دراسة حديثة تكشف: ثقب الأذن كان طقسا أساسيا فى طفولة مجتمع المايا

اليوم 7 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لا شك أن مرحلة الطفولة مرحلة انتقالية تحتفى بها العديد من الثقافات عبر الطقوس والشعائر، وفى حضارة المايا التى تعد من أكثر المجتمعات التاريخية إثارة للاهتمام كان لهذا الانتقال طابعا رمزيا واضحا، فقد كان الأطفال يزينون بأقراط صغيرة فى آذانهم منذ عمر 4 أشهر حتى سنة واحدة فى إشارة مبكرة إلى الاعتراف بوجودهم وبدايتهم الاجتماعية داخل المجتمع.


ثقب الأذن

الرمزية الروحية لزينة الأذن

امتلك شعب المايا نظام معتقدات معقدا حول مفاهيم الذات والروح وهو ما دفع الباحثة ياسمين فلين أراجدال مرشحة الدكتوراه إلى التركيز على الأذنين بوصفهما موضعا لتعديلات جسدية معروفة مثل تمديد الأذن، وقد ارتبطت حلى الأذن فى ثقافة المايا بإله الرياح فى الأساطير القديمة الذى يرمز إلى التنفس والحياة مما منح ثقب الأذن دلالة روحية عميقة تتجاوز الزينة الشكلية، بحسب ما ذكره موقع interesting engineering.

 

توقيت ثقب الأذن فى حياة الأطفال

سعى علماء الآثار إلى فهم التوقيت الذى كان فيه أطفال المايا يخضعون لطقس ثقب الأذن، ومن خلال تحليل الأيقونات والصور التى خلفتها حضارة المايا على مدى ألفى عام درست أراجدال صور الأطفال لتحديد متى ظهرت الأقراط لأول مرة فى حياتهم، وأظهرت النتائج أن الأطفال كانوا يحصلون على ثقوب الأذن قبل ارتداء الملابس المصنفة حسب الجنس ما يعكس أولوية الوجود الإنسانى قبل البناء الاجتماعى.

 

دلالة اجتماعية ومكانة متصاعدة

أظهرت الدراسة المنشورة فى كتاب طفولة الماضى أن زينة الأذن كانت ترتبط ارتباطا وثيقا بالهوية والمكانة الاجتماعية، فعند فقدان الأفراد لمكانتهم أو تقديمهم كقرابين أو أسرهم كانوا يجردون من حلى الأذن، ورغم قلة الأدلة تمكنت أراجدال من تحديد 83 صورة من العصرين الكلاسيكى وما بعد الكلاسيكى بين 800 قبل الميلاد و1500 قبل الميلاد، وأشار تحليلها إلى أن ثقب الأذن كان من أوائل طقوس العبور فى مجتمع المايا حيث تبدأ الثقوب صغيرة ثم تتسع مع الزمن لتصبح رمزا للمكانة الاجتماعية، وذكرت مجلة علم الآثار أن النخبة استخدمت مواد ثمينة مثل اليشم وريش الطاووس بينما استخدم عامة الناس مواد أبسط كالخزف والخشب والحبال، ومع ذلك ظلت زينة الأذن أداة لتشكيل شخصية الفرد خلال مرحلة حساسة من تكوينه الروحى والاجتماعى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق