عقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة بمقره في نيويورك اليوم الخميس، لمناقشة تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، مع التركيز على سبل تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين داخل القطاع، في ظل استمرار الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
ووفقًا لما نشره الموقع الرسمي للأمم المتحدة، استعرض أعضاء المجلس خلال الجلسة تقارير المبعوثين الأمميين إلى الشرق الأوسط بشأن الوضع الإنساني والأمني في غزة، حيث أكدوا أن وقف إطلاق النار لا يزال هشًا ويتطلب ضمانات دولية قوية وآلية مراقبة فعالة تضمن التزام جميع الأطراف به.
وشدد المبعوث الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، خلال إحاطته أمام المجلس، على أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مستويات كارثية، مع تزايد أعداد النازحين ونقص الإمدادات الأساسية من الغذاء والدواء والوقود، داعيًا المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده لضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستمر.
وقال وينسلاند: "إن تثبيت وقف إطلاق النار هو الخطوة الأولى نحو منع المزيد من المعاناة، لكن الحل الدائم يتطلب معالجة الأسباب الجذرية للصراع، واستئناف المسار السياسي القائم على حل الدولتين".
من جانبها، أكدت وكيلة الأمين العام للشئون الإنسانية مارتن غريفيث أن الأمم المتحدة تواجه صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات إلى شمال غزة بسبب تضرر الطرق والمعابر الحدودية، مشيرة إلى أن فرق الإغاثة تعمل في ظروف "غاية في الخطورة" جراء القصف المتقطع ونقص الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات ومرافق المياه.
ودعت غريفيث إلى "تحييد البنية التحتية المدنية من الأعمال العسكرية"، مؤكدة أن استمرار القيود على المساعدات "سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية وتهديد حياة مئات الآلاف من الأطفال والنساء".
كما شددت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد على ضرورة الحفاظ على الهدوء في غزة، مشيرة إلى أن واشنطن "تدعم بقوة جهود تثبيت وقف إطلاق النار وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية"، مؤكدة في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة "تعارض أي خطوات أحادية الجانب قد تعرقل جهود التهدئة أو تزيد من التوتر الإقليمي".
في المقابل، حمّل المندوب الفلسطيني رياض منصور إسرائيل مسؤولية استمرار المعاناة في القطاع، مطالبًا مجلس الأمن بـ"اتخاذ موقف حازم لفرض التزامات واضحة على الاحتلال، وضمان حماية المدنيين طبقًا للقانون الدولي الإنساني".
وأكد أن الشعب الفلسطيني "يحتاج إلى سلام عادل وليس هدنة مؤقتة"، مشيرًا إلى أن استمرار الحصار والدمار سيقوض أي فرصة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وفي ختام الجلسة، شدد رئيس مجلس الأمن على أن المجتمع الدولي يقف أمام اختبار حقيقي في قدرته على إنهاء الصراع في غزة، مشيرًا إلى أن المجلس سيواصل مشاوراته خلال الأيام المقبلة لصياغة مشروع قرار جديد يهدف إلى ضمان تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل دائم وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق.













0 تعليق