أفادت صحيفة معاريف العبرية بأن حالة من التوتر الشديد سادت اجتماع الكابينت الإسرائيلي عقب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القيادي الفتحاوي المعتقل في السجون الإسرائيلية مروان البرغوثي، والتي أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية.
ووفقًا لما نشرته الصحيفة، فقد تصاعدت حدة النقاش خلال الجلسة عندما قرأ أحد الوزراء منشورًا لوزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير على منصة «إكس»، وصف فيه البرغوثي بأنه "قاتل نازي حقير"، مؤكدًا أن إسرائيل دولة ذات سيادة مستقلة وأنه "لن يتم الإفراج عنه ولن يقود غزة". وعندما سأل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بن غفير عما إذا كان المنشور يعود له، رد الأخير قائلًا: "يمكنني أن أرسل إليك منشوراتي مباشرة".
وردّ وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر على بن غفير قائلًا إن ترامب ربما لا يعرف من هو البرغوثي أصلًا، وأنه "مجرد اسم طُرح عليه خلال المقابلة". لكن بن غفير أصر على موقفه، قائلًا: "من المهم أن يعرف الأمريكيون من هو البرغوثي، وأن لدينا خطوطًا حمراء واضحة: تفكيك حماس وعدم الإفراج عن البرغوثي".
وتفاقم التوتر داخل الاجتماع عند مناقشة إجراءات التعامل مع سكان غزة الذين يقتربون من ما يسمى بـ«الخط الأصفر». فقد أوضح نائب رئيس الأركان اللواء تامير يادعي أنه يجب التمييز بين البالغين والأطفال، قائلًا: "إذا اقترب البالغون نطلق النار، أما الأطفال فيُعتقلون". إلا أن بن غفير اعترض بشدة، مطالبًا بتشديد السياسة إلى أقصى حد قائلًا: "يجب إطلاق النار على الأطفال أيضًا، كفى رحمة كما كان الحال قبل 6 أكتوبر".
من جانبه، دعا الوزير آفي ديختر إلى الحذر والتمييز بين المدنيين والإرهابيين، مؤكدًا أن إطلاق النار العشوائي ليس حلًا. لكن بن غفير عاد وأكد أن "كل من يقترب من السياج يجب أن يعلم أنه يعرض نفسه للخطر".
تأتي هذه الخلافات بعد مقابلة لترامب مع صحيفة التايم البريطانية، تحدث فيها عن غياب قيادة فلسطينية واضحة، وقال إن البرغوثي ذُكر له قبل دقائق فقط من المقابلة، مضيفًا أنه "سيتخذ قرارًا بشأنه لاحقًا"، وهو ما أثار موجة من الانتقادات الإسرائيلية الغاضبة تجاه أي احتمال لتخفيف الموقف الأمريكي من البرغوثي.
0 تعليق