لم يكن الفنان الكوميدي الراحل جورج سيدهم يتوقع أن "الأفيه" الذي أطلقه قبل أكثر من 40 عامًا في مسرحية المتزوجون حين كان يسأل الكوميديان الراحل نجاح الموجي عن معنى "سياسة الوفاق"، حيث أجاب "مزيكا" أو الموجي بأنها تشير إلى المثل الشعبي الشهير "با بخت من وفق راسين في الحلال".. فما كان من "حنفي" أو جورج سيدهم إلا ورد عليه "دي سياسة أمك".
المدهش أن هذا المقطع الكوميدي تحول إلى أسلوب حياة سياسي في البيت الأبيض الأمريكي الذي يقال عنه أنه يدير العالم.. فقبل أيام ردت المتحدثة باسم البيت الأبيض على سؤال للصحفي "إس في ديت" مراسل البيت الأبيض في صحيفة هافينغتون بوست، المعروف بأسئلته الحادة للرئيس وأعضاء فريقه، لكن لا يستطيع أحد منعه ما لم يخالف القانون.
وقد وجه "ديت" سؤالًا لكارولين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض، وسألها عمن اختار بودابست لتكون مكان اللقاء المرتقب بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، علما بأن بودابست هي مقر توقيع اتفاق 1994 الذي تعهدت فيه روسيا بعدم شن حرب على أوكرانيا.
فما كان من "الفاتنة كارولين" إلا أن عاجلته بالقول "أمك من اختارت المكان"، فرد عليها ساخرا "هل تمزحين؟"، فقالت له إنه يسيء لمهنة الصحافة، وإنه يساري مناهض لترامب ومزعج، وفق ما نشرته صور من المحادثة على منصات التواصل الاجتماعي.
لم ييأس الصحفي، فكتب لمدير الاتصالات في البيت الأبيض طارحا السؤال نفسه عمن اختار بودابست للقاء ترامب وبوتين، فجاءه الرد بكلمة واحدة "أمك"، مما دفعه لكتابة مقال اعتبر فيه رد البيت الأبيض غير لائق.
لكن كارولين ليفيت أكدت في تصريح لاحق أنها قالت له "أمك" ووبخته، مشيرة إلى أنه أصلا مزعج ولا يستحق الاحترام، في موقف يعكس تصعيدا غير مسبوق في لهجة المسؤولين الأميركيين مع الصحفيين.
ومنذ ساعات واصل نفس الصحفي "ديت" أسئلته المستفزة لمتحدثي البيت الأبيض حيث سأل الصحفي عن سبب ارتداء وزير الدفاع الأميركي رابطة عنق "كرافتة" بألوان العلم الروسي خلال لقاء الرئيسين الأميركي والأوكراني، فجاءه الجواب "لأن أمك من اشترتها له".
0 تعليق