وثّقت شبكة أطباء السودان منذ أبريل 2023 مقتل أكثر من 234 كادرًا طبيًا خلال الحرب المستمرة، فيما تجاوز عدد الجرحى 507 من الكوادر الصحية.
كما سجلت الشبكة أكثر من 59 مفقودًا لا يزال مصيرهم مجهولًا حتى الآن، إضافة إلى 73 محتجزًا في مدينة نيالا في ظروف بالغة السوء، تعكس الاستهداف المتعمد والعنيف للعاملين في المجال الصحي.
وأكدت الشبكة أن هذه الأرقام تكشف حجم الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع ضد الكوادر الطبية، في مخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية التي تضمن حماية العاملين في المجال الصحي والمنشآت الطبية أثناء النزاعات المسلحة.
الاستهداف لم يقتصر على الاعتداء الجسدي ونهب المستشفيات
وأشارت إلى أن الاستهداف لم يقتصر على الاعتداء الجسدي، بل شمل نهب المستشفيات والمراكز الصحية وتدمير التجهيزات الطبية، ما أدى إلى انهيار شبه كامل للخدمات الصحية في مناطق واسعة من البلاد، وترك المدنيين بلا حماية طبية وسط تصاعد انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة.
وتوضح الشبكة أن الكوادر الطبية في السودان أصبحت هدفًا مباشرًا للصراع، حيث يتعرض الأطباء والممرضون والفنيون الصحيون للقتل والاعتداء والاختطاف، في وقت هم فيه في أمس الحاجة لتقديم الرعاية للمدنيين النازحين والمصابين. وأكدت أن استمرار هذه الانتهاكات يهدد المنظومة الصحية بأكملها، ويجعل من تقديم الرعاية الصحية للمواطنين مهمة شبه مستحيلة، خاصة في ظل النزاعات المسلحة وغياب الأمن عن المناطق المتأثرة.
وطالبت شبكة أطباء السودان جميع الأطراف بوقف الانتهاكات فورًا، وحماية الكوادر الطبية والمستشفيات من أي هجوم، وضمان الإفراج عن المحتجزين والكشف عن مصير المفقودين. كما ناشدت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرك العاجل للضغط على ميليشيا الدعم السريع، وفرض حماية فعالة للكوادر الصحية، بما يتيح لهم أداء واجبهم الإنساني دون خوف أو تهديد.
وأشارت الشبكة إلى أن حماية العاملين في المجال الطبي ليست خيارًا، بل مسؤولية قانونية وأخلاقية على الجميع، خصوصًا في ظل استمرار الحرب التي تضاعف من معاناة المدنيين وتزيد من مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة في مناطق النزاع. وأكدت أن أي تقاعس عن حماية الكوادر الطبية سيؤدي إلى انهيار كامل للنظام الصحي في السودان، ويزيد من الكارثة الإنسانية التي تعصف بالمواطنين.
وختمت شبكة أطباء السودان تصريحها بالتأكيد على أن الكادر الطبي السوداني مستعد لتقديم الرعاية والنجدة الإنسانية رغم المخاطر الجسيمة، وأن حماية هؤلاء الأبطال يجب أن تكون أولوية عاجلة لكل الجهات المعنية، لضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية وإنقاذ حياة آلاف المدنيين الذين باتوا يعتمدون على هذه الجهود في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة.
اقرأ ايضا:-
0 تعليق