في منزل ريفي بسيط بقرية الضباعية بمحافظة الإسماعيلية، تعيش أسرة يجمعها الحب والاحترام، أبٌ رحل تاركًا سيرة طيبة،
وأم جميلة بالقلب قبل الملامح، وبنات كبرن على معنى السند… قبل أن يختبرهن القدر بأقسى امتحان.
كانت الأجواء داخل البيت تستعد لفرح قريب، تجهيزات، وأحلام معلّقة، وضحكات تحاول أن تملأ المكان،
إلى أن تسلّل المرض بصمت، وتدهورت الحالة الصحية لإحدى البنات نتيجة إصابتها بمرض بالكبد في مرحلة متأخرة، ليخيم القلق على البيت، ويتحول حلم الفرح إلى خوف من الفقد.
حالة متأخرة… وأمل يوشك على الغياب
ومع تأخر الحالة الصحية، فقدت الأسرة الأمل في العلاج، خاصة في ظل صعوبة إيجاد متبرع مناسب، ورفض الأسرة لفكرة التبرع من خارجها، إلى جانب التكلفة الباهظة لعمليات زراعة الكبد، لتقف الأسرة أمام واقع قاسٍ لا يملك إلا الدعاء.
التأمين الصحي الشامل… نافذة نور
وسط هذا الظلام، جاء الأمل من حيث لم يتوقعوا، بعدما أكدت الفحوصات الطبية إمكانية إجراء عملية زراعة الكبد داخل مجمع الإسماعيلية الطبي ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، لتكون تلك اللحظة نقطة التحول التي أعادت الحياة إلى البيت من جديد.
فحوصات عائلية وقرار أخت
وخضعت الأسرة بالكامل لسلسلة من التحاليل والفحوصات الطبية، لتُسفر النتائج عن تطابق كامل مع شقيقة المريضة، لتكون الوحيدة المؤهلة طبيًا للتبرع.
ورغم معاناتها من الأنيميا، ورغم أنها كانت منشغلة بتجهيز فرحها، لم تتردد لحظة واحدة، ولم تطلب وقتًا للتفكير، بل حسمت القرار بقلب الأخت قبل حسابات الجسد.
وبحسب مقربين، قالت:
«يمكن ما كنتش حاسة بغلاوتها قوي قبل كده، بس لما عرفت إن حياتها واقفة عليّا… ما اتأخرتش ثانية».
نجاح العملية… وكتابة سطر جديد في التاريخ الطبي
وأُجريت العملية بنجاح، لتُسجل كأول عملية زراعة كبد من متبرع حي داخل مجمع الإسماعيلية الطبي، على يد فريق طبي متخصص، وسط متابعة دقيقة للحالتين.
وأكد الأطباء استقرار الحالة الصحية لكل من المتبرعة والمريضة، وخضوعهما للرعاية الطبية اللازمة، مع مؤشرات إيجابية على تحسن حالتهما.
إنجاز طبي… ورسالة إنسانية من قلب الريف
لم يكن هذا النجاح إنجازًا طبيًا فقط، بل رسالة إنسانية خرجت من قلب الريف المصري، تؤكد أن التضحية لا تحتاج قصورًا، بل قلوبًا صادقة، وأن منظومة التأمين الصحي الشامل أصبحت شريان حياة حقيقي للأسر البسيطة.














0 تعليق