احتفلت الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية ومعها الكنيسة الجامعة بإعلان قداسة الطوباوي الشهيد إغناطيوس مالويان، أسقف ماردين، الذي استُشهد في سبيل الإيمان عام 1915، في مشهدٍ يفيض بالفرح والإيمان، ويُعدّ هذا الحدث تتويجاً لمسيرة كنسية وروحية طويلة بدأت منذ فتح دعوى تطويبه عام 1966، وانتهت اليوم باعتراف الكنيسة الرسمي بقداسته وشفاعته في السماء.
مسيرة إيمان ووفاء حتى الشهادة
ويعد الشهيد القديس إغناطيوس مالويان أحد أبرز وجوه الشهادة في الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية، إذ قدّم حياته دفاعاً عن إيمانه خلال أحداث الاضطهاد التي طالت الأرمن في مطلع القرن العشرين. وقد أصبحت شهادته رمزاً للثبات والرجاء وسط الألم والمعاناة، ودعوةً متجددةً للتمسك بالإيمان رغم الصعاب.
البطريرك ميناسيان: حدث روحي وتاريخي للأمة الأرمنية
وفي مقابلة خاصة أجراها موقع فاتيكان نيوز مع البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، أكّد غبطته أنّ هذا الحدث يشكّل علامة مضيئة في تاريخ الكنيسة الأرمنية، ليس فقط من الناحية الروحية بل أيضًا من البعد الوطني والإنساني.
وقال البطريرك، إنّ إعلان قداسة مالويان “يجدّد إيمان الشعب الأرمني ويذكّره بجذوره الروحية، وبقوة الرجاء التي لا تنطفئ حتى في أحلك اللحظات”.
معنى الشهادة اليوم
وحول معنى الشهادة في عالم لا يزال يشهد الحروب والاضطهادات، أشار إلى أن شهادة القديس مالويان ليست ذكرى للماضي، بل رسالة للحاضر تدعو المؤمنين إلى عيش الإيمان بصدق وشجاعة، وإلى بناء عالم يسوده السلام والمصالحة.
وأضاف، أن الشهداء ومنهم القديس مالويان، يذكروننا بأن الحبّ أقوى من الموت، وأن الإيمان الحقيقي يُترجم بالعطاء الكامل حتى بذل الذات.
0 تعليق