي، بل هي رسالة وطنية تعكس قدرة مصر على إدارة التكنولوجيا النووية الحديثة بكفاءة عالية، كل مرحلة من مراحل المشروع تُنفذ تحت إشراف مصري مباشر، بما يضمن اكتساب خبرة عملية متقدمة للكوادر الوطنية، وتطوير مهاراتهم لضمان الاستدامة في تشغيل وصيانة المفاعلات النووية وفق أعلى المعايير العالمية.
وأضاف الدكتور محمود عصمت أن نجاح تركيب وعاء ضغط المفاعل في نوفمبر يمثل المرحلة الحاسمة قبل التشغيل التجريبي للمحطة، وهو نقطة تحول استراتيجية في مسار المشروع الوطني الضخم للطاقة النووية، هذا الإنجاز يؤكد أن مصر قادرة على إدارة مشاريع الطاقة النووية المعقدة بكفاءة واحترافية عالية، وأن فريق العمل المصري جاهز تمامًا لإدارة المحطة وتشغيلها بكامل طاقتها الإنتاجية، مع الالتزام الكامل بأعلى معايير الأمان والجودة الدولية المعتمدة في تشغيل المفاعلات النووية الحديثة.
وتابع الدكتور محمود عصمت قائلًا: المرحلة المقبلة ستشهد تنفيذ عمليات التركيب المعقدة لمكونات المفاعل، وهي خطوة حاسمة تعكس قدرة مصر على إدارة التكنولوجيا النووية المتقدمة بشكل مستقل، هذا المشروع يمثل جزءًا أساسيًا من استراتيجية الدولة لتأمين الطاقة النظيفة، وتحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة النووية السلمية، كل مرحلة من التنفيذ تخضع لمتابعة دقيقة ومستمرة لضمان الالتزام بالمعايير الدولية، مع التركيز على تدريب الكوادر الوطنية بشكل عملي مستمر، لضمان جاهزيتها الكاملة لإدارة وتشغيل المحطة بكفاءة وأمان عالميين على مدار سنوات التشغيل القادمة.
إشراف علمي كامل
أكد الدكتور شريف حلمي، رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، أن وصول وعاء ضغط المفاعل يمثل إنجازًا فنيًا غير مسبوق في تاريخ مصر، فهو قلب المفاعل الذي تتم فيه التفاعلات النووية بأمان ودقة فائقة، مع ضمان الالتزام بأعلى معايير الجودة العالمية، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز ليس مجرد نقل معدات، بل هو تجسيد لسنوات من العمل الدؤوب والتعاون الفني بين الفرق المصرية والروسية. وأوضح حلمي أن هذا الحدث يمثل مرحلة فارقة في مسار مشروع الضبعة، ويضع مصر على خريطة الدول الرائدة في مجال الطاقة النووية السلمية على مستوى العالم.
وأضاف الدكتور شريف حلمي أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيب وعاء الضغط داخل الوحدة النووية الأولى، وهي أهم خطوة نحو التشغيل التجريبي الكامل للمحطة، مؤكدًا أن التعاون المكثف مع الجانب الروسي ساهم بشكل كبير في اكتساب خبرة عملية عالية للكوادر المصرية، وهو ما يعكس قدرة مصر على إدارة وتشغيل مفاعلات نووية متقدمة بأعلى مستوى من الكفاءة والأمان، ويجعلها شريكًا فاعلًا في صناعة الطاقة النووية على المستوى الدولي.
وأشار حلمي إلى أن الهيئة تحرص على متابعة كل التفاصيل الفنية للمشروع بشكل دقيق ومكثف لضمان الالتزام التام بالمعايير الدولية للأمان والجودة، مؤكدًا أن تدريب المهندسين والفنيين المصريين يتم بشكل عملي مستمر، لتأهيلهم على تشغيل وصيانة المفاعلات النووية بكفاءة وأمان كاملين، بحيث يكونوا جاهزين لإدارة المحطة خلال مراحل التشغيل التجريبي والتشغيل التجاري، بما يعكس استراتيجية مصر في بناء قدرات وطنية متخصصة ومستدامة في قطاع الطاقة النووية.
روساتوم: شريك استراتيجي في بناء القدرات النووية لمصر
أكد أليكسي كونونينكو، نائب رئيس شركة «أتوم ستروي إكسبورت» ومدير مشروع المحطة النووية بالضبعة من الجانب الروسي، أن: وصول وعاء ضغط المفاعل يمثل مرحلة حاسمة في مسار تنفيذ المشروع النووي بالضبعة، ويعكس التعاون الوثيق بين الفرق المصرية والروسية. نحن ملتزمون بدعم الجانب المصري في كل مراحل التنفيذ، من التركيب وحتى التشغيل والصيانة، مع نقل الخبرة العملية للكوادر المصرية.
وأضاف: مشروع الضبعة هو نموذج للتعاون الدولي في مجال الطاقة النووية السلمية، ويضع مصر على خريطة الدول الرائدة في استخدام تقنيات المفاعلات الحديثة، مع ضمان أعلى معايير الأمان والجودة.
وأكد كونونينكو أن روساتوم ستواصل تقديم الدعم الفني والتدريب المستمر للكوادر المصرية خلال السنوات القادمة، لضمان جاهزيتها الكاملة لإدارة وتشغيل المحطة بكفاءة وأمان عالميين.
الخبرة السابقة والدعم المستمر
الدكتور محمد شاكر: قائد التحول الاستراتيجي في قطاع الطاقة
الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة السابق، كان له دور محوري في إرساء الأسس القانونية والإدارية لمشروع محطة الضبعة النووية، وتوطين التكنولوجيا النووية في مصر. من أبرز إنجازاته: توقيع اتفاقية التعاون مع روسيا: في 19 نوفمبر 2015، تم توقيع الاتفاقية بين مصر وروسيا لإنشاء محطة الضبعة النووية، بحضور الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين، مما وضع المشروع على المسار الصحيح.
تأمين التمويل وتوقيع العقود: في 11 ديسمبر 2017، تم توقيع العقود التنفيذية مع شركة "أتوم ستروي إكسبورت" الروسية، مما مهد الطريق لبدء الأعمال الإنشائية.
توطين التكنولوجيا وتدريب الكوادر: تم تنفيذ برامج تدريبية متقدمة للكوادر المصرية في روسيا، مما ساهم في نقل الخبرات وتعزيز القدرات المحلية في مجال الطاقة النووية.
إطلاق مرحلة الإنشاءات الكبرى: في يوليو 2022، تم صب الخرسانة الأولى للوحدة الأولى، مما يمثل بداية مرحلة الإنشاءات الكبرى للمشروع.
استقبال المعدات الثقيلة: في أكتوبر 2025، تم استقبال وعاء ضغط المفاعل الأول في ميناء الضبعة التخصصي، مما يعكس التقدم الكبير في تنفيذ المشروع.
الدكتور أمجد الوكيل: مهندس البنية التحتية واللوجستيات
الدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، لعب دورًا بارزًا في التخطيط الفني والبنية التحتية لمشروع الضبعة. من أبرز إنجازاته:
تخطيط وتنفيذ ميناء الضبعة البحري: أشرف على بناء ميناء بحري متخصص لاستقبال المعدات الثقيلة والوقود النووي. تم استقبال أول معدة طويلة الأجل في 20 مارس 2022، مما يعد إنجازًا لوجستيًا كبيرًا.
إدارة وتشغيل الميناء البحري: في 8 مارس 2023، تم توقيع عقد مع هيئة ميناء الإسكندرية لإدارة وتشغيل رصيف الضبعة البحري، مما يضمن استدامة العمليات اللوجستية.
متابعة سير العمل وفق الجدول الزمني: أكد في تصريحات صحفية أن المشروع يسير وفقًا للجدول الزمني المحدد، مع الالتزام بأعلى معايير الأمان والجودة.
تسريع تنفيذ الأعمال الإنشائية: أعلن عن بدء بناء المفاعل الثالث في سبتمبر 2023، متقدمًا عن الجدول الزمني بستة أسابيع، مما يعكس كفاءة التنفيذ.
نوفمبر 2025.. تركيب قلب المفاعل
في منتصف نوفمبر 2025، ستشهد مصر حدثًا تاريخيًا يتمثل في تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى. هذه الخطوة تمثل المرحلة النهائية قبل التشغيل التجريبي، وهي بمثابة قلب المحطة الذي سيمكّنها من توليد الطاقة النظيفة بأمان وكفاءة عالية.
أوضح الدكتور محمود عصمت: "تركيب وعاء الضغط يمثل المرحلة الحاسمة قبل التشغيل التجريبي، وهو بداية عملية لتأمين الطاقة النظيفة لمصر."
وقال الدكتور شريف حلمي: "تعكس هذه الخطوة التزامنا بمعايير الأمان والجودة العالمية، وتمثل البداية الفعلية لتجربة التشغيل العملي للوحدة الأولى، لتأمين الطاقة النظيفة لعقود مقبلة."
أثر المشروع على الاقتصاد المصري
ستولد الضبعة 4800 ميجاوات طاقة نظيفة، وتخلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وتقلل الاعتماد على الغاز الطبيعي، وتعزز الصناعات الوطنية المرتبطة بالطاقة، وتفتح آفاقًا للاستثمار في البحث العلمي والتقنيات الحديثة.
آراء الخبراء الموسعة
قال الدكتور محمود عبد الغفار، خبير الطاقة النووية: "مشروع الضبعة أحد أهم المشروعات التنموية في المنطقة، ويعكس بناء القدرات الفنية والهندسية المصرية. الدولة أولت أولوية قصوى لمعايير الأمان الإشعاعي والتدريب الفني." وأضاف: "التزام الجانب المصري بمتابعة مراحل التصنيع والتركيب يعكس رغبة حقيقية في تحقيق اكتفاء ذاتي في الطاقة النووية، وتأهيل كوادر وطنية قادرة على إدارة المفاعلات بأمان كامل."
قال الدكتور ياسر بسيوني، أستاذ هندسة المفاعلات النووية: "اختيار مصر لمفاعلات الجيل الثالث+ الأكثر أمانًا وكفاءة عالميًا يضعها في مصاف الدول الرائدة في الطاقة النووية السلمية." وأضاف: "التعاون مع الخبراء الروس وضمان المتابعة الدقيقة للمعايير الدولية يجعل المشروع نموذجًا فريدًا لتوطين التكنولوجيا النووية."
قال الدكتور محمد شوقي، خبير الطاقة المستدامة: "الضبعة ستكون منصة لتدريب الكوادر العربية والأفريقية، لتصبح مصر مركزًا إقليميًا للطاقة النووية السلمية." وأضاف: "المشروع يمتد تأثيره إلى تطوير الصناعات المحلية، البحث العلمي، والتقنيات الحديثة، ويخلق تأثيرات اقتصادية مستدامة على المدى الطويل."
قال الدكتور هاني رشاد، مستشار طاقة نووية: "محطة الضبعة تحول استراتيجي في منظومة الطاقة المصرية، ليس فقط من ناحية الإنتاجية، بل أيضًا من حيث التأثير على الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي." وأضاف: "التدريب المستمر وخطط الصيانة المستقبلية تجعل مصر جاهزة لإدارة المشروع بكفاءة وأمان، مما يعزز مكانتها في المنطقة."
إنجاز وطني ورؤية مستقبلية
بهذا الإنجاز، تثبت مصر أن الإرادة الوطنية والخبرة العلمية والتخطيط الدقيق قادرون على تحويل الحلم النووي إلى واقع ملموس. محطة الضبعة رمز للعزة الوطنية والتقدم التكنولوجي، وشاهد حي على رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي في قيادة مصر نحو مستقبل مشرق في مجال الطاقة، وعهد جديد من التنمية المستدامة والأمان الطاقي.
الجدول الزمني لمراحل مشروع محطة الضبعة النووية: من التوقيع وحتى تركيب قلب المفاعل
19 نوفمبر 2015 …توقيع اتفاقية إنشاء محطة الضبعة النووية بين مصر وروسيا بحضور الرئيس السيسي والرئيس الروسي بوتين.
11 ديسمبر 2017… بدء تنفيذ العقود الرسمية مع شركة أتوم ستروي إكسبورت، شاملة البناء، التوريد، التدريب، والدعم الفني.
2018 – 2020… إنشاء الموقع الأساسي للمحطة، بناء المرافق، الميناء التخصصي، وتأهيل البنية التحتية لتسهيل نقل المعدات الثقيلة.
2019 – 2021… تدريب الكوادر المصرية على التشغيل والصيانة بالتعاون مع الخبراء الروس، لضمان اكتساب خبرة عملية متقدمة.
نوفمبر 2020… البدء في بناء المباني الرئيسية للوحدات الأربع وفقًا للمعايير الدولية للمفاعلات النووية.
يوليو 2022… صب الخرسانة الأولى للوحدة النووية الأولى، تمهيدًا لتركيب المكونات الثقيلة والمفاعلات النووية.
أول أكتوبر 2025… شحن وعاء ضغط المفاعل الأول من مصنع “إيجورا” في روسيا، ووصوله إلى ميناء الضبعة التخصصي بعد رحلة بحرية استمرت نحو 20 يومًا.
21 أكتوبر 2025 …تفتيش وعاء ضغط المفاعل الأول بمشاركة خبراء هيئة المحطات النووية لضمان جودة التصنيع والمعايير الفنية.
نوفمبر 2025… تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى، المرحلة الحاسمة قبل التشغيل التجريبي، بقيادة الفرق المصرية والروسية.
وتُعد محطة الضبعة النووية من أكبر المشروعات الوطنية على الإطلاق، حيث تقع في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح، وتضم أربعة مفاعلات نووية من طراز VVER-1200 بقدرة إنتاجية إجمالية تصل إلى 4800 ميجاوات، وبتكلفة نحو 30 مليار دولار، وقد تم تدريب أكثر من 2500 مهندس وفني مصري لضمان تشغيل وصيانة المحطة وفق أعلى معايير الأمان والجودة العالمية.











0 تعليق