في لحظة مفعمة بالتاريخ والعاطفة، شهدت احتفالية مئوية مؤسسة "روزاليوسف" خطابًا افتراضيًا أُلقي بصوت وصورة السيدة فاطمة اليوسف – مؤسسة المجلة – باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، لتخاطب الحضور بكلماتٍ تجاوزت حدود الزمن، وأحيت روح الصحافة التي أسستها منذ قرن.
"آمنت أن الكلمة لا تموت".. فاطمة اليوسف تتحدث من قلب الزمن
قالت فاطمة اليوسف في كلمتها الافتراضية:
"لم أتخيل يومًا أن تصل هذه المجلة إلى مئويتها، لكنني آمنت منذ اللحظة الأولى أن الكلمة القوية لا تموت، وأن المنابر التي تُبنى على الإيمان بالإنسان والوطن تبقى حية مهما تغيرت الظروف."
وأضافت: "مئوية روزاليوسف ليست احتفالاً بماضٍ مضى، بل عهداً لمستقبل جديد."
رسالة إلى الأجيال: "كونوا كما كنا.. جريئين ومنحازين للحق"
اختتمت فاطمة اليوسف كلمتها برسالة مؤثرة قالت فيها:
"لا تسمحوا للجحود أن يُطفئ روح المجلة، ولا تجعلوا التاريخ قيداً بل منطلقًا. كونوا كما كنا دائماً... مختلفين، جريئين، منحازين للإنسان، للوطن، وللحق. شكراً أبنائي الأعزاء."
مئوية روزاليوسف: احتفاء بتاريخٍ تجاوز الصحافة إلى الوجدان
تُعد احتفالية مئوية "روزاليوسف" لحظة فارقة في مسيرة مؤسسة ارتبط اسمها بتاريخ مصر الثقافي والسياسي والفني، فقد كانت وما زالت منبرًا فكريًا حرًا، شكّل وجدان أجيال من الكتّاب والمبدعين، واحتضن لحظات التحول الكبرى في وعي الأمة.
منبر للتنوير والجرأة في قول الحقيقة
منذ تأسيسها في أكتوبر 1925، تجاوزت روزاليوسف كونها مجرد مطبوعة، لتتحول إلى رمز لحرية الكلمة، وجسراً بين الفكر والجمهور، مدافعة بشجاعة عن قضايا الوطن والإنسان، دون أن تفقد بوصلتها المهنية أو انحيازها للحق.
سلسلة إصدارات خاصة توثق قرنًا من الحضور والتأثير
تأتي الاحتفالية متزامنة مع إطلاق سلسلة من الأعداد التذكارية النادرة، تسرد تاريخ المؤسسة ومسيرتها، وتُبرز مساهمات كبار المفكرين والكتّاب الذين أثروا الحياة الصحفية، مثل فاطمة اليوسف، إحسان عبدالقدوس، يوسف إدريس، توفيق الحكيم، وغيرهم من رموز التنوير في العالم العربي.
روزاليوسف بين المعركة والرسالة: من مقاومة الاستعمار إلى حرب أكتوبر
تسلط الإصدارات الضوء على أبرز محطات المجلة في مواجهة الاستعمار، فضح الديكتاتوريات، ودعم القضايا الوطنية الكبرى، بدءًا من ثورة 1952، مرورًا بحرب أكتوبر، وانتهاءً بتوثيق التغيرات الاجتماعية والثقافية في مصر والعالم العربي.
توثيق استثنائي بلغة الصورة والكاريكاتير والمغامرة
تحتوي الملفات الخاصة على مواد توثيقية نادرة، تُعيد قراءة مئة عام من الأحداث والتحولات من خلال المقال والكاريكاتير والصورة، كما تكشف عن مغامرات صحفية وتحقيقات ميدانية، أرّخت لدور روزاليوسف كمنصة مستقلة، وشجاعة، وراسخة في المشهد الإعلامي العربي.
0 تعليق