منذ أكثر من عقدين، يطل هذا الفنان البريطاني الغامض عبر جداريات تحمل رسائل سياسية واجتماعية صادمة، لكن شخصيته الحقيقية ما زالت لغزاً لم يكشف، أعماله تنتشر كالنار في الهشيم، تباع بملايين وتتصدر عناوين الصحف العالمية، بينما هو يختار أن يبقى مجهول الهوية، وكأن الغموض جزء من العمل الفني نفسه، لتتحول هوية بانكسي المجهولة إلى عنصر أساسي في أسطورته، حيث يطرح سؤالاً دائماً هل الأهم هو الفنان أم الفن نفسه؟

ظهر الأسبوع الماضى، عمل فني جديد للفنان البريطاني المجهول بانكسي على جدار في غرب لندن، عبارة عن صورة طفلين يرتديان ملابس شتوية وينظران إلى السماء، وفقا لما نشره موقع"news.artnet".

عمل فنى جديد للفنان بانكسى

تُظهر اللوحة الجدارية المرسومة بالاستنسل طفلين يرتديان معاطف وقبعات صوفية وأحذية مطرية، مستلقيين على ظهورهما، ويشير الطفل الأطول إلى السماء، وقد ظهرت اللوحة فوق صف من المرائب في كوينز ميوز بمنطقة بايزووتر، بالقرب من نوتينغ هيل، وأعلن بانكسي رسمياً أنها ملكه عبر منشور على إنستجرام.

ظهرت نسخة مطابقة للصورة نفسها خارج برج سنتر بوينت في وسط لندن يوم الجمعة الماضى، ويُعتقد أنها من عمل بانكسي، على الرغم من أن الفنان لم يتبنَّ هذه النسخة رسميًا بعد.

لوحة جدارية للفنان بانكسى

الأطفال موضوع متكرر فى أعمال بانكسى

تكهّن البعض بأنّ العمل الفني قد يكون تعليقًا على سحر مخيلة الأطفال، في إحدى الصور التي نشرها بانكسي لنسخة كوينز ميوز، يظهر الأطفال محاطين بطلاء متقشّر ومتسخ، وحاوية قمامة تفيض بالنفايات، لكنّ أنظارهم مفتونة بجمال سماء الليل، يتبادر إلى الذهن هنا قول أوسكار وايلد الشهير: "كلنا في الحضيض، لكن بعضنا ينظر إلى النجوم".

يُعدّ الأطفال موضوعًا متكررًا في أعمال بانكسي، وقال جاسبر توردوف، المتخصص في أعمال بانكسي: "هناك صدى لا لبس فيه للوحة "  الفتاة ذات البالون" : الذراع الممدودة، وبساطة الإيماءة الطفولية، والإيحاء بأن المعنى يكمن بعيدًا عن متناول اليد".

وأضاف : "من الصعب تجاهل دلالة محتملة على عيد الميلاد، فالنجمة الوحيدة، التي تظهر فوق مبنى مهمل يكاد يكون منسيًا، تحمل دلالات واضحة على نجمة بيت لحم".

لوحة للفنان بانكسى فى لندن تحمل رسالة سياسية

الرسالة السياسية لجدارية بانكسى

يرى آخرون أن موقع سنتر بوينت يرمز إلى قضية تشرد الأطفال الملحة، ففي سبعينيات القرن الماضي، كانت ناطحة السحاب، التي شُيّدت كمبنى مكاتب عام 1963 ثم أصبحت مهجورة، مسرحاً لاحتجاجات سكنية، وهي الآن تضم شققاً فاخرة.

تغطية جدارية بانكسى على جدار محكمة لندن.. تجسد قاضيا يضرب متظاهرا يدعم غزة

في سبتمبر، أنتج بانكسي عملاً فنياً جديداً على جدران المحاكم الملكية في لندن، رصدت صورة قاضٍ يضرب متظاهراً لأول مرة صباح يوم الاثنين 8 سبتمبر، لكنها سرعان ما غطيت ثم أُزيلت بعد ذلك، وجاء ظهورها بعد أيام قليلة من اعتقال نحو 900 شخص في العاصمة البريطانية خلال مظاهرة احتجاجاً على حظر جماعة "فلسطين أكشن" الحقوقية، المصنفة كمنظمة إرهابية بموجب القانون البريطاني.

إزالة لوحة جدارية لبانكسى

بيع لوحة للفنان بانكسى بـ5.5 مليون دولار فى مزاد بـ لندن

بيعت لوحة تحمل عنوان "النفط الخام" للفنان المشهور بانكسي بمبلغ 4.3 مليون جنيه إسترليني (5.5 مليون دولار) فى مزاد سوثبى المسائى الحديث والمعاصر في لندن.

اللوحة كانت من ضمن مجموعة مارك هوبس، المؤسس المشارك لفرقة البوب بانك بلينك 182، وقد حصل هوبس على العمل في عام 2011.

تتراوح القيمة التقديرية للوحة التى تحمل عنوان "النفط الخام" (فيتريانو) والتى اكتملت فى عام 2005، ما بين 3 ملايين إلى 5 ملايين جنيه إسترلينى "3.8 مليون دولار إلى 6.3 مليون دولار".

ويتبرع هوبوس، الذي قدم ثلاثة ألبومات حققت المركز الأول مع فرقة الروك الأمريكية، ببعض الأموال التي سيتم جمعها من بيع اللوحة إلى مؤسسة كاليفورنيا فاير فاونديشن ومنظمتين خيريتين طبيتين في لوس أنجلوس، وبرنامج حياة الطفل في مستشفى الأطفال في لوس أنجلوس ومركز أبحاث الأورام الدموية سيدارز سيناي ـ في أعقاب حرائق الغابات المدمرة في المدينة.

عُرضت لوحة "النفط الخام" (فيتريانو) في أول معرض تقليدي لبانسكي في عام 2005 في نوتينغ هيل بعنوان "النفط الخام.. معرض للروائع المعاد مزجها والتخريب والآفات"، والعمل عبارة عن إعادة تصور للوحة "الخادم المغني" للفنان الاسكتلندي جاك فيتريانو عام 1992.

لوحة النفط الخام للفنان بانكسى