البابا لاوُن الرابع عشر: يسوع القائم ينبوع الرجاء والحياة التي لا تنضب

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال البابا لاوُن الرابع عشر بابا الفاتيكان، أن يسوع القائم هو ينبوع الرجاء والحياة التي لا تنضب، مشدّدًا على أن القيامة ليست حدثًا عابرًا في التاريخ، بل القوة التي بدّلت العالم من الداخل ومنحت الإنسان معنى وجوده. 

واضاف البابا خلال المقابلة العامة التي أجراها صباح اليوم الأربعاء، في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، ضمن سلسلة تعاليمه في السنة اليوبيلية،بإن التعليم في هذا العام قد تناول مسيرة يسوع منذ ميلاده حتى قيامته، وهي المسيرة التي تشكّل أساس حجّ الإيمان والرجاء. وأضاف أن هذه المسيرة تقود المؤمنين اليوم إلى التأمل في سرّ المسيح القائم وعلاقته بالواقع الإنساني المعاصر، بكل ما يحمله من تساؤلات وتحديات.

الإنسان مخلوق للكمال لا للنقص

وتحدث البابا لاوُن الرابع عشر عن المفارقات التي يعيشها الإنسان في حياته اليومية بين الفرح والحزن، والنجاح والخذلان، موضحًا أن الإنسان خُلق لا للنقص، بل للكمال والفرح الحقيقي الذي وعد به المسيح، مستشهدًا بكلمات يسوع: «أتيت لتكون لهم الحياة، وليكون لهم أفضل» (يو 10، 10).

وأشار قداسته إلى أن الرجاء المسيحي ليس مجرّد تفاؤل عابر، بل هو يقين بأن الله لا يخيّب انتظار الإنسان، وأن هناك مَن يضمن له تحقيق إنسانيته في ملئها. فالرجاء، كما قال البابا، هو وعد محفوظ وليس أملًا مؤقتًا.

القيامة… ينبوع حياة متجددة

وأوضح البابا أن المسيح القائم هو الينبوع الحي الذي لا يجفّ ولا يتبدّل، والذي يروي عطش الإنسان اللامتناهي إلى الكمال. وشبّه قداسته القيامة بينبوع الماء الذي يروي الأرض العطشى، ويهب الحياة للنباتات والكائنات الحية، قائلًا:"بدون الماء لا يمكن العيش، وبدون المسيح القائم لا يمكن للرجاء أن يبقى حيًّا."

وأضاف أن كل من يقترب من سرّ الله يزداد توقًا إليه، مثلما عبّر القديس أغسطينوس في الاعترافات عن شوق القلب الإنساني الذي لا يخبو أمام الجمال الإلهي.

المسيح القائم يرافق الإنسان في مسيرته

وبيّن البابا لاوُن الرابع عشر أن يسوع الذي مات وقام هو وحده القادر على الإجابة على أعمق أسئلة القلب البشري:
هل هناك غاية نهائية لنا؟ هل لحياتنا معنى؟ كيف يمكن التعويض عن آلام الأبرياء؟

وقال إن المسيح القائم لا يقدّم إجابات نظرية من السماء، بل يصير رفيقًا في الرحلة الإنسانية بكل صعوباتها وغموضها، وهو وحده القادر على ملء الفراغ الداخلي حين يصبح العطش إلى المعنى غير محتمل.

وأكد بابا الفاتيكان علي أن القيامة تعني النهوض بعد السقوط، وأن القائم من بين الأموات هو الذي يضمن لنا المرسى الآمن ويقودنا إلى "البيت الذي نحن فيه محبوبون ومنتظرون ومخلَّصون".

الرجاء ثمرة القيامة

وختم البابا تعليمه بالقول إن من قيامة المسيح ينبع الرجاء الحقيقي الذي يمنح الإنسان سلامًا عميقًا وفرحًا داخليًا رغم صعوبات الحياة، مشيرًا إلى أن السلام الذي يعطيه المسيح لا يعرف نهاية.

وخلال تحيته للحشود في ساحة القديس بطرس، دعا قداسة البابا المؤمنين إلى مواصلة السير بأمانة في درب الإنجيل، وتجديد الحماسة في إعلان البشرى السارة، ليكونوا شهودًا حيّين لحضور الرب القائم في عالم اليوم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق