أعلنت المصادر الطبية الفلسطينية اليوم الأربعاء عن استشهاد 14 فلسطينيًا في قطاع غزة منذ ساعات الفجر الأولى، جراء استمرار القصف الإسرائيلي المكثف الذي يستهدف مناطق سكنية في أنحاء مختلفة من القطاع، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية واستمرار الحصار المفروض منذ أكثر من عام.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن الشهداء وصلوا إلى عدد من المستشفيات في غزة، بينهم 8 جرى انتشالهم من تحت أنقاض منازل مدمرة نتيجة القصف. وأضافت أن 3 شهداء وصلوا إلى مجمع الشفاء الطبي غرب غزة، و10 شهداء إلى المستشفى الأهلي المعمداني، فيما استقبل مستشفى ناصر في مدينة خانيونس شهيدًا واحدًا.
وأشارت المصادر إلى أن العديد من الجرحى ما زالوا يتلقون العلاج في أقسام الطوارئ والعناية المركزة وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، محذّرة من أن ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين أصبح يشكل ضغطًا غير مسبوق على المنظومة الصحية المنهكة في القطاع.
من جانبها، واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية شن غارات مكثفة على أحياء مكتظة بالسكان في مدينة غزة وخان يونس ورفح، مستهدفة منازل سكنية ومواقع يزعم الجيش الإسرائيلي أنها تابعة لفصائل المقاومة.
وأفاد شهود عيان بأن القصف طال مناطق عدة في شمال القطاع، بينها بيت لاهيا وجباليا، ما أدى إلى تدمير منازل بالكامل ووقوع إصابات بين المدنيين، بينهم نساء وأطفال. وأشاروا إلى أن فرق الدفاع المدني تواجه صعوبة كبيرة في الوصول إلى مواقع القصف بسبب تدمير الطرق والبنية التحتية، واستمرار تحليق الطائرات دون طيار في الأجواء.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن الحصيلة الأولية للعدوان الإسرائيلي المتواصل منذ الليلة الماضية تشير إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، موضحًا أن فرق الإسعاف والإنقاذ تعمل في ظروف "شديدة الخطورة" مع استمرار استهداف محيط المستشفيات والمراكز الطبية.
وأضاف أن المستشفيات تعمل بأقل من 30% من طاقتها التشغيلية بسبب نقص الوقود وانقطاع الكهرباء، مشيرًا إلى أن "المنظومة الصحية تقف على حافة الانهيار الكامل إذا لم يتم إدخال المساعدات الطبية العاجلة".
وتأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه الوسطاء الدوليون، وعلى رأسهم مصر وقطر والأمم المتحدة، مساعيهم لوقف إطلاق النار واحتواء التصعيد المتجدد في القطاع. غير أن مصادر سياسية فلسطينية أكدت أن المفاوضات تواجه "تعقيدات كبيرة" بسبب الخلافات حول آليات التهدئة وضمانات تنفيذها.
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى "وقف فوري لإطلاق النار" وحماية المدنيين، مجددًا مطالبته بفتح المعابر الإنسانية بشكل عاجل لإدخال المساعدات إلى غزة، التي يعيش سكانها أزمة إنسانية غير مسبوقة منذ اندلاع المواجهات.
وفي ظل استمرار التصعيد، تتزايد المخاوف من اتساع نطاق المواجهة إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية ولبنان، خصوصًا بعد تبادل القصف عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله خلال الأيام الماضية.
0 تعليق