الكاردينال كورت كوخ: وحدة المسيحيين ليست خيارًا بشريًا.. بل إرادة إلهية لا بديل عنها

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 شدّد الكاردينال كورت كوخ، رئيس دائرة تعزيز وحدة المسيحيين في الفاتيكان، على أن وحدة الكنائس “ليست مشروعًا بشريًا أو خيارًا مؤسسيًا، بل مشيئة إلهية تعبّر عن رغبة الرب في أن تكون كنيسته واحدة”.

العمل المسكوني بين "حوار الحقيقة" و"حوار المحبة"

واضاف الكاردينال كوخ خلال احدي حواراته الاعلامية، بأن مهمة الدائرة تتمحور حول ما يُعرف بـ"حوار الحقيقة" ، وهو الحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية وسائر الكنائس الأرثوذكسية والإنجيلية والإصلاحية حول القضايا العقائدية التي كانت سببًا للانقسامات عبر التاريخ.
واستطرد : نحاول أن نرى ما يوحّدنا، وأن ننظر إلى اختلافاتنا بروح محبة لا تجعل منها مصدر انقسام. لكن لا يمكن لأي حوار لاهوتي أن يثمر دون حوار المحبة، لأن العلاقات الإنسانية والروحية بين الكنائس هي حجر الأساس لأي تقارب حقيقي».

شعار البابا لاون الرابع عشر

وتطرّق كوخ إلى رؤية البابا لاون الرابع عشر تجاه المسكونية، مشيرًا إلى أن جميع باباوات الكنيسة منذ المجمع الفاتيكاني الثاني حملوا في قلوبهم شغفًا حقيقيًا بوحدة المسيحيين.
وأوضح أن البابا لاون اتخذ شعار القديس أوغسطينوس “In illo uno unum” أي “في ذاك الواحد نصبح واحدًا”، وهو تعبير لاهوتي يعكس أن المسيح هو مركز الوحدة الحقيقية بين المؤمنين.

تقدّم في الحوار مع الكنائس الأرثوذكسية

وأشار كوخ إلى أن الحوار مع الكنائس الأرثوذكسية شهد تقدّمًا لافتًا، مستشهدًا باجتماع رافينا عام 2007 الذي أقرّ مبدأ التوازن بين السينودسية والأولوية البابوية في الحياة الكنسية.
وقال: “انطلاقًا من هذا الأساس، أصدرنا العام الماضي وثيقة لاهوتية مهمة بعنوان أسقف روما، تبحث في كيفية ممارسة خدمة بطرس بما يخدم الوحدة بدل أن يعرقلها، وقد أُرسلت الوثيقة إلى مختلف الكنائس، ونحن في انتظار ردودها الرسمية”.

العقبات: رؤى متباينة حول معنى الوحدة

ورأى الكاردينال كوخ أن أكبر التحديات تكمن في غياب رؤية موحّدة لمعنى الوحدة نفسها، موضحًا أن الكنيسة الكاثوليكية تعتبر المسكونية قضية إيمانية تستند إلى وحدة المعمودية والإيمان الرسولي، فيما ترى بعض الكنائس البروتستانتية أن الاعتراف المتبادل بين الطوائف يشكّل بحد ذاته الوحدة المنشودة، وأضاف بان هذه المقاربات المختلفة تتطلّب حوارًا أعمق وثقة متبادلة.

الجدل حول وثيقة "Fiducia Supplicans"

وفي ما يخص الجدل الذي تبع إصدار وثيقة" Fiducia Supplicans "، أقرّ بأن بعض الكنائس الأرثوذكسية عبّرت عن تحفظها وأرجأت استكمال الحوار إلى حين مناقشة الموقف بوضوح.
وكشف عن انه كان من المقرر أن نواصل نقاشاتنا حول اللاهوت المريمي، لكن الإخوة الأرثوذكس طلبوا أولًا تناول الوثيقة. قررنا أن يدرس كل طرف الموقف على حدة، ونحن واثقون أن الحوار سيُستأنف العام المقبل".

دعوة لإحياء روح مجمع نيقية

وبمناسبة مرور 1700 عام على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول (325م)، دعا كوخ الكنائس كافة إلى استعادة الإيمان الذي أعلنته الكنيسة الجامعة آنذاك، قائلًا: إن تذكّر إعلان الإيمان بأن يسوع المسيح هو ابن الله، المساوي للآب في الجوهر، يمكن أن يكون خطوة واقعية نحو تقارب أعمق في الإيمان".

من الخصومة إلى الأخوّة في المسيح

رفض الكاردينال كوخ الرأي القائل بأن الحوار المسكوني لم يحقق نتائج، مؤكدًا أن الكنائس لم تعد ترى بعضها كخصوم أو مهرطقين، بل كإخوة وأخوات في الإيمان.
وأشار إلى البيان المشترك حول عقيدة التبرير مع الكنيسة اللوثرية عام 1999 بوصفه “إنجازًا تاريخيًا” مهّد للاحتفال المشترك بذكرى الإصلاح عام 2016 في مدينة لوند بحضور البابا.
كما أعلن عن التحضير لاحتفال كنسي واسع عام 2030 بمناسبة مرور خمسمائة عام على الاعتراف الأوجسبورغي، معتبرًا أن هذه المناسبة “فرصة جديدة لبناء الوحدة على أسس مشتركة”.

الغيرة الروحية والصبر طريق الوحدة

في ختام حديثه، عبّر الكاردينال كوخ عن أمله في أن يستعيد المسيحيون في العالم الوعي بالمسكونية كجزء جوهري من الإيمان المسيحي، مؤكدًا أن بلوغ الوحدة يتطلّب الغيرة الروحية والصبر الطويل.
وقال في كلمته الختامية:"من دون الغيرة على الوحدة، ومن دون الصبر في السعي إليها، لن نصل إلى الهدف الذي أراده الرب لكنيسته الواحدة".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق