فى ديسمبر 1773 صعدت مجموعة مستوطنين من ماساتشوستس متنكرين في زي هنود موهوك على متن ثلاث سفن شاي في ميناء بوسطن الأمريكي، فى مشهد درامى، حيث قاموا بإلقاء 342 صندوقًا من الشاي في المياه، وهي الحادثة التي عُرفت لاحقًا باسم "حفل شاي بوسطن"، وقد كانت بمثابة احتجاج قوي على قانون الشاي الذي أقرّه البرلمان البريطاني في عام 1773.
بداية الاحتجاجات
كانت هذه الخطوة جزءًا من سلسلة من الاحتجاجات ضد ما اعتبره المستوطنون فرضا غير عادل للضرائب من قبل الحكومة البريطانية، القانون كان يهدف إلى إنقاذ شركة الهند الشرقية من أزمتها المالية من خلال منحها احتكارا فعليا لتجارة الشاي في المستعمرات الأمريكية، وتخفيض الضريبة عليها بشكل كبير لدرجة أنها أصبحت قادرة على منافسة الشاي المهرب الذي كان يجلبه التجار الهولنديون، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع هيستورى.
وبالرغم من أن الضريبة كانت منخفضة، فإن المستوطنين اعتبروا أن فرضها يعتبر انتهاكًا لحقوقهم، حيث لم يكن لديهم تمثيل في البرلمان البريطاني، وبالتالي لم يكونوا جزءًا من عملية اتخاذ القرارات التي تمس حياتهم اليومية.
في مساء 16 ديسمبر، عندما وصلت السفن البريطانية الثلاث إلى ميناء بوسطن، وهي دارتموث وإليانور وبيفر، تم رفض مطالبة المستوطنين بإعادة الشاي إلى إنجلترا من قبل حاكم ماساتشوستس توماس هاتشينسون، وعلى إثر ذلك، قام الزعيم الوطني صموئيل آدامز بتنظيم الهجوم الذي نفذته جماعة "أبناء الحرية" السرية، والتي كانت تضم نحو 60 عضوًا.
قيمة الشاي
تقدر قيمة الشاي الذي أُلقي في الميناء بحوالي مليوني دولار أمريكي في وقتنا الحالي. وكان ذلك بمثابة خطوة كبيرة نحو التصعيد ضد السياسات الاستعمارية البريطانية.
رد فعل البرلمان البريطاني
لم يتأخر رد البرلمان البريطاني على هذه الحادثة، في 1774 أصدر "قوانين الإكراه" التي أُطلق عليها أيضًا "القوانين التي لا تطاق"، والتي شملت إغلاق ميناء بوسطن أمام التجارة، فرض الحكم العسكري البريطاني في ماساتشوستس، ومنح الحصانة للمسؤولين البريطانيين من الملاحقة القانونية في المستعمرات، كما كانت هذه القوانين تفرض على المستعمرين إيواء الجنود البريطانيين.
أدت هذه الإجراءات إلى تصاعد التوترات بشكل أكبر بين المستعمرات وبريطانيا، ودعوة المستعمرين لعقد المؤتمر القاري الأول لمناقشة تشكيل مقاومة موحدة ضد الهيمنة البريطانية.
أثر الحفل على الثورة الأمريكية
يعد "حفل شاي بوسطن" من اللحظات الحاسمة التي مهدت الطريق لاندلاع الثورة الأمريكية، فقد أسهمت هذه الحادثة في توحيد المستعمرات ضد النظام البريطاني، وأظهرت عزم المستوطنين على مقاومة السياسات الاستبدادية، كانت تلك الليلة بمثابة الشرارة التي أشعلت نيران الثورة الأمريكية.
0 تعليق